توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعلام الحوادث

  مصر اليوم -

إعلام الحوادث

بقلم - نادين عبدالله

امتلأت الصحف والفضائيات و«التوك شو» فى الفترة الأخيرة بأخبار الحوادث: أب يقتل أولاده أو يعذبهم٬ خطيبة تقتل خطيبها٬ متحرش يقتل زوج امرأة حاول زوجها الدفاع عنها٬ سائق يقتل زوجته٬ وابن يذبح أمه... إلخ، وظلت تُتداول هذه الأخبار «كأن مفيش غيرها»، بشكل يعطى انطباعاً بأن هذه النوعية من الحوادث تزداد بشكل مرعب٬ وبطريقة تشير ضمنياً إلى أن كل مشكلة البلد فى شعبه أو فى أخلاقه التى تدهورت فصارت مخيفة وسيئة.

والحقيقة هى أن هذا الاهتمام المبالغ به بالحوادث، والذى يصاحبه إهمال مؤكد للقضايا والمشكلات الرئيسية التى تواجه المجتمع، «من تعليم٬ وصحة٬ وسكن٬ وسوء أحوال اقتصادية»، لا يعكس فقط توجهاً عاماً يميل إلى تسطيح النقاش العام فى مصر٬ كى لا نقول تغييبه- إلى الحد الذى أصبح فيه الإعلام كما الصحف لا تجد ما تتحدث عنه غير الحوادث- بل أيضاً يؤكد وجود رغبة ما فى التأكيد على أن كل مشكلة البلد تكمن فى أخلاق المجتمع.

وهو أمر إشكالى لسببين، أولاً: لأنه يبث ثقافة الرعب والريبة بين الناس٬ فتغيب الثقة، بما يهدد بنية المجتمع نفسه بالتفكك. هذا بالإضافة إلى أن الأمر غير دقيق٬ لأن مثل هذه الجرائم موجودة فى مصر كما فى غيرها من الدول، «فلسنا شعباً من الملائكة»، أما الذى اختلف مؤخراً فهو المبالغة فى إلقاء الضوء عليها. ثانياً: لأنه يقنع الناس بما هو غير حقيقى٬ ألا وهو أن كل مشكلتنا تكمن فى تدهور القيم والأخلاق٬ وأنه بمجرد أن تعود قيم المصريين الجميلة ستختفى كل المشاكل وتُحَل٬ هكذا ببساطة!.

وهو تصور يرتبط بسردية أخرى أشد خطراً مفادها أن المشكلة هى أصلاً فى الشعب لأنه إما «غير نظيف» بدليل القمامة التى تملأ الشوارع، أو «غير منظم» بدليل الفوضى المنتشرة، أو «غير منتج» وجاهل بدليل تراجع البلاد الاقتصادى، أو «متدهور الأخلاق» بدليل الجرائم المنتشرة. وهو خطاب- بالإضافة إلى كونه استعلائياً ومسطحاً- يهدف أيضاً، وبالأخص، إلى رفع المسؤولية عن كاهل الدولة ومسؤوليها، وكأن الفرق بين مصر والدول المتقدمة يكمن فى طبيعة شعوبهما وليس فى قدرة الدولة على إعمال القانون٬ وتنفيذه على الجميع بلا استثناء، وقدرة النظام السياسى على صناعة أفضل السياسات العامة والاقتصادية لتحسين أحوال الشعب والناس.

لذا، وأخيراً٬ يؤسفنا أن نقول إن إعلام الحوادث هذا لا يعكس فقط تهافت النقاش العام فى مصر، بل أيضاً تنصل الكثيرين من مسؤوليتهم تجاه هذا المجتمع.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلام الحوادث إعلام الحوادث



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon