توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«سيدة» تحنو على المصريين وترفق بهم

  مصر اليوم -

«سيدة» تحنو على المصريين وترفق بهم

بقلم - محمود خليل

على مدار عشرة أيام بدأت يوم الاثنين 18 فبراير وانتهت أمس الأربعاء (28 فبراير) تواصَل احتفال المصريين بمولد السيدة نفيسة (رضى الله عنها وأرضاها). تلك السيدة التى تحتل مكانة روحية خاصة فى نفوس المصريين. يؤم مسجدها العامر كبار الساسة والفنانين، تماماً مثلما يقصده المواطنون البسطاء. هناك يتعادل الجميع فى محبة السيدة العظيمة. يحدد «ابن كثير» فى كتابه «البداية والنهاية» النسب الشريف للسيدة نفيسة قائلاً: «هى نفيسة بنت أبى محمد الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب القرشية الهاشمية». وُلدت السيدة نفيسة بالمدينة المنورة وعاشت حياة مريحة مسترخية بفضل منصب أبيها الذى كان نائباً للخليفة العباسى «المنصور» على المدينة، ولأن الحياة لا تدوم على وتيرة واحدة فقد انقلب الخليفة على نائبه، ليس ذلك وفقط، بل قرر سجنه ومصادرة أمواله أيضاً فانقلبت حياة السيدة نفيسة رأساً على عقب، لكن الأمور اختلفت كثيراً بعد وفاة المنصور وتولى المهدى، فأطلق سراح «الحسن» وأعاد إليه أمواله المصادرة.

كانت مصر المحطة التالية فى حياة السيدة نفيسة، حين قررت السفر إليها والإقامة بها. يقول «ابن كثير»: «دخلت نفيسة الديار المصرية مع زوجها المؤتمن إسحاق بن جعفر فأقامت بها، وكانت ذات مال فأحسنت إلى الناس والجذمى والزمنى والمرضى وعموم الناس، وكانت عابدة زاهدة كثيرة الخير». شاء الله تعالى أن تكون مصر ملاذاً لأهل بيت النبى بعد أى محنة تمر بهم. فبعد محنة كربلاء سارت سيدات أهل البيت إلى مصر، وهو ما فعلته السيدة نفيسة أيضاً بعد محنة سجن أبيها ثم الإفراج عنه. وقد بينت لك أن «المهدى» لم يفرج عن الحسن فقط، بل فك الحظر على أمواله فعادت إليه. وواضح أن السيدة نفيسة انتقلت بهذه الثروة إلى مصر، فأحسنت إلى الناس، وكانت تركز رضى الله عنها بصورة خاصة على مرضى الجذام والمرضى بأمراض مزمنة بالإضافة إلى عموم الناس، فأحبها المصريون، كما تعودوا دائماً على محبة من يرفق بهم ويحنو عليهم. لم تكن السيدة نفيسة مجرد شخصية خيّرة تجود على المحتاجين والمتعبين فتمسح جراحاتهم، بل كانت أيضاًَ عابدة متبتلة زاهدة، وكانت من أعلم أهل الأرض بأمور الدين، لذلك لُقبت بـ«نفيسة العلم». تواصل عطاء السيدة الحنون حتى اختارها الله إلى جواره، وشاء زوجها أن ينقلها إلى المدينة ليدفنها هناك، لكن أهل مصر أبوا عليه ذلك. يقول «ابن كثير»: «ولما توفيت نفيسة عزم زوجها إسحاق بن جعفر أن ينقلها إلى المدينة النبوية فمنعه أهل مصر من ذلك وسألوه أن يدفنها عندهم فدفنت فى المنزل الذى كانت تسكنه بمحلة كانت تعرف قديماً بدرب السباع. وكانت وفاتها فى شهر رمضان».

لم يفهم كثيرون ما مثلته وتمثله السيدة نفيسة للمصريين، وأن تركيبتها الشخصية كانت السبب المباشر فى تعلقهم بها (قبل وبعد وفاتها). فالشخصيات التى يتكامل فيها ضلع الجود والسخاء، مع ضلع العلم والتعلم، مع ضلع العبادة والزهادة، تترك أثراً بالغاً فى نفوس المصريين، لأنهم أبناء حضارة. عاشت «نفيسة العلم» بين المصريين فأدفأت حياتهم بحنانها، وأنارتها بعلمها، وطهرتها بتقواها، فارتبط الناس بها برباط وثيق، لم تزل حبائله ممتدة حتى يومنا هذا. فقلوب كثير من المصريين ما زالت معلقة بمشهدها المعروف بحى السيدة نفيسة (رضى الله عنها وأرضاها).

 

 

نقلا عن الوطن القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سيدة» تحنو على المصريين وترفق بهم «سيدة» تحنو على المصريين وترفق بهم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon