توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أن ترفض!!

  مصر اليوم -

أن ترفض

بقلم : دينا عبدالكريم

 الطفل المهذب يقول حاضر ونعم.. هكذا علمونا أن الموافقة هى الفعل الأقرب للصواب!!.. ومن ثم ترسخت لدى أجيال طويلة فكرة (المطيعون) و(المشاكسون) وتم تصنيف الناس وفقا لتلك الفكرة بلا هوادة!!

تصنيف سخيف لا يرقى لمرتبة الفهم الأولى لطبيعة البشر أو لاحترام بديهيات خلق الله للناس مختلفين ومتباينين.. بقليل من التفكر تدرك أن اختيارات الحياة تختلف فيها أهمية الموافقة والرفض تبعا للمراحل العمرية.. فكلما كبرنا صارت كلمة (لا) أهم وأغلى وأكثر كلفة ومسؤولية من كلمة (نعم) بمراحل كبيرة!

فكل الاختيارات السهلة والمتاحة والمقبولة من جموع الناس هى فى الغالب الاختيارات الخاطئة التى لا تؤدى إلى نجاح يذكر أو تدفع لأى تغيير فى الواقع.. (نعم) لا تحتاج إلى قوة أو إرادة أو حتى تقييم للموقف!.. تستطيع بسهولة أن توافق على كل فكرة وكل عرض يُعرض عليك وكل فرصة متاحة! فما أسهل أن توافق.. فتحظى بكل القبول والاستحسان ولن يستاء منك أحد.

كل الجرائم الأخلاقية الكبرى حدثت بسبب عرض خسيس لاقى قبولا، وكلمة (نعم) كانت حاضرة بدون تفكير!

كل خيانة للأمانة وللوطن وحتى للحب كانت فى الأصل فكرة لاقت قبولا وموافقة ممن قالوا فى الخفاء نعم!!

بينما تحتاج كلمة (لا) إلى كثير من القوة وكثير من المبادئ حتى تقوى على الوقوف فى وجه تيارات عنيفة من الشر المباح والمقبول اجتماعيا بدرجات متفاوتة، فاختلاف الأسماء يجعل الرفض أصعب، فلم تعد السرقة اسمها سرقة، فقد صارت فهلوة وتخليصا وشطارة أحيانا! ولم يعد الجبن والخسة بهذا الوضوح فقد أصبحا مواءمة وتسييرا للأمور.. كلمة لا.. لا تخرج سوى من أشخاص اتضحت لديهم الرؤية.. وأصبحوا قادرين على التمييز.. ومقدرين للثمن الذى يدفعونه مقابل تلك الكلمة أو للفرص التى ستتجاوزهم لأنهم رفضوا ما يقبله الجميع!!

كلمة (لا) هى الأصعب والأهم والأكثر كلفة لأصحابها.. فاحترموا قائليها.. لأنهم ليسوا دائما مشاكسين، ولكنهم أشخاص لم يتشوهوا بداء الرغبة المحمومة فى التأييد لكل فكرة وكل عرض.. ولم يعطلوا عقولهم عن التمييز بين المواقف والأفعال.

تشرفت بحضور تدريب لقادة الشباب كان عنوانه (بلا ندم!) حيث يُعلمون القادة أن يقدموا لشبابهم فى بداية حياتهم مهارة قول (لا) ويعطوهم الأمثلة والمواقف.. تدريب حقيقى يجعل من الطفل غير الناضج والمراهق المتمرد شخصا واعيا يدرك قيمة الرفض وطريقته وتوقيته!

الأصل هو القدرة على قول كلمة (لا) فى الوقت المناسب.. والقدرة على قول كلمة (نعم) فى الوقت المناسب.

فالحمقى فقط هم من يقولون (لا) على طول الخط.. أولئك الذين يرغبون فى إثبات وجودهم بالاختلاف وصناعة الخلاف ويروجون أن الكل- ماعداهم- مخطئون!!

يقولونها دون الاستناد لمبدأ أو رأى.. يقولونها لأجل التمرد وسخافة الجدل! يستشهدون بكلمات سبارتاكوس الأخيرة لأمل دنقل «المجد لمن قال لا فى وجه من قالوا نعم!».

لكن الحقيقة أنها كانت مدحا فى الشيطان على اعتبار أن رفضه جرأة!!! بينما رفضه فى الأصل كان كبرياء أفناه وضيع الملايين من البشر خلفه!!

والخاسرون فقط هم من يقولون (نعم) على طول الخط.. يقولونها ليضمنوا القبول والبقاء وفى النهاية سيخسرون حتما كل شىء!

أن ترفض.. هى حتما قوة ومهارة!!

وأن تفهم متى ترفض.. هذا هو الأهم!.

نقلا عن المصري اليوم

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أن ترفض أن ترفض



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon