توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شكراً للحاجة سعدية

  مصر اليوم -

شكراً للحاجة سعدية

بقلم : عبد الناصر سلامة

 نبروه، وما أدراك ما نبروه، بمحافظة الدقهلية، هى ليست مجرد مدينة كبقية المدن، ولا مركزاً كبقية المراكز، هى دولة أو جمهورية، فقط ليست مستقلة، كانت نبروه فى الأوراق الرسمية حتى وقت قريب مجرد قرية من الحجم الكبير، قبل أن تتحول إلى مدينة أو مركز، قد تستحق أكثر من ذلك بكثير، الأسباب فى ذلك كثيرة أيضاً، قد تكون الأصول الثابتة والاحتياطى النقدى لدى النباروة- كما يطلق عليهم أهالى المنطقة- أكبر من الاحتياطى النقدى للدولة المصرية فى وقت من الأوقات، قد يكونون شطاراً فى التجارة والسفر والمنافسة، منهم الكثير من النماذج الصالحة التى اعتادت التجارة المشروعة، بدءاً من الفسيخ النبراوى، وحتى تجارة العقار والعملة والأراضى والاستيراد والتصدير، وكل شىء تقريباً.

قليل من النباروه ضلوا الطريق، اختاروا الربح السريع، من الحبوب المخدرة، إلى العملات المزورة، إلى التهريب، إلى الهجرة غير المشروعة، إلى كل شىء وأى شىء أيضاً، ارتبط اسم نبروه، داخلياً وخارجياً، بسلوكيات هؤلاء أكثر من ارتباطه بالنماذج الناجحة التى حققت ملايين الجنيهات بل ومليارات، من التجارة الناجحة على المستويين العربى والدولى، هذا الثراء وصل بسعر الأرض قبل عامين، فى مدينة المنصورة، خلال أحد المزادات، إلى ٢٠٠ ألف جنيه للمتر المربع- أُكرر: مائتا ألف جنيه، خلال مزاد شهدته إحدى صالات نبروه حيث توجد الفلوس، أو على مقربة منها، رغم أن الأرض تقع فى المنصورة عاصمة المحافظة، البعض قال إنها الشطارة، والبعض الآخر قال غسيل الأموال، نحن فى النهاية أمام نبروه، حيث ما يعقل وما لا يعقل.

الحاجة سعدية عبدالسلام (٧٢ سنة) هى حديث الشارع المصرى والسعودى الآن، هى من قرية درين، تبعد عن نبروه نحو ثلاثة كيلومترات، ربما تسبب الزحف العمرانى على الأراضى الزراعية فى تقليل هذه المسافة كثيراً الآن، كل ما تمنته الحاجة سعدية أداء العمرة، أحد تجار المرحلة من النباروة ادعى أنه رجل صالح، يساعد من يريدون أداء العمرة على نفقته الخاصة، كان من نصيب السيدة المسنة أن تؤدى العمرة على نفقته، تكفل الرجل بكل شىء، تذكرة السفر والإقامة، وحتى المصروف الشخصى، قام بتوديعها بنفسه فى المطار على حد رواية ابنتها من خلال فيديو أصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعى.

فى نهاية مراسم الوداع أعطى الرجل للحاجة سعدية شنطة صغيرة، سوف يتسلمها منها أحد المواطنين السعوديين بمجرد الوصول للمطار هناك، بتفتيش الشنطة من خلال الأمن السعودى وجدوا بداخلها ١٧ ألف قرص ترامادول، هو بمثابة المخدرات فى قوانين المملكة كما غيرها من كثير من البلدان، ومن بينها مصر، ربما كانت المرة الأولى التى تسمع فيها السيدة المصرية كلمة ترامادول، محتوى الشنطة لم تكتشفه سلطات الأمن بمطار القاهرة، كما لم يكتشفوا قبل عدة أسابيع غطاء التابوت الأثرى الذى سافر إلى الكويت والذى يبلغ طوله نحو مترين، واكتشفته سلطات المطار بالكويت، مع العلم بأن سلطات المطار لدينا تتوقف أمام ولاعة، أو سبراى، أو حتى كتاب ذى عنوان سياسى، بما يثير الكثير من علامات الاستفهام فيما يتعلق بهذه القضايا التى تشغل الرأى العام الآن.

الحاجة سعدية تقبع بأحد سجون المملكة الآن بمدينة ينبع، السفارة المصرية بالرياض أعلنت على لسان السفير أنها تتابع الحالة، البرامج التليفزيونية لدينا لم تُقصّر فى التعامل مع القضية التى أصبحت تمثل رأياً عاماً قوياً، من خلال ما تم تداوله على مواقع التواصل، ومن خلال ما بثته ابنتها، المعلومات الأولية تشير إلى أن الفاعل مازال حراً هارباً، تم القبض على شقيقته وزوجها وقد اعترفا بالواقعة، المؤكد أنه سوف يتم العثور عليه وعقابه، ذلك أن أى تحريات حول نشاطه أيضاً سوف تحسم القضية، إلا أن هذه المرأة المسنة قد عانت ما عانت لمجرد أنها قد وثقت فى عديمى الضمير، أو مدعى العمل الصالح، وكان من المنتظر فى حال عدم اكتشاف محتويات الشنطة أن تتوجه سيدات أخريات لأداء العمرة على نفقة الرجل نفسه.

أثق أننا فى نهاية الأمر سوف نشكر الحاجة سعدية، سوف نشكرها لأنها أوقعت بعصابة من النوع العفن، الذى يستغل حاجة الناس وفقرهم وبراءتهم، وإن كانت قد سددت ثمناً غالياً من حريتها وصحتها، إلا أنه فى ميزان حسناتها فى نهاية الأمر، أثق أيضاً فى أن الجهات الأمنية على مختلف فروعها لا تقف الآن مكتوفة الأيدى تجاه ذلك الذى حدث فى محاولة لإثبات براءة هذه السيدة سريعاً، أثق فى تعاون السلطات السعودية من أجل إثبات الحقيقة.

الأهم من ذلك هو أن الشرفاء من أبناء نبروه يجب أن يكونوا بمثابة عوامل مساعدة لجهات التحقيق فى إثبات براءة هذه السيدة، ذلك أن الإدانة الآن لكل نبروه، ولكل تجار نبروه، ولسمعة هذا البلد الرائع، نريد أن تنحصر الإدانة فى شخص الفاعل حتى يكون عبرة لغيره، ولتكن هذه الحادثة مقدمة أو إنذاراً إلى كل النباروة، لنبذ أمثال هؤلاء الذين أساءوا إلى الجميع، وتطهير المدينة بل والمنطقة منهم.

نقًلا عن المصري اليوم

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شكراً للحاجة سعدية شكراً للحاجة سعدية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon