توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ارفعوا أيديكم عن محمد صلاح

  مصر اليوم -

ارفعوا أيديكم عن محمد صلاح

بقلم : عبد الناصر سلامة

 فى الوقت الذى تقف فيه جماهير الكُرة فى العالم مشدوهة ومنبهرة بالنجم المصرى محمد صلاح، وفى الوقت الذى يرصد فيه الاتحاد الدولى لكرة القدم أداء اللاعب على مدار الساعة، من حيث تصنيفه بين النجوم، وفى الوقت الذى يرصد فيه جمهور الكُرة الإنجليزى عدد الأهداف التى يسجلها، وتصنيفه الشهرى، بخلاف استطلاعات الرأى على كل المستويات، دولياً وأوروبياً وأفريقياً، نكتشف أن الإعلام المصرى يسير فى طريق مختلف تماماً، الجميع سلكوا نهج الفتوى والنقد والتنظير فى آن واحد، ليس كروياً، وإنما فى شخص اللاعب وهيئته.

لم يعد أمر محمد صلاح على المستوى المحلى يتعلق بالأداء أو النجومية، قدر تعلقه بشؤونه الذاتية، أصبح الشغل الشاغل إعلامياً للأسف عن تبرعات محمد صلاح، لماذا تبرع فى هذه ولم يتبرع فى تلك، شكل محمد صلاح، لماذا يطلق لحيته ولماذا لا يقص شعر رأسه، تديُّن محمد صلاح، لماذا يسجد بعد تسجيل الأهداف، ولماذا يحمل المصحف، احتراف محمد صلاح، متى يترك ليفربول، ولماذا يذهب للريال ولا يذهب لباريس سان جيرمان، الأهم من ذلك أن محمد صلاح أصبح مطالباً باستقبال كل من يذهب إلى العاصمة البريطانية لندن، على الرغم من أنه يلعب فى نادٍ يقع فى مدينة أخرى، عليه أن يلتقى هذا اللاعب، عليه أن يعتذر لهذا المسؤول، عليه لقاء الوفود الرسمية والشعبية فى آن واحد، عليه أن يتبرع لتحيا مصر، عليه الترويج للسياحة، عليه النهوض بالاقتصاد، عليه التصويت فى الانتخابات، عليه أن يسمع الكلام!!

ماذا لو أطلق محمد صلاح أذنيه أو واحدة منهما، لكل أو جزء مما يصدر عن صيحات المذيعين، وأقلام الصحفيين، وانتقادات الرياضيين، وإفتاءات الشارع، وكل من هب ودب، بالتأكيد سوف يتحول إلى شخص مشتت الفكر، مسلوب الإرادة، لن يستطيع إرضاء الجميع، ولا حتى الأقلية، لا ننسى أن الرجل أخفق فى بداية حياته الكروية فى الانضمام إلى أحد الناديين الكبيرين فى مصر «الأهلى والزمالك» أى أنه لم يحظ فى وطنه بالتقدير الكافى، لا ننسى أن أسرته، أو تحديداً والده، قد عانى كثيراً حتى يصل به إلى نادى المقاولون العرب، وذلك باصطحابه يومياً من قريته بالغربية إلى القاهرة والعكس من أجل التدريب، بما يمنح والده الحق فى أن يكون وصياً وحيداً على سلوكياته الشخصية، أو حتى الكروية.

إذا كان النُقاد على هذا القدر من الاحتراف الذى يمكن أن يدير شؤون اللاعب، فليبحثوا عن آخرين فى مصر يديرونهم، عل وعسى يمكنهم النهوض بهم، وإذا كان المُنَظرين من أصحاب المقالات والبرامج يعتقدون أنه يمكنهم فرض الوصاية على لاعب بحجم نجومية محمد صلاح العالمية، فليتحفونا بنصائح تنهض بالشأن الداخلى على قدر مستواهم الفكرى، أما الدولة على المستوى الرسمى، أرجو أن تترك الرجل يستكمل مسيرته الناجحة، ذلك أننا اعتدنا أن أى تدخل رسمى فى أى من الشؤون الخاصة يفسدها، مع الوضع فى الاعتبار أنه حقق ما حقق بمجهود شخصى بحت، بهذه اللحية، وهذا الشعر، وهذا السجود، وقراءة القرآن، وحمل المصحف، وحتى بر الوالدين إذا كانت هذه أيضاً يمكن أن تستفز أحدهم.

يجب أن نعترف أننا أمام حالة ناجحة بكل المقاييس، بتوفيق من الله، بدعاء الوالدين، بالنية الخالصة، بالصدق فى الأداء، بالاستقامة، بالبعد عن المنكرات وهى آفة كثير من اللاعبين، كل ذلك كان من خلال أداء فردى، وليس منظومة جماعية، لم يطلب نصيحة أحد، وليس فى حاجة إليها، لم يطلب مساعدة أحد، وليس فى حاجة إليها، كل ما يمكن أن نقدمه إلى محمد صلاح هو الدعاء بمزيد من التوفيق، بالتأكيد هناك من يرون فى مسألة الدعاء هذه أمراً متخلفاً أو شعبياً!! كدعاء السفر مثلاً، بالتالى الرجل ليس فى حاجة إلى أمثال هؤلاء، لندعه وشأنه، هو يدرك ما يريد فى الوقت الذى يريد.

محمد صلاح معه زوجة صالحة، بالتأكيد هى نعم المستشار، له أب فاضل، بالتأكيد هو نعم الموجِّه وليس فى حاجة إلى أب آخر، لديه أم طيبة، بالتأكيد هى نعم السند، قبل كل ذلك لديه توفيق الله سبحانه وتعالى بدعاء كل هؤلاء، بما يجعل من السفسطة الدائرة حالياً تحصيل حاصل، ولو أراد النصيحة لحصل عليها من هيئة استشارية رسمية، وما أروع الهيئات الإنجليزية فى هذا الشأن، لن تكون محلية أبداً، ولن تكون مجانية، هكذا هو بيزنس الكُرة، كما أى بيزنس آخر، لم تعد لغة المصاطب تصلح لمثل هذا العصر، ولا لمثل هذه الأمور، كما لم يعد تنظير الهواة فاعلاً فى أى منها.

آمل أن نعيد النظر فى تعاملنا مع النماذج الناجحة، مع محمد صلاح تحديداً، لنحافظ على السند الشعبى والجماهيرى من كل أنحاء العالم، نحن على أبواب مرحلة مهمة وجديدة، باق نحو شهرين على انطلاقتها، مونديال روسيا، كل أنظار العالم تتجه إلى هناك بدءاً من الآن، يجب ألا ينشغل اللاعب بما هو أكثر من الكُرة، لا يجب تشتيت انتباهه أو تركيزه، لتكن لحيته هى الرمز، ليكن المصحف هو العون، لتكن فى سجدته البركة، أخشى أن نسمع مستقبلاً من ينصحه بالنوم مبكراً، أو شرب اللبن قبل النوم، أو حتى الأكل بيده اليمنى، فقد رأينا من ينتقده على منبر المسجد ويطلب منه التوبة، ومن يدافع عنه من منبر آخر ويطلب منه الاستمرار!! إنها الملهاة.

نقلاً عن المصري اليوم

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارفعوا أيديكم عن محمد صلاح ارفعوا أيديكم عن محمد صلاح



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon