توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معارضة الإحراج الخارجى!!

  مصر اليوم -

معارضة الإحراج الخارجى

بقلم - محمود مسلم

كل يوم تُثبت الدولة المصرية أن الرهان على الخارج لم يعد ممكناً، وأن تأثير الغرب على القرار المصرى يكاد يتلاشى، لكنّ قليلاً من المعارضين لم يتعلموا الدرس بعد، ولم يتّعظوا من تجربة الإخوان الذين ربطوا كل خطواتهم فى الحكم أو الاحتجاج برضا الأمريكان، فكانوا يسعون بكل الحيل للتودّد إليهم، وحرصوا على إصدار بيانات باللغة الإنجليزية تتناقض تماماً مع ما يتحدثون به فى اللغة العربية، لدرجة أنهم رفضوا فض «رابعة»، لأن التوجيه لم يصدر إليهم من البيت الأبيض، سواء مباشرة أو عبر وسطائهم فى الشرق الأوسط -قطر وتركيا وقتها- بل إن الإخوان تعاملوا مباشرة بعد الفضّ مع قرار «أوباما» بإيقاف مناورات «النجم الساطع» بين الجيشين المصرى والأمريكى، الذى صدر مساء يوم 15 أغسطس 2013، بعد يوم واحد من فض «رابعة»، بأن قاموا بتدبير حريق القاهرة فى 16 أغسطس، حيث نزلوا بالأسلحة على كوبرى 15 مايو وحتى ميدان رمسيس يَقتلون مَن يريدون.

ولا أحد يستطيع أن ينسى ما صرح به مساعد رئيس الجمهورية، الذى رفض ذكر اسمه -فى الأغلب عصام الحداد- لجريدة «الجارديان»، بعد اندلاع ثورة 30 يونيو، حينما قال نصّاً: «مرسى سيظل رئيساً طالما يحظى بدعم أمريكا.. وإن الجيش المصرى لن يكون قادراً على التحرك إلى الأمام دون موافقة أمريكا».

خسر الإخوان الحكم والرهان على أمريكا وذابت حتى بيانات بروتوكولية تطالب بالإفراج عن رئيسهم أو دمجهم فى العملية السياسية.. وانحاز الجيش بكل وطنية كعادته إلى الشعب وثورته، وظلت أمريكا ودول أخرى تمنع وتهدد وتتآمر، ولكن وقفت الدولة المصرية صامدة لا تلين، ولا يشغلها سوى رضا الشعب المصرى، لكنّ المعارضين المصريين لم يستوعبوا الدرس، وما زالوا يراهنون على الخارج، وفقدوا البوصلة فى الفصل بين النظام والدولة، خاصة أن نظام «السيسى» جاء تتويجاً لثورة 30 يونيو، وحافظ على أهم مطالبها، ممثلةً فى استقلال القرار المصرى، أو كما أقسم الرئيس فى مؤتمر «حكاية وطن».. «هَامَةُ مصر عالية.. وقرارنا الوطنى ظل فى كل الظروف مستقلاً 100٪».

وعلى المستوى العملى نرى تنوعاً كبيراً فى العلاقات المصرية مع الخارج، ما بين أمريكا وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وغيرها، بتوازن وندية، وهو ما يحدث أيضاً مع دول المنطقة. كما فشل رهان بعض المعارضين فى إفساد العلاقات مع إيطاليا، والغريب أنهم أقاموا ليلة بالشموع لتأبين «ريجينى»، بينما لم يفعلوها مع شهداء الجيش والشرطة.

لقد حاول البعض استغلال موسم الانتخابات الذى يتسم عادةً بقدر من السيولة والفوضى لضرب نظام «السيسى»، من خلال ما راهنوا عليه من إحراج النظام أمام العالم، بعدما أخفقوا فى ضرب شعبية «السيسى»، وبالطبع لم تستعد المعارضة للانتخابات بشرف ووطنية، بحيث ينظمون صفوفهم ويعدّون الكوادر ويتواصلون مع الناس فى المدن والقرى والنجوع لشرح أخطاء النظام، كما يرونها، ويقدمون برامج بديلة، بل عمدوا إلى الحل الذى اعتقدوا أنه الأسهل، وهو إحراج النظام أمام العالم، من خلال إظهار الانتخابات الرئاسية وكأنها استفتاء، وإعلان المقاطعة لها، بل وتجرأ البعض بإصدار تصريحات عدائية، وراهنوا على أن النظام سيكون فى فترة ضعف، وأن العالم سينتفض للدفاع عنهم، على أساس أن موسم الانتخابات قد بدأ، لكن رهانهم فشل كالعادة، وظهرت الدولة أقوى، لأن النظام ليس على «راسه بطحة» حتى يخشى عديمى الشعبية، أو تلك الدول التى تبحث فقط عن مصالحها ببيان أو إدانة أو غيرهما من وسائل الضغط، لتحقيق مصالح الدول الأخرى، وليس منفعة الشعب المصرى.

الرهان على الخارج من الإخوان أو الأمريكان أو غيرهما يثبت فشله، وأعتقد أن ما حدث فى الأسابيع الأخيرة درس لمن راهنوا على إحراج النظام أمام العالم، ويثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن النظام يقف على أرضية صلبة، وليس كما يتوهّم البعض، وأن الرهان على الشعب المصرى أشرف وأفضل وأكثر وطنية من الرهان على الخارج، فالشعب الذى انتفض ضد الإخوان وعملائهم يستطيع الفرز بين المخلص «أهم سمات السيسى» والخبيث.. ولا عزاء لمن فقدوا البوصلة، وما زالوا يسيرون على خُطى الإخوان ويراهنون على التدخل أو الإحراج الخارجى الذى لم ولن يأتى!

 

 

 

نقلا عن الوطن القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معارضة الإحراج الخارجى معارضة الإحراج الخارجى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon