توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشتاء.. فى قلوب الشعراء

  مصر اليوم -

الشتاء فى قلوب الشعراء

بقلم - بهاء جاهين

 «ينبئنى شتاء هذا العام أننى أموت وحدى/ ذات شتاء مثله, ذات شتاء».

بهذه النغمة الحزينة يفتتح صلاح عبد الصبور أغنيته التى أهداها للشتاء فى مفتتح الكراسة الأولى من ديوانه الأجمل «أحلام الفارس القديم», ويستطرد:

«ينبئنى هذا المساء أننى أموت وحدى/ ذات مساء مثله, ذات مساء».

إنها نغمة لآلة شجية موسيقية مفردة, كالناى, وكشعر عبدالصبور فى المجمل: تنهدات نفس مسّها الشجا أو أرهقها الحزن والغربة بالمعنى الواسع والمُركب لكلمة غربة. بينما فى بعض رباعيات وقصائد صلاح چاهين يتخذ الشتاء أبعاداً جماعية أو شمولية فلسفية, مثل رمزيته فى الرباعية التالية:

دخل الشتا وقفل البيبان ع البيوت/ وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت/ وحاجات كتير بتموت فى ليل الشتا/ لكن حاجات أكتر بترفض تموت.. عجبى!!

هنا جدل دياليكتيكى بين قهر الشتاء وفصل الربيع الكامن فى قلبه ينتظر. ويمتزج الشجن الفردىّ والقهر الجماعىّ فى قصيدة «موال البرج» التى كتبها فؤاد حداد فى معتقل الواحات فى الخمسينيات, حين أرعشه البرد وأنهكه الجوع والحنين إلى الإلف البعيد فقال:

ما لوش عراوى اللى عاوز يشبك الوردة/ قال الولد رجّعوا الوالد إلى الوالدة/ بينى وبينِك بلد واحنا ف بلد واحدة/ دول أربعين ضلع واللا أربعين جلدة/ واللا نبات طفل من بز الشجر مقصوف/ جعان وبردان لا ينفعنى عسل ولا صوف/ ولا صبر موصوف يقومنى وانا بارِك/ ولا يِداوينى غير طرحِك وجُمّارِك/ يا بنت ياللى سمارِك سُخْن وافريقى/ جمّعت قلبى وكنتى ف قلبى وف ريقى/ فرّقت قلبى.. ونابِك كل تفريقى..

هذا الحنين البدائى إلى دفء الأنثى يذكرنا بقصيدة فى منظومة تنويعات چاهين الشتائية, تتشابه مع معزوفات عبد الصبور المنفردة وتتناجى مع محبوبة تشبه محبوبة حداد فى قدرتها على قهر جبروت الشتاء:

الريح عوى/ قلبى اتنطر, قلبى اتلوى/ الشمس تلج اصفر شعاعها صاروخ هوا/ الضلمة تلج اسود كتير/ ألوف ألوف القناطير/ خبينى فى شعورك يا بتّ/ أحسن عروقى اتخشبت/ شعرك خِشن زى الحِرام الصوف يا بت/ خبينى فيه م الزمهرير/ ونيمينى فى السرير..

ويمضى صلاح عبد الصبور فى رحلته المرتعدة إلى قلب الباطن الثلجىّ, فيواصل فى نفس الأغنية:

.. وأن أعوامى التى مضت كانت هباء/ وأننى أقيم فى العراء/ ينبئنى شتاء هذا العام أن داخلى/ مرتجف بردا/ وأن قلبى ميت منذ الخريف/ قد ذوى حين ذوت/ أول أوراق الشجر/ ثم هوى حين هوت/ أول قطرة من المطر/ وان كل ليلة باردة تزيده بُعدا/ فى باطن الحجر/ وان دفء الصيف إن أتى ليوقظه/ فلن يمد من خلال الثلج أذرعه/ حاملة وردا..

وفى قصيدة مكتوبة فى نفس التوقيت تقريباً, يستدفئ صلاح چاهين بالجموع فى أغنيته للربيع التى سماها «غنوة برمهات»:

وعلى العشش/ وعلى الحوارى الغواط/ يا قلبى لما تروح/ ما تروحش لا بلبل ولا وطواط/ روح زى ما انت: قلب.. له ألف عين/ وألف ودن وألف ألف لسان/ ازحف ببطنك ع الزلَق, ع البلاط/ ولو فى شهر القهر طوبة الجبان..

وبعد, فهذا بعض من كثير يضمه ديوان الشتاء العربىّ, ولا مجال للاستطراد, ولكن بقى أن نقول: تتعدد المواهب وطبائع النفوس والشتاء واحد؛ وتختلف رِعشات القلوب والبرد واحد. وحتى إن غلب الحزن بعض المغنين, فإن الغناء- مجرد الغناء- انتصارللحياة, وزقزقة تعد بموسم الدفء القادم لا محالة.

نقلا عن الاهرام القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشتاء فى قلوب الشعراء الشتاء فى قلوب الشعراء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon