توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أخطاء واشنطن.. وخبايا أصدقائها!

  مصر اليوم -

أخطاء واشنطن وخبايا أصدقائها

بقلم - محمود مراد

 لم يكن قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى القدس فى مايو المقبل، مفاجأة لي!ـ صحيح أنها سبق أعلنت أن تنفيذ القرار سوف يستغرق فترة قد تصل إلى ثلاث سنوات ولن تقل عن سنة ونصف السنة.. لكننا كنا ندرك أنها كاذبة بالضبط مثلما ندرك أن تصريحات المسئولين فيها ـ خاصة عند زيارتهم المنطقة ـ بأن واشنطن تؤيد حل قيام الدولتين هو الأصوب لتسوية الصراع العربى الإسرائيلى وأنها تقف معنا ضد الإرهاب، وغير ذلك مما تردده، هو كذب فى كذب..

من هنا فإن خطايا واشنطن لا تفاجئنا.. فسياساتها سلسلة من الأخطاء والخطايا متسقة مع بعضها وهى تعبر تمام التعبير عن القوى الحقيقية التى تحكم الولايات المتحدة والتى لا يؤثر فيها فكر وشخصية رئيس البلاد إلا بنسبة ضئيلة لا تزيد على عشرين بالمائة فتبدو أحيانا «طيبة» من الظاهر فقط وليس الجوهر كما شهدنا فى عهد كارتر وتبدو أحيانا «باسمة مسلية» كما فى عهد كلينتون.. أما إذا وقف الرئيس ضد الاحتكارات التى تمثل عصب قوى الضغط فإن مصيره يكون القتل وهذا ما حدث للرئيس جون كنيدي!!

والآن فإن ترامب هو الممثل الحقيقى للقوى الحاكمة التى تدير ومن ثم.. فإن هذه هى سياسة الولايات المتحدة وخطاياها الممتدة والتى يتحتم علينا ألا نكتفى إزاءها بموقع المتلقى المفعول به ويقتصر رد فعلنا على الرصد.. والتوجع! وإنما لابد أن نكون فاعلين ونكشف المستور.. ونستبق بفضح ما هو متوقع ونحشد الآخرين معنا، وعلى سبيل المثال فإنه ينبغى اغتنام هذه الفرصة التى تسببت فيها واشنطن وعزلت نفسها بقرار أحادى عن إجماع العالم ..لكى نحسن توضيح قضيتنا العربية ـ وأعنى مسألة فلسطين السليبة ـ كنموذج ـ ليعرف العالم ماذا جرى منذ مايو 1945 وحتى الآن على مدى سبعين عاما وماذا كان عليه الموقف الأمريكى وما الذى ينتويه بعد مايو المقبل. فإذا كان قد زرع إسرائيل فى ذلك الزمان فهل يريد أن يساعد على تحقيق حلمها فى السنوات المقبلة؟ ولابد فى البداية أن تدرك البلدان العربية حقائق الموقف وأنه لا مستقبل لها بدون عمل عربى مشترك وعليها أن تدرك جيدا أن واشنطن حليف لإسرائيل والصهيونية.. وعدو للأمة العربية. أما كيف يكون العمل العربى المشترك فإن تلك قضية مهمة ومتشعبة وإن كنا نرى بوادر إيجابية على طريقها ونأمل أن تستمر وتنمو ويبقى أصدقاء واشنطون الذين يبررون تصرفاتها بأنها تعمل لصالحها. لكنهم لا يستطيعون تفسير هذه السياسات بالمنطق وبقياس المبادئ، أو فى ظنى وبعض الظن ليس إثما ـ فإننا مخترقون تحت شعارات مفرغة من مضامينها المبدئية، وبينها: شعار الديمقراطية مع أنه لا توجد «روشتة» صالحة لممارسة الديمقراطية صالحة لكل الدول.. والمدهش أن البعض من هؤلاء يرى أن النموذج الأمريكى الأصوب مع أنه فى الحقيقة هو الأخيب! ودون الدخول فى متاهات فإنه يجب أن تتحدد المفاهيم وتتسع الرؤى لنعلم أن الولايات المتحدة ليست هى مبعوث العناية الإلهية فى الأرض.. وأن قوتها نتيجة خوف الآخرين منها.. لكن وحدة الآخرين وتضامنهم كفيلة بأن تحفظ حقوقهم وكرامتهم.. ونحن العرب قادرون وبأى مقياس ـ على أن نكون أمة لها وزنها ومكانتها.وأتساءل عن موقف الأمم المتحدة من خرق قرارها منذ الثمانينيات وهل ستتخذ إجراء ضد الولايات المتحدة؟ وأتساءل ـ ثالثا ـ عن موقف جامعة الدول العربية.. وهل ستتخذ إجراء حاسما.. أم ستغمض عينيها؟ وعلى استحياء أيضا.. أنادى منظمات المجتمع المدنى فى البلاد العربية والإسلامية والصديقة لكى تتحرك وتتفق على خطوة عملية.. وهل مثلا يمكن الدعوة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية لمدة أسبوع مثلا يبدأ من يوم تنفيذ قرار نقل السفارة فى ذكرى قيام إسرائيل؟ هل يمكن ذلك أم أننا سنتكلم فقط وسنظل نتكلم حتى نستيقظ على صوت انهيار المسجد الأقصي؟


نقلا عن الاهرام القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخطاء واشنطن وخبايا أصدقائها أخطاء واشنطن وخبايا أصدقائها



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon