توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة من الإسكندر.. لمصر

  مصر اليوم -

رسالة من الإسكندر لمصر

هبة عبدالعزيز

  استقل آلة الزمن.. القائد المقدونى المتوسطى الهوية والهوى، والمقبل من بعيد جداً من حيث الزمان والمكان.. حتى رسا على شواطئ الإسكندرية الماريا التى كان قد أسسها عام 332 ق. م، ثم راح يتجول فى شوارع مدينته العتيقة إلى أن استقر ووقف بمنطقة بحرى، وتحديداً فى القاعدة البحرية برأس التين. أخذ شهيقاً عميقاً ممتلئاً برائحة اليود، وقد رأيت فى عينيه لمعة تنبض بفرحة غامرة وشعور بفخر كبير وهو يدندن تلك الأغنية القديمة للمغنى اليونانى «يانس»:

«آه يا إسكندرية.. أيتها السماء النقية.. فى الحب أنت نقية كالماس.. وكلما لاح طيفك على صفحات البحر.. يبقى أبلغ اعتبار أن تقول يا سلام.

كم هى فاتنة فى الخريف..

واحد من مراسينا قائم فى الغرب.. والآخر العتيق فى الشرق.. لدىّ مطار فى الشمال... وفنار عريق فى الجنوب.....».

وبعد مضىّ بعض الوقت حدثنى بنبرات حملت حماس الفرسان قائلاً:

أتدرين يا عاشقة الإسكندرية أننى كنت قد أقمت تلك المدينة على الشواطئ الجنوبية للبحر المتوسط لتصبح الجسر العظيم الذى تعبر منه ثقافة العالم القديم، تلك الثقافة التى كانت مزيجاً رائعاً ما بين الحضارتين المصرية واليونانية القديمة، والتى مكّنت فيما بعد جالية يونانية قبرصية كبيرة العدد أن تعيش وتتعايش فى معظم قرى صعيد مصر ووجهها البحرى، عمل العديد منهم فى محلج القطن القديم، وأداروا محلات البقالة والمقاهى بالحوارى والأزقة، وعملوا فى بوفيهات السكة الحديد.. اندمجوا مع الشعب المصرى فى تآلف نادر وعجيب. واقرئى فى التاريخ يا عزيزتى كيف ناصر اليونانيون حق مصر فى استعادة قناة السويس عندما حل المرشدون اليونانيون والقبارصة محل المرشدين الأجانب آنذاك، واقرئى أيضاً كيف ناصر الزعيم عبدالناصر كفاح الأسقف «مكاريوس» لوحدة واستقلال قبرص، والتى احتل نصفها الآن «أردوغان» بكل أسف.

وقبل أن يعود سلمنى فى لحظات الوداع رسالة شكر وامتنان عميق، كتبها بقلبه، لتنبض بالحب والسلام... يوجهها للقيادة المصرية لمبادرتها بـ«العودة للجذور».

فبدعوة كريمة من وزارة الهجرة، وبتشريف السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيريه القبرصى نيكوس أناستاسيادس واليونانى بروكوبيس بافلوبولوس، ونحو ١٢٠ من أعضاء الجاليتين اليونانية والقبرصية، كان لى شرف حضور مؤتمر «العودة للجذور» الذى انطلقت فعالياته الأسبوع الماضى من مدينة الإسكندرية ذات التاريخ المشترك.

و«إحياء الجذور» مبادرة هى الأولى من نوعها للاحتفال بالجاليات اليونانية والقبرصية التى كانت تعيش فى مصر سابقاً، كان قد أطلقها السيد الرئيس السيسى خلال زيارته قبرص نهاية العام الماضى بهدف عقد لقاء على مدار أسبوع، كرسالة مودة ومحبة من جانب مصر تجاه كل من عاش على أرضها وترك إرثاً إنسانياً، ونظمت المبادرة وزارة الهجرة تحت قيادة سيادة الوزيرة نبيلة مكرم التى تحدثت فى حفل الافتتاح.

وظنى أنها رسالة هامة تعكس روحاً جديدة لمصر تستعيد من خلالها دورها ومكانتها التاريخية، مؤكدة تبنّيها فى سياساتها الخارجية لمبادئها الشريفة فى إرساء قواعد التآخى والتعاون بين الدول بشكل عام، ومما يؤكد بشكل خاص صداقة المصريين مع اليونانيين والقبارصة، تلك الصداقة التى ترجع إلى قرون عديدة قبل الميلاد.

ولعلى أرى أيضاً أن جزءاً كبيراً من أهمية هذه المبادرة يرجع إلى القرار بانطلاقها فى هذا التوقيت الزمنى الصعب الذى تتصارع فيه الدول وتتحارب، وتسيطر فيه على عالمنا اليوم كافة أشكال العنف والإرهاب، وفى ظل التصاعد المستمر لروائح وأدخنة الكراهية الخانقة لكل أشكال الإنسانية، وسط عتمة ضباب المصالح والطموحات غير المشروعة لدول تمتلك القوة والمال باتت مهمتها بكل أسف التحرش بالأمن والسلم العالمى.

وربما كان من المناسب أن أختم بتلك المقولة للإسكندر الأكبر: رجلان يصلحان للحكم: حكيم يملك، أو ملك يلتمس الحكمة.

نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة من الإسكندر لمصر رسالة من الإسكندر لمصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon