توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بطالة الـ 6 ساعات!

  مصر اليوم -

بطالة الـ 6 ساعات

بقلم - دينا عبد الفتاح

يبدو أن الدولة برغم الظروف الصعبة التى تمر بها، والمرحلة الفاصلة التى تعيشها تحت شعار «أكون أو لا أكون»، لم تفطن بعد لمشكلة الـ 6 ساعات التى حددتها لعمل موظفى الدولة يومياً، ولمدة خمس أيام فقط فى الأسبوع، الأمر الذى يفقد الجماهير حقوقهم فى إتاحة الخدمات الحكومية لفترة أطول، حتى يتمكنوا من الحصول عليها، دون الاصطفاف من التاسعة صباحاً أمام «شبابيك» السادة الموظفين، لكى يتلاشوا عبارة «مواعيد العمل انتهت يا أستاذ.. عدى علينا بكرة»!

الدولة اليوم فى ظل الحراك الاقتصادى الكبير الذى تشهده وظروفها المالية الصعبة عليها أن تكثف من العمل والإنتاج، وأن تثبت للعالم أجمع أن خطة التنمية هذه المرة لن تكون «حبر على ورق» أو «دوسيه» فى مكتب مسئول لا يفتحه إلا عند قرائته على المشاهدين أو للقراء فى وسائل الإعلام المختلفة.

وعلينا أن نعترف بأن هذا الأمر فى حاجة ماسة لمعالجة جذرية، فالوضع أصبح فى غاية الصعوبة فى ظل تعدد إجازات العاملين بالدولة، ناهيك عن انخفاض مستوى الإنتاجية وتفشى ظاهرة البطالة المقنعة بين المصالح الحكومية المختلفة.

تشير احصائيات 2018 أن العاملين بالدولة على موعد مع 16 يوم إجازة رسمية للمناسبات المختلفة، يضاف إليهم 96 يوماً إجازة الجمعة والسبت أسبوعياً، و21 يوماً إجازة اعتيادية «كحد أدنى» و7 أيام إجازات عارضة لكل موظف، فيصل بذلك إجمالى أيام العطلات المستحقة للعامل فى الدولة لنحو 140 يوماً تمثل 39% تقريباً من إجمالى أيام السنة، ونحو 58% تقريباً من إجمالى أيام العمل السنوية البالغة حوالى 220 يوماً؛ وهنا أتسائل متى سنعمل؟، خاصة لو تطرقنا لبعض الثغرات القانونية التى قد تمكن العامل من الحصول على إجازات إضافية مثل «الإجازة المرضية» على سبيل المثال.

وبحسابات الساعات نجد أن الموظف المصرى يعمل حوالى 1320 ساعة بعد استيفاء كافة إجازاته المقررة قانوناً مقابل 1900 ساعة للموظف اليابانى، و2163 ساعة للموظف فى كوريا الجنوبية، و2036 ساعة للموظف اليونانى، و1788 ساعة للموظف الأمريكى، فأيهما أحق بالعمل لفترة أطول، الموظف فى دولة نامية ترغب فى التقدم، أم الموظف فى دولة متقدمة حققت بالفعل حلم الرخاء والرفاهية!

لابد أن نواجه أنفسنا بحقيقة واضحة وضوح الشمس وهى أن الدولة فى ظل ظروفها الاقتصادية الصعبة على مدار الفترة الماضية كانت تمتلك ما يكفى من المبررات لتسريح عدد كبير من عمالتها، نتجية تضخم قيم الرواتب الحكومية فى الموازنة العامة للدولة وتخطيها حاجز الـ 240 مليار جنيه فى موازنة العام المالى الحالى، خاصة مع محدودية الموارد المالية المتاحة لتمويل هذا العجز سواء من الداخل أو الخارج، ولكنها لم تقترب لأى من العاملين أو تحجّم مستويات الرواتب بل أبقت على الزيادات السنوية التى يكفلها القانون، واعتبرت أن هذا الاتجاه يدعم العدالة الاجتماعية ويمنع من تشرد العديد من الأسر.

لكن فى المقابل لم يواجه ذلك اهتمام مناظر من الموظفين، الذين اعتبر الكثير منهم أن «الراتب الحكومى» عبارة عن منحة من الدولة ليس من الضرورى أن يناظره العمل، وهنا انهار مفهوم الإنتاج الحقيقى، واعتاد الكثير من الموظفين على تقسيم أوقاتهم فى العمل بين «الفطار» و«الصلاة» و«الكلام فى الكورة والسياسة»، دون الوفاء بحق الدولة التى لم تقترب من حقوقهم، ولا حق المواطن الذى تحمل من دخله رواتب هؤلاء الموظفين من خلال الضرائب التى يسددها للدولة بصفة دورية.

مشكلة العمل فى مصر وخاصة العمل الحكومى هى مشكلة ثقافة لابد أن تضعها القيادة السياسية على رأس أولوياتها ولابد أن تكون الشغل الشاغل خلال الفترة المقبلة، فتركها وفقدان الأمل فى تصويب أوضاع الموظفين الحاليين يؤدى لتدهور أوضاع هذا الملف إلى الأبد، فالموظف الجديد حتى وإن كانت أفكاره مختلفة فعندما يدخل هذه البيئة فسيتأثر بها أكثر مما سيؤثر فيها، وسيرث الجديد أفكار من سبقوه، وسنظل نحن لدينا ألف مشكلة ومشكلة فى حجم الإنجاز، وإنهاء تراخيص وموافقات الاستثمار، والوفاء بخدمات الجمهور، وتطبيق منظومة سليمة تحجم من الفساد وتضمن الكفاءة والجودة فى الأداء.

المدن الجديدة فى مصر وخاصة العاصمة الإدارية الجديدة والجيل الحديث من المدن لابد وأن تدار بعقول وأفكار مختلفة، فبكل صراحة لو نقلنا إلى تلك المدن الحديثة نفس العقول والأفكار القديمة، فحتماً ستتحول «العاصمة الجديدة» إلى «وسط القاهرة» بازدحامه وزخمه الرهيب، وستتحول «العلمين الجديدة» و«بورسعيد الجديدة» و«دمياط الجديدة» إلى مناطق عشوائية لن تفرق شيئاً عن العشوائيات التى ننفق عليها المليارات حالياً من أجل تطويرها.

لابد من صياغة خطة واضحة لمعالجة هذه الأزمة فى ضوء العديد من المقتراحات الموجودة على الساحة ومن ضمنها أن يتحول نظام العمل فى الدولة لنظام «الفترتين» بدلاً من الفترة الواحدة، لتخفيف الزحام المتواصل الذى يضيع أوقاتنا جميعاً، وحتى تتاح الخدمات لوقت أطول، ويتمكن كل فرد من التواصل مع مراكز الخدمة الحكومية المختلفة لقضاء احتياجاته دون الحاجة للحصول على إجازة من عمله ليوم أو أكثر.

سيضمن هذا النظام أداءاً أفضل للرقابة الحكومية على الموظفين، ويساهم فى تحسين كفاءة وجودة العمل، وضمان تيسيرات حقيقية للشركات فى إنهاء كافة الإجراءات التى تمثل المعوق الأكبر فى تواجدها بالسوق المصرى، فمع احترامى لمؤشرات «الديمقراطية» و»الحرية السياسية» وغيرها من المؤشرات التى يشغل ترتيب مصر فيها الرأى العام لفترات طويلة، فالمستثمر يهمه بشكل أكبر مؤشرات «الفساد الإداري» ومدى قدرته على إنجاز أوراقه وتراخيصه فى وقت قياسى، أكثر من اهتمامه بشكل نظام الحكم، وطبيعة المتنافسين عليه، بدليل أن الصين أحد أكثر البلاد ديكتاتورية على مستوى العالم، وتعد الموطن الأول للاستثمار الأجنبى عالمياً.

نقلا عن المصري اليوم

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بطالة الـ 6 ساعات بطالة الـ 6 ساعات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon