توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى

  مصر اليوم -

«حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى

بقلم - عزة كامل

-1-

فى الليالى الشتوية، يكون الكتاب خير أنيس لك، وأنت تتدثر بأغطية المقاومة البرد الذى يسرى فى العظام، وللمرة الرابعة يأخذنى كتاب الراحل المبدع صلاح عيسى «حكايات من دفتر الوطن» إلى دهاليز التاريخ المصرى، إلى عالم متكامل نابض بقلب الوطن وبأحزانه وأفراحه وهزائمه وإخفاقاته، وإلى الجانب المشرق من المقاومة، رغم الجوع والفقر والاضطهاد والقتل، إنها حكايات تنقل قارئها إلى الزمن الذى جرت فيه حوادثها، بكل وقائعه، وشخوصه، ومبانيه وصحفه وفنونه، حكايات حشد فيها صلاح عيسى كل مفردات الماضى الجليل المهيب من أحداث وصور تاريخية نادرة لأبطال وبشر وأماكن الزمن الذى ولى، ليحيا كما يقول «من جديد بين عيون القارئ- وخاصة الشباب- فيعشقه، لأنه ماضى الوطن الذى لا نملك إلا أن نحبه، حاضرا وماضيا ومستقبلا».

-2-

لقد قاده كتاب الأستاذ «أحمد بهاء الدين»، «أيام لها تاريخ»، إلى عالم التاريخ الرحيب، فكتب حكايات «من دفتر الوطن»، ليبحث فيه عن قوته وعزائه وكبريائه، لعل الهروب إلى الماضى- كأحلام المستقبل- نوع من النفى الاختيارى، كان لابد منه ولكل جيله أن يكتب كتابا عن «عذاب مصر»، عن الوجه الذى «يضحك وهو ينزف، والقامة التى تنحنى رغم مطارق الزمن، ووحشية الغزاة، وجبروت الطغاة من المجاعات والطواعين وأكل الكلاب والقطط فى الشدة المستنصرية، عن النكبة والكوليرا، عن ثورات العربان والعوام والحرافيش وصعاليك المدن، عن الخيانة وجنون السلاطين، وتحريم أكل الملوخية، عن سجون العصور الوسطى المرعبة المقشرة، والحجرة، وخزانة شمايل، عن نشر الناس كالأخشاب وسلخ جلودهم كالشياه، لأنهم قالوا ما يعتقدون أنه الصواب».

-3-

لقد أراد «لعذاب مصر» أن يكون رسالة من جيله لجيل يأتى بعده يتعرف على آبائه وجدوده بدون تشويه أو تزويق أو تلفيق واتهامات بالخيانة، حتى يخلقوا «رابطة الحب بينهم وبين طريق الأرض والناس، لكى يضيفوا إلى هذا التاريخ ويعمقوا نضال الإنسان المصرى ويستنقذوا عقولهم من الضغط والحصار»، وبينما أخذ صلاح عيسى يجمع مادة هذا العذاب، عثر على هذه الحكايات، حكايات تقدم تفسيرات متعددة لأزمة الضمير المصرى فى اختياراته المفروضة عليه، والتى جعلت معظم رواد الفكرة الليبرالية فى صف المحافظين سياسيا، بينما كان المتقدمون فى السياسة أقرب إلى المحافظة فى مسائل الفكر الاجتماعى، ومعظم الحكايات تحاول تتبع ورصد لعدد من أوجه قضية الحرية وعلى رأسها قضايا الاحتلال والتحرر الوطنى، وانعكاساتها على مقدرات الوطن الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية والسياسية.

-4-

يأخذنا صلاح عيسى كحكّاء بارع، وسارد مبدع، مستخدما فطنته وذكاءه السياسى التحليلى، إلى هذا العالم الممتع المبكى، المدهش، العجائبى، من خلال إعادة تخليق الأحدث اعتمادا على الدراما الطبيعية فى واقع التاريخ، فى كل الحكايات «السلطان وقضاة الشرع، الموت على تل العقرب، مقتلة الأحد الدامى، مغامرات عبدالله أفندى بالمر، البطريرك فى المنفى، زمن الجوارى، رصاصات الأمير سيف الدين، جلاد دنشواى ومأساة مدام فهمى، العجوز والثورة، مؤامرة ضد زعيم الأغلبية، مصرع مأمور البدارى، رفعت العلم يا عبد الحكيم».

لقد عثر صلاح عيسى على حكايته، فهل نستطيع نحن أن نعثر على حكايتنا؟!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى «حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon