توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجهل.. وعمى البصيرة

  مصر اليوم -

الجهل وعمى البصيرة

بقلم - ماجدة الجندى

لا أجد تعبيراً يليق مع ظهور هذا التوزيع «الضحل» والركيك، الذى قفز، به «جاهل» على نداء أو هتاف رجال الصاعقة، «قالوا إيه»، الذى خرج به من حيّز «بلاغة الصدق»، وحوّله أو نزل به إلى درك من عمى البصيرة، لما حوّل هتافاً رجولياً وجدانياً إلى إيقاعات «طبلة ودربكة». هناك لحظات يجيش فيها الوجدان الجمعى، ويعبر عن نفسه فى بلاغة الصدق، التى لا تضاهيها أى بلاغة.. يخرج التعبير من «رحم المجموع»، ربما يلقى أحدهم بأول الخيط، عبر جملة، أو حتى كلمة، توجز حالة انفعالية كاملة. كان رحيل الزعيم جمال عبدالناصر، حزنه كما يقول أهلنا فى الصعيد حزن «واعر»، فى جنازته، خرج من القلوب قبل الحناجر، مكنون الناس، فى صيغة لحنية فى منتهى البساطة.. الشعب قال «الوداع يا جمال، يا حبيب الملايين.. ثورتك، ثورة نضال، هتعيش على طول السنين» خرجت المعانى تلقائية، بسيطة.. الوجع، الألم، سمّه ما شئت، ضَمَن «خلوداً» لبضع جمل وُلدت بإيقاعها المتوائم مع الحالة. نفس المعنى ينطبق على النداء أو الهتاف (الأصلى)، الذى تم تناقله عقب استشهاد «الشهيد منسى أحمد صابر» فى معركة البرث.. منسى، توأم روح ابنى محمد، وتلك حكاية طويلة، عقب استشهاده، تكشفت دوائر إنسانية، ارتبطت به، لم أقتصر على زملائه العسكريين، بل عشرات من حقول متباينة.. المحامى والمهندس والدبلوماسى والمحاسب، كل هؤلاء التفوا حول «منسى» كمغنٍ. الرائد متقاعد محمد وديع، كان واحداً ممن يمكن أن تطلق عليه «حواريين» حول معنى «منسى»، «وديع» خدم فى الصاعقة، وحاصل على أرفع الدورات (سيل)، وفى نفس الوقت له تكوين فنى. «وديع» سجل دون أى موسيقى ومع رجال حقيقيين من الصاعقة، هتاف، أو نداء «قالوا».. حاجة خرجت من القلب.. فكرة تقاوم النسيان وتخلّد الذين منحونا الحياة.. لضم أسماء الشهداء فى سلسلة، يمكن أن تستمر، بادئاً بمنسى.. الهتاف أو الشعار، لم يكن حفظ الذاكرة هدفه الوحيد، لكن له دور فعلى على أرض الواقع.. تدريب رجل الصاعقة ومشاقه، هذا الهتاف يستهدف ضمن ما يستهدف إثارة الحمية لدى الجنود.. الاحتفاظ بدرجة اليقظة والحماس. أول مرة سمعت نداء «قالوا إيه»، كنّا فى ماراثون منسى الذى بدأ من مجلس مدينة العاشر من رمضان إلى قبر الشهيد منسى. كان المدنيون ورجال الصاعقة، شباباً وشيوخاً وأطفالاً.. وكان الرائد متقاعد محمد وديع يقود طابور الماراثون، هاتفاً: «قالوا إيه علينا وقالوا إيه»، ويرد رجال الصاعقة: «منسى بقى اسمه الأسطورة من أسوان للمعمورة.. وقالوا إيه».. وما بين شطرين والثالث، يزيد «وديع» من حمية الرجال «مش سامع حاجة»، أو «ما تعلوا شوية»، فتلتهب الحناجر: «شبراوى وحسنين عرسان، قالوا نموت ولا يدخل مصر خسيس وجبان.. خالد مغربى دبابة، بطل واحنا جنبه غلابة.. العسكرى على من الشجعان، مات بطل وسط الفرسان.. أبطالنا فى سينا، حاميين أراضينا، قاهرين أعادينا».. وهكذا.. «مشهد» متجاوز لأى «صنعة»، بعيداً عن عوالم «السبوبة».. مشهد مقبل من «الحشا» الجوانى لرجال أوفياء لعهد قطعوه، بينهم وبين الله.. ألا يتركوا الوطن لأى خسيس.. على بساطة الكلمة، لكن هناك فكرة تقاوم النسيان وتجدد العهد.

مشهد جليل، جدارية من الحروف، خرجت بما يليق بها من إيقاعات قلوب «الرجال»، كيف يتحول ذلك إلى «مسخ»، وكيف يتلقى تليفزيون الدولة هذا المسخ، المشوه، ويبرر ذلك بإحصاءات المشاهدة؟

أمر لا يفسره إلا الجهل أو «عمى البصيرة»، وكلاهما غير منفصل عن الآخر

 

 

 

نقلا عن الوطن القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجهل وعمى البصيرة الجهل وعمى البصيرة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon