توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اقتصاد التبرعات

  مصر اليوم -

اقتصاد التبرعات

بقلم - فتحية الدخاخني

موجة من الجدل أثارها اللواء ممدوح شاهين، رئيس جمعية الأورمان، على مواقع التواصل الاجتماعى، بعد تصريحاته أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنه «لا يوجد فقراء فى مصر».. ما أثار انتباهى ليس نفى رئيس الأورمان لوجود الفقراء، بل حديثه عن حجم التبرعات التى تتلقاها الجمعية الآن مقارنة بالسنوات السابقة، قائلا: «إن التبرعات زادت بنسبة 300%، من 300 مليون جنيه قبل 3 سنوات إلى ما يقرب من مليار جنيه الآن».

مليار جنيه تبرعات لجمعية واحدة من آلاف الجمعيات الخيرية العاملة فى مصر والمسجلة فى وزارة التضامن الاجتماعى، وكلها يعمل لتخفيف حدة الفقر وتوفير ما يسمى الحياة الكريمة للمصريين من غذاء وملابس ومسكن وعمل وعلاج، وربما يفسر حجم التبرعات للجمعيات الخيرية دعوة الرئيس السيسى فى مارس الماضى لهذه الجمعيات بالوصول إلى الفئات التى تعجز الدولة عن الوصول إليها، وإدارة المستشفيات من خلال تبرعات المصريين التى «تثق فيهم»، كما قال الرئيس.

ويبلغ عدد الجمعيات الأهلية فى مصر، وفقا لتصريحات الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن فى منتدى شباب العالم، «48300 جمعية، منها 29 ألف جمعية نشطة، تنفق 12 ألف جمعية منها 10 مليارات جنيه سنويا على العمل المجتمعى».

وتعتمد هذه الجمعيات فى عملها على التبرعات، إما بشكل مباشر من المواطنين، أو من خلال ما يسمى المسؤولية الاجتماعية للشركات CSR. وخلال الشهر الماضى، شهدت القاهرة 3 مؤتمرات كبيرة لمناقشة المسؤولية الاجتماعية، تكررت فيها الوجوه والموضوعات، وطُرحت أفكار ومشروعات عديدة لخدمة المجتمع، وكان الكل يسعى للترويج لفكرته ومشروعه باعتباره الأفضل لمواجهة الفقر، وكل شركة كانت تتحدث عن برامجها فى المسؤولية، وكيف تتجه نحو الاستدامة وتشكل جمعياتها الخيرية الخاصة التى تنفذ من خلالها مشروعات خدمة المجتمع بدلا من أن تقدم الدعم المالى لجمعية خيرية أخرى.

خطوات ومشروعات مفرحة، وميزانيات ضخمة تعطيك انطباعا بأن الجميع فى مصر يعمل من أجل تحسين حياة الفقراء وانتشالهم من تحت خط الفقر، لكن بعد أن تخرج من قاعات المؤتمر الفخمة وتبتعد عن متحدثيها المنمقين تصطدم بأرض الواقع ومعاناة الفقراء فى الحصول على أبسط احتياجات الحياة، فأين تذهب هذه الأموال، ومن يستفيد من هذه المشروعات؟!.

هذه الأسئلة ليست تشكيكا فى دور المجتمع المدنى بمؤسساته المختلفة من شركات وجمعيات أهلية، بل ربما محاولة لإعادة توحيد جهودهم، فإحدى المشاكل التى تكرر طرحها فى الأحاديث الجانبية فى المؤتمرات الثلاثة كانت مشكلة عدم وجود قواعد بيانات للفئات المستحقة، وبالتالى هناك أفراد يحصلون على الدعم من أكثر من جمعية فى وقت واحد، وآخرون لا يحصلون على شىء، إضافة إلى أن جمع التبرعات اللازمة لتنفيذ مشروعات خدمة المجتمع أصبح نوعا من الاقتصاد الذى يشهد منافسة حامية ومشتعلة بين الجمعيات المختلفة، سعيا وراء جمع أكبر قدر من المال، ولعل ملامح هذه المنافسة تظهر بوضوح خلال شهر رمضان من خلال الإعلانات المتكررة للجمعيات، والتى تتضمن جميعها رسالة واحدة، وهى دعوة المواطنين للتبرع، وكلما أنفقت أكثر على الإعلانات زادت حصتك من كعكة التبرعات، التى يتجمد بعضها فى ودائع وحسابات بنكية لضمان استمرارية الجمعية.

نحن بحاجة إلى قانون موحد للمسؤولية الاجتماعية، وربما نكون بحاجة أكبر لأن تعمل هذه الجمعيات تحت مظلة واحدة بقاعدة بيانات واحدة، وهذا دور وزارة التضامن فى لمّ شمل الجمعيات حتى نعظم الاستفادة من اقتصاد التبرعات.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتصاد التبرعات اقتصاد التبرعات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon