توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعادة ضبط البوصلة

  مصر اليوم -

إعادة ضبط البوصلة

بقلم - كريمة كمال

تقول مقدمة الخبر (نائبة تقترح تقديم مشروع قانون يضيف درجتين لطلبة الثانوية العامة المشاركين فى الانتخابات)، بينما ينص الخبر على أنه (أعلنت النائبة دينا عبدالعزيز، عضو مجلس النواب، عن دائرة حلوان، أنها بصدد تقديم مشروع قانون يمنح الطلاب درجتين حافزا يضاف إلى المجموع فى حالة مشاركتهم فى كافة الانتخابات). وأوضحت النائبة فى مداخلة مع برنامج العاشرة مساء أنها كانت مجرد فكرة، وأضافت أن الفكرة تستهدف حث الشباب على المشاركة فى الحياة السياسية، خاصة الذين يشاركون فى الانتخابات، وعبرت النائبة عن أن الاقتراح قائم على تحفيز الشباب من أجل المشاركة فى العملية السياسية، طبقا للمادة 82 من الدستور، والتى تنص على أن «تكفل الدولة رعاية الشباب والنشء وتعمل على اكتشاف مواهبهم وتنمية قدراتهم فى جميع المجالات».

واللافت هنا هو خلط النائبة بين دور الدولة الذى ينص عليه الدستور فيما يخص الشباب وبين منح الدرجات لمجرد المشاركة فى الانتخابات، وهو ما يمكن أن يدرج تحت بند الرشاوى الانتخابية، فما الفارق بين منح الدرجات ومنح السكر والزيت أو منح النقود.. المشكلة أن النائبة تخلط بين رعاية الدولة للشباب وتحفيزهم على المشاركة السياسية وبين منح الدرجات، فتحفيز الشباب على المشاركة السياسية يعنى أن تدفع الدولة الشباب للمشاركة فى نشاط الأحزاب السياسية وفى تولى المناصب القيادية داخل هذه الأحزاب، وأن يعى الشباب قواعد العمل السياسى من خلال المشاركة الفعلية فى العمل السياسى الحزبى، وبالتالى العمل السياسى العام، والغريب أن النائبة تتصور أن تفعيل الدستور فيما يخص الشباب يتوقف عند منح درجتين كحافز كما تقول، وهى لا تعى أن هذا لا يعدو أن يكون رشوة انتخابية مقنعة تحت شعار تحفيز الشباب.

المشكلة فى مقترح النائبة أنه يكشف عن طريقة تفكير ليس النائبة وحدها، بل العديد من نواب مجلس النواب الحالى، فالنواب يقعون فى مأزق ضرورة أن يتحركوا داخل المجلس، وأن يشاركوا بمقترحات ومشاريع لقوانين، فيبحثوا عن أفكار جديدة يمكن أن يتقدموا بها، ولأن أغلبهم لم يأت بخلفية فى العمل العام كنتيجة للطريقة التى تم بها تشكيل هذا المجلس، فهم لا يدركون المشاكل الملحة ولا الأولويات التى يجب أن يولوها اهتمامهم، فيتقدمون بأفكار على شاكلة هذا المقترح، وإذا ما انتقدت الصحافة هذه المقترحات يغضب رئيس المجلس ويعتبر أن هناك مؤامرة محاكة ضد المجلس، بينما المشكلة الحقيقية تكمن فى خلفية النواب، وبالتالى ما يقترحونه من أفكار ومشاريع قوانين، فالفكرة التى اقترحتها النائبة يمكن أن تؤخذ على أنها رشوة انتخابية مقنعة بالدستور للدفع بالشباب للمشاركة فى الانتخابات خاصة أن هناك تخوفا من نسبة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة نتيجة الإحساس بأن نتيجتها محسومة سلفا، مما يضفى على اقتراح النائبة شبهة المشاركة فى محاولة الحشد بالتحفيز المادى، بينما للناس مطالب كثيرة قد تكون أولى بالاقتراح بمشروعات قوانين تلبى هذه المطالب من مجلس النواب الذى هو بالأساس يجب أن يكون معبرا عن المواطنين، وعن مطالبهم ومشاكلهم قبل أن يكون معبرا عن الحكومة أو مؤسسات الدولة.

مشكلة مجلس النواب الحالى الأساسية هى فقدان البوصلة فى تحديد من يمثله المجلس ومن يعبر عنه الحكومة ومؤسسات الدولة أم المواطنين وعلى مدى عمل مجلس النواب منذ تشكيله وهو يبدو وكأنه ذراع للسلطة الحاكمة بل وللحكومة ومؤسسات الدولة قبل أن يكون ذراعا للمواطنين تحقق لهم مطالبهم وتحل لهم مشاكلهم والدليل على ذلك أن اللجنة التشريعية بمجلس النواب قد أقرت مؤخرا تعديلاتها على المادة المعروفة بمادة الكفالات ضمن مشروع قانون الإجراءات الجنائية والتى تتضمن اقتطاع نصف الكفالات المصادرة من المتهمين لصالح صندوق الرعاية الصحية والاجتماعية للقضاة، رغم رفض نادى القضاة لها بكونها تشكل شبهة مصلحة للقضاة فى إقرار الكفالات، بينما وافق عليها مجلس القضاء الأعلى.. فلمن كان انحياز اللجنة؟ هذا مجرد نموذج والنماذج الأخرى كثيرة لذا على مجلس النواب ونوابه إعادة ضبط بوصلة الاهتمامات لتتوافق مع ما يطلبه المواطن المصرى أولا وأخيرا.

 

 

 

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعادة ضبط البوصلة إعادة ضبط البوصلة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon