توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوجبة المدرسية...نداء إلى الرئيس والحكومة

  مصر اليوم -

الوجبة المدرسيةنداء إلى الرئيس والحكومة

بقلم - سهيلة نظمى

 لم أنم ليلتى ولم ينم هو أيضا وتحدثنا فى صباح اليوم التالى لهذه الواقعة التى زلزلت كيان كل من كان موجودا بالفصل ساعتها واستمع لحكاية التلميذة التى استطاع المرحوم الدكتور حسين كامل بهاء الدين بذكائه وخبرته كطبيب أطفال قبل أن يكون وزيرا للتعليم أن يلمح فى عينيها حرمانا وبؤسا وعلامات الشحوب فى وجهها تنم عن فاقة قاتلة، أخرجها من وسط عشرات الأطفال فى المدرسة التى كان يفتتحها فى غرب الإسكندرية فى النصف الثانى من التسعينيات وعندما دنت منه لاطفها واحتضنها ليهدئ من روعها ثم سألها مباشرة «فطرتى إيه النهاردة يا شاطرة ؟»، فهوت تلك البريئة ذات السبع سنين بردها فوق رءوسنا بعصا غليظة حيث قالت «مافطرتش مش عليَ الدور فى الفطار النهاردة»، واستطردت بعفوية تحكى دون أن تنتظر السؤال لماذا؟ بأن لها أربع أخوات، وأبوها عامل زراعى لا يستطيع إطعامهم فتحايل على ظروفه البائسة بأن يقسِم الوجبات الغذائية اليومية بين عياله فمن يفطر لا يتعشى والعكس صحيح .

بسرعة طلب الوزير كوب لبن وعصير برتقال للطفلة التى راحت تشربه فى فرح ونهم وسط حزننا وبكائنا وانفطار قلوبنا وغادرت الفصل ولكن لم تغادرنى الطفلة وتحدثت مع الدكتور بهاء الدين فى أهمية توفير كوب لبن وعصير برتقال على الأقل لتلاميذ المرحلة الابتدائية .

عرفت بعد ذلك أن المشروع الخدمى للتغذية المدرسية بدأ نشاطه عام 1997 بإنتاج عشرة آلاف وجبة يوميا بمحافظة الفيوم ثم استمر وامتد لعدة محافظات، وجرت أحداث كثيرة فى موضوع الوجبة المدرسية حتى كانت حادثة تسمم مئات التلاميذ فى إحدى محافظات الصعيد من الوجبة المدرسية التى كانت تحتوى على الجبن المطبوخ وأوقفت مديرية التعليم فى مارس 2017 توزيع الوجبة، وفى مارس الماضى كتب الزميل وجيه الصقار تحقيقا عن عودة الوجبة المدرسية وعن متابعة الالتزام بمواصفات سلامة الوجبة ومنع أخطاء التوزيع والتخزين ورقابة صارمة على الموردين والمصانع لضمان صحة الأطفال، وعندى رأى فى هذا الكلام وفى نوعية الوجبة، فلا بأس من فطيرة العجوة ولكن يجب عدم تسميتها وجبة فالوجبة كما قرأنا عنها فى دول مثل اليابان تتكون من سمك مقلى وحساء الخضار والبطاطس والطماطم والأرز يضعونها فى حافظة معدنية مع كوب اللبن وتقدم فى معظم المدارس الوطنية ،وفى فنلندا يقدمون الدجاج والفاصوليا والسلطة الخضراء والجزر وحلوى البودنج وكوب اللبن، وفى التشيك يقدمون السبانخ واللحم والبطاطس وثمرة برتقال وحساء الخضراوات، وفى دول أقل مثل البرازيل يقدمون قطعة لحم وأرز وسلطة خضراء وحلوى البودنج ، وتقدم أوكرانيا لتلاميذها المكرونة والمقانق والخبز ، وكذلك نحن مطالبون بتوفير وجبة لأطفالنا فى المدارس تحتوى على الأرز والخضار وقطعة لحم أو دجاج فهو غذاء متوازن ومتكامل وصحى لشعوب البحر المتوسط ويسأل سائل كيف يتم توزيع هذه الوجبة على 11 مليون تلميذ فى مختلف المحافظات؟، أقول له نستطيع أن نضع من الآن خطة لتوفير مطبخ فى كل مدرسة أو مجموعة مدارس قريبة من بعضها أو نفكر فى طرق غير تقليدية وغير مكلفة سواء فى النقل أوالتخزين، وعلينا أن نعض بالنواجذ على هذه الوجبة لأن فقراء مصر الذين يرسلون أبناءهم للتعليم لا يطعمونهم مثل هذه الوجبة فى البيوت والغذاء الصحيح مهم لتنمية عقل الطفل وذكائه فالذكاء ينمى كما تنمى العضلات تماما وليس الذكاء مسألة قدرية فقط ، ولسنا بصدد الحديث عن التعليم الجيد فقط بل التعليم الأفضل ومن أهم أدواته الاهتمام بصحة وغذاء طفل المدرسة الابتدائية من سن السادسة حتى الثانية عشرة، فلن تعود مصر إلى مكانها الطبيعى بين الأمم إلا بصحة وغذاء وتعليم أطفالها فهم كنزها الحقيقي.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوجبة المدرسيةنداء إلى الرئيس والحكومة الوجبة المدرسيةنداء إلى الرئيس والحكومة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon