توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الديناصور «المنصوراسوراس».. وواحات النجاة!

  مصر اليوم -

الديناصور «المنصوراسوراس» وواحات النجاة

بقلم : ماجدة الجندى

 أربعة أعوام كاملة مرت ما بين اكتشاف فريق قسم الحفائر التابع لجامعة المنصورة لأول ديناصور فى أفريقيا، عمره سبعون عاماً، وبين إعلان المجلة العلمية الأولى فى العالم Nature عن هذا السبق العلمى. تلقيت الخبر قبل تداوله فى فضائياتنا المحلية من إذاعة الـ«بى بى سى». توقفت أمام الخبر المنشور على صفحة الـ«بى بى سى»، الذى تقول تفاصيله إن فريقاً علمياً بقيادة الدكتور هشام سلام، رئيس قسم الحفريات بجامعة المنصورة، وعضوية أربع باحثات أمضوا سنوات طويلة من بين الاكتشاف لهيكل وأجزاء الديناصور فى واحة الداخلة، وآليات البحث العلمى للتحقق والتأكد من صدقية الإنجاز. الجزء الخاص بآليات البحث العلمى وحده استغرق من عام ٢٠١٣ نحو أربع سنوات، إلى ٢٩ يناير، الساعة الرابعة من عصر ذلك اليوم، دع إلى حين القيمة العلمية التى يضيفها اكتشاف هذا الديناصور لتاريخ العلم والإنسانية.. لو جاءت مثل هذه الإضافة فى إطار ظروف مجتمع مستقر، أو مجتمع لم تنهكه ظروف السياسة والاقتصاد لكان الأمر يمكن استقباله فى حيّز الفخر والفرح المشروع إنسانياً، لكن اكتشاف الديناصور، القادم من جامعة المنصورة، ليس فقط رسالة علمية مهداة إلى الدنيا، لكنه وفى مقام موازٍ لا يقل فى دلالته رسالة «منا.. إلينا».. رسالة أتمنى ألا تغيب دلالتها، ولا تنحصر فى مجرد إمدادنا بنوع من الطاقة الإيجابية، كما تفضل الأستاذ الإعلامى الجاد والمهنى عمرو عبدالحميد، وكتب على صفحته، بعد زيارته ولقائه بفريق الاكتشاف..

كان المدهش، بالنسبة لى، أنه فى وسط كل هذه الظروف، وبينما الرائج من على السطح، ولو إعلامياً، أغلبه ينتمى إلى خيارات مختلفة، ما بين مكابدة العيش، والرواج لنجومية معظمها مفرغ من فكرة الإنجاز، يعكف فريق ينتمى لمركز بحثى إقليمى، لمدة تكاد تصل إلى عقد، يعمل فى صمت، ربما بالحد الأدنى، فى كل شىء، لا أضواء، ولا رفاهية، والأرجح بدخول لا تتجاوز كثيراً عتبات الاحتياجات الأساسية. كيف تمكن هؤلاء العلماء أن يحصنوا أنفسهم منا.. من إعلام الاستسهال، وأفكار الكسب السريع التى لم تنج منها مؤسسة مصرية بما فيها الجامعة؟

أقول هذا وأنا على يقين أنه رغم كل هذا الضجيج والزحام، كل ما نئن منه وتحته، فإن هناك «واحات» من العمل المخلص بحق، فى كل المجالات.. هناك «قابضون» على جمر قيمة العمل دون انتظار إلا ذلك الشعور بالرضا عن النفس، أنك تعطى بحق، ليس مرضاة لأحد، لكن لأنك، ولله الحمد، لم يخترقك «فيروس» اليأس من قيمة العطاء، فى حد ذاته. كيف نوسع من حزام واحات العمل التى هى فى نفس الوقت تبقى «واحات النجاة» الوحيدة لهذا الوطن.

تراجعت كل القيم المرتبطة «بالعمل» الجاد، واستقر فى دواخل الناس، وأولهم الشباب، ما يشبه العبثية، إزاء العمل الجاد.. انصرف المصريون أو نسبة لا يستهان منهم عن فكرة «العمل» وهم يَرَوْن أن قمة الهرم الاجتماعى لا يحتلها فى أغلب هذه العقود السالفة إلا أنواع من «السمسرة».. سمسرة طالت حتى زوايا لم نكن نتصور وصول العدوى الفتاكة لها.. قبل انقضاء ٢٠١٧ تشرفت بلقاء إذاعى مع زميلنا أحمد الطاهرى فى برنامجه «مانيفستو» على موجة ٩٠٩٠، وكان آخر أسئلته حول ما أتمناه لمصر مع 2٠١٨، وكان على الرأس مما أتمناه أن نسترد قيمتين، وأن تكون القيمتان هما محور الرؤية: العمل والعدالة.

القبض على قيمة العمل الجاد صار أشبه بالقبض على الجمر، وفريق الكشف العلمى عن «الديناصور» بلدياتى: «المنصوراصوراص» جزء من واحات النجاة فى مصر: قابضون على جمر «الشغل المخلص».

نقلا عن الوطن القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الديناصور «المنصوراسوراس» وواحات النجاة الديناصور «المنصوراسوراس» وواحات النجاة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon