توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كابوس جديد

  مصر اليوم -

كابوس جديد

بقلم : جيهان فوزى

 طائرات ورقية آخر الابتكارات والإبداع للشباب الفلسطينى أصبحت تقض مضاجع المستوطنين القاطنين على ربوع الحدود مع قطاع غزة، طائرات خفيفة يعرفها الأطفال ويلعبون بها للهو والتسلية فى أرجاء الدنيا، لكنها فى لحظة تحولت إلى كابوس مفزع للمستوطنين، بعد أن التهمت آلاف الدونمات من الأراضى الزراعية المتاخمة لحدود غزة، وبعد أن استفاقوا على النيران التى التهمت حقولهم ومحاصيلهم وكبدتهم خسائر هائلة، اعتقدوا فى البداية أنها «مزحة» وسرعان ما انقلبت المزحة إلى خطر محدق وتهديد حقيقى جعل سكان المستوطنات فى غلاف غزة يعلنون حالة الاستنفار القصوى ومراقبة الطائرات على مدار الساعة وحركة طيرانها، مثل مراقبة رادارات الطائرات الحقيقية التى تهبط وتقلع فى المطارات، خشية أن يسقط أحد تلك الأطباق الورقية الحارقة على أحد الحقول وتحرقه بالكامل كما حدث فى حالات متكررة خلال الأيام الماضية، فقد تحولت تلك الطائرات إلى قنبلة موقوتة تهدد اقتصادهم لأنها تتجول فى الأرجاء وتخلف الدمار لمزارعهم دون أن يستطيعوا فعل شىء.

لقد فعلها الشباب الفلسطينى فى الجمعة الماضية التى حملت عنوان «الشهداء والأسرى» فى إطار مسيرات العودة الكبرى التى بدأت منذ قرابة شهر وتتصاعد وتيرة إبداعاتها فى كل مرة، يقولون إن الحاجة أم الاختراع، وقد أثبت الشباب الفلسطينى اليائس أنه مبدع ومبتكر وقت الأزمات والظروف الحالكة، بعد أن أطفأ الرئيس محمود عباس مصابيح الأمل فى التئام جرح الانقسام بقراراته التعسفية بحق أبناء القطاع بغية إذعان ورضوخ حماس، من خلال مسلسل تجويع القطاع وإذلاله والضغط عليه فى لقمة عيشه لإعلانه فيما بعد «إقليم متمرد» إذا لم ترضخ حماس لقرار تسليم مفاتيحه كاملاً إلى سلطة رام الله، فقد هدد الرئيس عباس بأن ثمة خيارين أمامه، إما أن يتسلم الحكم بصورة كاملة فى قطاع غزة، أو يتركه بصورة كاملة لحماس، وذهب لأكثر من ذلك حين أعلن أنه سيتم البحث فى إمكان اتخاذ المجلس الوطنى المقرر انعقاده نهاية هذا الشهر قراراً بحل المجلس التشريعى الذى تحظى فيه حماس بغالبية الثلثين، بما يجعل مصير قطاع غزة فى مهب الريح وأهواء الغلبة فيه، فى الوقت الذى يتحتم فيه على رئيس السلطة «أبومازن» أن يضاعف ما يقدم لأهل القطاع المحاصر الذى يعيش ظروفاً من البؤس ويحاول أبناؤه الصمود والنهوض بمقاومة الاحتلال ومقارعته فى مسيرات العودة المستمرة وبما يبتكره متصدياً لعدوانه.

لقد أعطت السلطة الفلسطينية إشارات جدية إلى بدء انسحابها من غزة بوقف دفع رواتب موظفيها للمرة الأولى منذ الانقسام عام 2007، وتدرس إحالة جميع الموظفين إلى التقاعد، بعد فشل الجهود فى تمكين حكومة الحمد الله من إدارة شئون القطاع دون تداخلات من حماس، ما عمق من أزمة الانقسام الوطنى أكثر فأكثر، وقد يترتب على ذلك أن يتحول الانقسام إلى انفصال دائم وربما نشوء نظام سياسى فى غزة تشكل حماس العمود الفقرى فيه، سيكون نظاماً قائماً على الهيمنة الحزبية والفردية على غرار حكم السلطة فى الضفة الغربية! لأن حماس تدرس خياراتها المحدودة فى ظل تضييق الخناق عليها من الرئيس محمود عباس، وبدلاً من البحث عن مخرج وطنى لصالح المواطن، تثبت هى الأخرى أن المواطن ليس فى الحسبان ولا تقيم له وزناً فى ضوء الإشارات التى تصدر عنها بدراسة خياراتها واحتمالات تشكيل حكومة وطنية لعموم الأراضى الفلسطينية تضم القوى المختلفة أو شخصيات مستقلة لإدارة القطاع، تتخذ من غزة مركزاً لها فى حال انسحاب السلطة، واعتبار الضفة الغربية محتلة ويتم العمل على تحريرها، الأمر الذى يهدد مصير القطاع بالكامل. التصعيد الحادث من الطرفين لا يصب إلا فى مصلحة إسرائيل والمخطط الأمريكى، ويدفع ثمنه أبناء القطاع القابعون على خط المواجهة مع إسرائيل، صناع القرار منشغلون فى تصفية الحسابات فيما بينهم فى الوقت الذى يقف فيه شباب مسيرة العودة عارى الصدور فى مواجهة محتل غاشم، لم يمنعهم ضعف إمكاناتهم من الإبداع والابتكار بأقل التكاليف ليحولوا تخوم غزة المستوطنة إلى قطعة من نار تقض مضاجع المستوطنين وتنهك اقتصادهم وتؤرق راحتهم، بينما حكامهم يتصارعون على السلطة والنفوذ، فأى وطن يبتغون؟!

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كابوس جديد كابوس جديد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon