توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حق مريم فى رقبة «سكوتلاند يارد»

  مصر اليوم -

حق مريم فى رقبة «سكوتلاند يارد»

بقلم : طلعت إسماعيل

 هل آن الوقت للروح أن تستريح؟ أكثر من أربعين يوما مضت حتى اليوم على وفاتها فى اعتداء وحشى من نفوس تملكها الحقد وحرَّكتها الكراهية، فى يوم شتوى غائم فى عاصمة اتخذت من الضباب عنوانا، ورغم ذلك لا يزال جثمان مريم ينتظر إذنًا ممن أخفقوا فى حمايتها ليعود إلى أرض الوطن؛ كى يوارى الثرى ويرقد فى نومته الأبدية بعيدا عن بلاد لم تلق منها الصغيرة الحالمة بمجد هندسى سوى المعاناة والألم.

فى لندن يكافح، الأب المكلوم، حاتم مصطفى، وزوجته نسرين، من أجل حمل جثمان صغيرتهما إلى مصر، وسط غابة من العراقيل لم تفلح، حتى الآن، كل الجهود الرسمية والشعبية فى إزالتها، والحجة التى تسوقها السلطات البريطانية، أن التحقيقات يجب أن تأخذ مجراها، وأن الوقوف على سبب وفاة طالبة الهندسة المصرية يحتاج إلى المزيد من البحث والتدقيق!!

منذ اغتيال مريم أمام أعين المارة وكاميرات المراقبة فى 20 فبراير الماضى، فشل جهاز الشرطة البريطانية «سكوتلاند يارد» فى الوصول إلى قتلة الفتاة الصغيرة، وشهدنا العجب العجاب من ردود بريطانية ملتوية لم تعطنا إجابة عما دار فى اليوم المشئوم الذى اعتدت فيها حفنة من الفتيات المجرمات على ابنتنا بلا شفقة أو رحمة، وكأن أحقادا دفينة خرجت من أزمنة سحيقة لتوجه بلا ذنب أو سبب إلى مريم التى خرجت وعائلتها يحدوهما حلم بغدٍ أفضل علميا وعمليا فإذا بها تسقط بيد سفاحات محترفات يعثن فى الأرض فسادا.
فى رسالته الصوتية التى جاءتنى من لندن بدا صوت الأب المكلوم واهنًا، وقد تملّكه الإرهاق، فالرجل كما يقول لا يعرف النوم جفناه، منذ رحيل ابنته، فيما لا يزال يكابد من أجل الوصول إلى حقها، وقد كتب هذه الكلمات على حسابه على تطبيق «واتس آب»، مؤمنا بقضاء الله: «اللهم إنى استودعتك ابنتى، قطعة من قلبى فى مكان غابت عينى عنها وعينك لم تغب، فاحفظها حفظا يليق بعظمتك».

مريم، ورغم مولدها فى إيطاليا، وحياتها بين روما ولندن، ارتبطت بشدة بأسرتها الكبيرة فى مصر، وكانت، وفقا لحديث دار بينى وبين خالها عمرو الحريرى، دائمة الزيارة لبلدها الأم، بل أنها فكرت ذات يوم فى استكمال دراستها الجامعية فى القاهرة لشدة تعلقها بالمكان، كما كان أفراد العائلة يبادلون مريم حبا بحب، ولم لا وهى أول حفيدة تداعب عيونهم، وكانوا يطلقون عليها وصف «الملاك» لشدة رقتها وطيبتها ونقائها الإنسانى.

عائلة مريم فى مصر وبعد رحيلها المفجع أصدرت بيانا فى 21 مارس الماضى أظهرت فيه شكوكها حول تصرف الجهات البريطانية فى قضية ابنتهم، وطرح البيان عددا من التساؤلات بينها: «هل كانت سلطات المملكة المتحدة، أو الشرطة وكاميرات الشوارع قادرة على منع هذا الاعتداء من الحدوث؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، فلماذا لم تمنعه؟، وإذا كان الجواب لا، فما هو السبب؟».

وبين التساؤلات أيضا، لماذا لم يحاول أحد من الجمهور فى الشارع الذى شهد الاعتداء فى مدينة نوتينجهام منعه؟، ولماذا لم يتصل سائق الحافلة التى لجأت إليها مريم هربا من المعتدين بالشرطة؟.

وعن الدور الغامض الذى لعبه المستشفى الذى نقلت إليه مريم طرحت العائلة تساؤلات أخرى بينها: لماذا أخرج ذلك المستشفى الضحية بعد ساعات قليلة من الاعتداء عليها، على الرغم من معرفته الجيدة بأن الفتاة تعانى مرضا فى القلب؟»، وهى تساؤلات تضع المستشفى والقائمين عليه فى «دائرة الشكوك».

السؤال الأخير: هل سيكتفى المسئولون البريطانيون، وفى مقدمتهم سفير المملكة المتحدة بالقاهرة جون كاسن، بالتنديد بالاعتداء على مريم، ووصفه بالجريمة الوحشية؟، أم سنشهد تحركا بريطانيا جادا لإعادة حق مريم التى لن ترتاح روحها إلا بالقبض على المجرمين؛ لينالوا العقاب الذى يستحقونه؟! وقبل ذلك سيظل حق مريم معلقا فى رقبة «سكوتلاند يارد»، الذى دائما ما يتبجح بكفاءة، يبدو أنها إما باتت محدودة، أو أننا أمام «تباطؤ إن لم يكن تواطؤا متعمدا»، بحسب تعبير خال الضحية.

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حق مريم فى رقبة «سكوتلاند يارد» حق مريم فى رقبة «سكوتلاند يارد»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon