توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أيها الإعلامي.. لستَ شهيد الوطن

  مصر اليوم -

أيها الإعلامي لستَ شهيد الوطن

بقلم : مارلين سلوم

 ليته قال «كلنا نخطئ» واكتفى. ليته وقف عند حدود دعم زميله ولم يلتفت إلى الناس ليرشقهم بحجارة. ليته وقف وقفة إعلامي يدرك التمييز بين الخطأ المهني وبين الموقف الوطني، والفرق بين الدفاع عن صديق وبين التمحك به لاستعراض «العضلات» والظهور بمظهر المقاتل المستعد كل يوم للشهادة في سبيل المواطنين وعنهم وباسمهم.

 ليته تعامل مع خبر الإعلامي خيري رمضان كخبر مهني، مفنداً ما له وما عليه، أو أنه اكتفى بالمساندة الأخوية. لكن هذا الإعلامي خرج ليوجه سهامه إلى كل من تحدث عن الإعلاميين بما لا يرضيهم.

لك كل الحق في الدفاع عنه وعنك وعن كل الإعلاميين، لكن الدفاع لا يكون أبداً بادعاء بطولات كاذبة، والمنّ على المواطنين بأنهم «لولاك» ولولا زملائك لكانت أحوالهم في عدم.

أيها الإعلامي- المذيع، هل تعلم أن في المهنة شهداء حقيقيين دفعوا أرواحهم ثمن قيامهم بواجبهم خلال الحروب والمعارك، ووقفوا تماماً كالجنود في أرض المعركة لتأدية واجبهم المهني؟ هل يحق لك أن ترفع نفسك وأنت الجالس كل مساء على كرسيك داخل الاستوديو مهندماً متعطراً مستكيناً، ترتب أوراقك على مهل، ومن حولك عشرات العاملين على مساعدتك وإعداد الحلقة لك ومعك، وكل مهمتك أن تقرأ الأخبار وتحللها وتسترسل في الكلام كما يطيب لك ودون أن يدخل على خطك أحد أو يشارككك الكلام أحد لساعة أو أكثر على الهواء.. هل يحق لك أن ترفع نفسك فوق باقي الزملاء المكافحين وفوق المواطنين الكادحين؟ خصوصاً حين تكرر على مسامعهم أكثر من مرة أنك كنت على قائمة المطلوبين، وأنك كنت معرضاً للقتل، وتدعو المواطن أن يجلس مكانك ويأخذ مرتبك ويتعرض لما أنت تتعرض له!!

دعنا عزيزي المذيع (والمذيعة) نذكرك بأن ملايين المواطنين معرضون كل لحظة وطالما الإرهاب متربص، للاستشهاد في الجوامع والكنائس والشوارع وميادين العمل.. ونذكرك بأن خيرة الشباب البواسل في هذه اللحظات التي تتحدث فيها (أنت وبعض زملائك) عن بطولاتك وتمن على بلدك أنك «أنقذتها من الإخوان» وأنها لولاك لما أصبح عبدالفتاح السيسي رئيساً، ولولاك ما قامت ثورة وتغيرت أحوال.. في هذه اللحظات التي تذكرنا فيها أنك مناضل ومكافح ومعرض للخطر، يقف خيرة الشباب دفاعاً عنك وعن الجميع في مواجهة حقيقية وشريفة للإرهاب. في هذه الأثناء يسقط شهداء في سيناء دون أن يمن أحدهم على بلدهم وشعبه وأهله بأنه مات فداء عنهم.

يا عزيزي، الموت في سبيل قضية محقة شرف، والعمل بمهنية وضمير واجب عليك وعلى كل إعلامي، ومن يقف في صف الحق فإنما يفعل ذلك من أجل أن يرضي ضميره أولاً، ومن أجل نفسه واسمه ووطن

. لست وحدك المعرض للخطر إن افترضنا أنك كذلك، ولست وحدك الحامل مسؤولية الكلمة، ولست وحدك الباحث عن الحقيقة والساعي إليها، ولست وحدك الغاضب مما تتعرض له مصر من مؤامرات.. لكنك وحدك مسؤول عن الخطأ المهني الذي قد تقع فيه حين لا تقدر الموقف وتعلم أي كلمة تقول ومتى وما عواقب قولها؟ وأنت وحدك مسؤول عن حسن أو سوء استغلالك للأضواء والظهور على الشاشة، وأنت تعلم جيداً مدى تأثير الإعلام في المجتمع.

أول ما نتعلمه في كلية الإعلام إن «الصحافة هي مهنة المتاعب»، فإما أن تقبل بها وتحمل أعباءها، وإما أن تتنحى جانباً، إنما للأسف، حوّلها البعض إلى مهنة التباهي والسبيل إلى الشهرة وتلميع صورة «الأنا».

 نقلًا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيها الإعلامي لستَ شهيد الوطن أيها الإعلامي لستَ شهيد الوطن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon