توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روسيا تراهن على إفريقيا

  مصر اليوم -

روسيا تراهن على إفريقيا

بقلم : عائشة عبدالغفار

 ببطء وإنما بثقة تحرك روسيا قطع الشطرنج فى أفريقيا، وتؤكد بذلك طموحات سيد الكرملين بوتين، فبعد غياب طويل فإن الدبلوماسية الروسية تراهن على هذه القارة وتعدها حاليا من أولوياتها فى السنوات المقبلة، وتمثل أيضا استثماراً جديداً.. والدليل على ذلك أن عدداً من الزيارات ذات الأهمية الاستراتيجية تجسد أحيانا اهتمام روسيا بالعالم العربى وأحيانا أخرى إرادة تثبيت أقدامها فى القارة السوداء، ويرى المراقبون ان اللقاءات الثمانية التى تمت بين فلاديمير بوتين والرئيس عبدالفتاح السيسى تكتسب أهمية كبيرة فإلى جانب دعم العلاقات الثنائية على المستوى السياسى والاقتصادى والثقافى والتنسيق الفعال فى المحافل الدولية، فخبراء الشئون الخارجية مثل «كريستيان ماكاريون» يرون فى ذلك التقارب محاولات حثيثة لإعادة توازن يستهدف التقليل النسبى من التأثير الأمريكى فى مصر: فعقب حكم محمد مرسى والإخوان المسلمين القصير كانت واشنطتون تدين عودة العسكريين إلى السلطة. ومن ناحية أخرى فإن فلاديمير بوتين توجه إلى أربع دول عربية فى شمال إفريقيا، كما زار رئيس الوزراء ديميترى ميدفيديف الجزائر والرباط فى أكتوبر الماضى بعد انقطاع طويل فى الزيارات منذ عام 1977.

أما فى جنوب الصحراء فيرى خبراء الاستراتيجية ان حسابات روسيا مختلفة تماما، بل انها واعدة فهى تستهدف فى المقام الأول تدعيم التبادلات مع جنوب افريقيا الدولة الافريقية الوحيدة العضو فى مجموعة البريكس (Brics) التى تضم روسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.. ولذلك زار بوتين مرتين هذا البلد (وهو البلد الوحيد الذى زاره فى إفريقيا السوداء)

وكان ميدفيديف قد فسح الطريق خلال رئاسته عندما زار نيجيريا وانجولا وناميبيا.. لاشك ان موسكو تريد تأهيل وجودها فى افريقيا بطريقة أعمق من خلال مؤسساتها ومنشآتها الصناعية العملاقة التى تمتلك شبكة واسعة وتستهدف مشاريع صناعية كبرى فى مجالات المناجم والغاز والطاقة النووية ذات الأهداف المدنية والسكك الحديدية والسلاح إلخ.. كما ان الاستفادة والاستثمار من ثروة اليورانيوم والبلاتين والماس التى تزخر بها انجولا وزيمبابوى وتنزانيا موضع تقارب واعد ومهم فى مجال التعاون بين روسيا وهذه البلدان.

و رغم وجود خبراء للقارة الإفريقية فى الدائرة الرئاسية الروسية مثل سرجى ايفانوف وايجور سيتشين فان ورقة »كارت« روسيا الافريقية تعانى حاليا من عجز فى المساعدة من أجل التنمية والتعاون..

ولقد وجهت روسيا طلباً لمجلس الأمن باستثناء وإعفاء الحظر على الأسلحة الذى فرض على جمهورية إفريقيا الوسطى من أجل تجهيز وحدتين للجيش هناك وليست صدفة أيضا ان يعيد فلاديمير بوتين إلى الأذهان ـ خلال زيارة الفاكوندية لموسكو ان بلاده قد ألغت 20 مليار دولار من مديونيات الدول الإفريقية ومناسبة أيضا للتوقيع مع كوناكرى اتفاقيات تعاون تستهدف بناء أربعة مستشفيات وعدة حاميات عسكرية.

وفى حين يعلن دونالد ترامب ان الأفارقة حثالة ثم يؤكد فى تغريدة انه لم يقصد.. وفى حين تستمر أمريكا فى مساعيها واصرارها على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس متحدية الرأى العام الدولى والعربى فإن الدبلوماسية الروسية تنفتح على القارة الإفريقية بذكاء وتعلن ان قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خاطئ، كما ايدت مشروع القرار المصرى فى مجلس الأمن وتؤيد جهود مصر من أجل حل الأزمة الليبية والسورية وتشارك مصر وجهات النظر إزاء القضايا الدولية وتسهم بثلاثين فى المائة من أجل تمويل حقل ظهر للغاز كما وافقت كل من روسيا ومصر على مشروع القرن الحادى والعشرين الذى بمقتضاه سوف تحصل مصر على المفاعل النووى خلال سبع سنوات بشروط قرض ميسرة.. فهل الولايات المتحدة الشريك الاستراتيجى تريد قلب موازين القوى العالمية لمصلحة روسيا ودول أخرى كبرى برغم دبلوماسية مصر الهادئة والمتزنة والمخضرمة التى تؤكد ان اختلاف الرأى مع أمريكا خلاف بين أصدقاء؟.

نقلا عن الاهرام القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا تراهن على إفريقيا روسيا تراهن على إفريقيا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon