توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النكبة والاستقلال والفرح العربى

  مصر اليوم -

النكبة والاستقلال والفرح العربى

بقلم : جيهان فوزى

تتباهى إسرائيل بأن احتفالاتها بعيد الاستقلال السبعين تأتى بالتزامن مع الاحتفال بافتتاح السفارة الأمريكية فى القدس، وهو ذكرى يوم النكبة على الفلسطينيين، بما يحمل ذلك من دلالات، حتى وإن كان هناك ثمن باهظ لا بد أن تدفعه إسرائيل، فالأمر يستحق ذلك، فهل يستحق الأمر أيضاً بالنسبة للقيادة الفلسطينية؟!

كل الأحداث تسير فى اتجاه استقرار وأمن وسلامة دولة الاحتلال، إلغاء الاتفاق النووى مع إيران والتراجع الأمريكى عن الاتفاق، والضربات الجوية التى تشنها إسرائيل على قواعد عسكرية إيرانية فى سوريا، ورد الفعل العربى المتهلل فرحاً وحبوراً وسعادة، فقد امتلأ حساب الناطق باسم الجيش الإسرائيلى «أفيغاى أدرعى» بالتبريكات والتهليل من مغردين عرب يباركون الضربات الإسرائيلية التى حققت نجاحاً منقطع النظير ويكيلون اللعنات لكل من يؤيد نظام بشار وحزب الله، ليس لأنها أصابت أهدافها بدقة فحسب وإنما لأنها لاقت استحساناً عربياً غير متوقع فسببت فى المقابل ارتياحاً إسرائيلياً كبيراً، اختلطت الأوراق فى لحظة، وأصبحت إسرائيل حليفاً وصديقاً للعرب طالما استطاعت ضرب الغرور الإيرانى وكسر عنجهيته، وهى نفس الغاية التى تطمح إليها دول الخليج التى تشكّل إيران «بعبعاً» لهم لا يستطيعون صده.

تباهت إسرائيل بضربتها الناجحة لمواقع إيرانية فى سوريا، واستراحت أكثر بعد الهجوم عندما هتف السعوديون تأييداً للهجوم الإسرائيلى، فالحالة المزاجية التى تشعر بها القيادة الإسرائيلية استثنائية بكل المقاييس، ولم يكن إطلاق النيران من قبَل الحرس الثورى الإيرانى على هضبة الجولان إلا فرصة ذهبية قدمها قاسم سليمانى لإسرائيل ليعطى المبرر للجيش الإسرائيلى بهدف التحرك ضد التمركز الإيرانى فى المنطقة منذ سنوات. لقد شعر «نتنياهو» وداعموه السياسيون ووسائل الإعلام الإسرائيلية بالفرحة العارمة بعد انسحاب «ترامب» من الاتفاق النووى. وفى استطلاع نُشر أمس حصل حزب الليكود على 35 مقعداً، وشكّل هذا العدد القفزة الأكبر منذ سنوات، وبعد أن تبين حجم الهجوم الإسرائيلى ضد إيران فى سوريا بدأ أعضاء بالكنيست من الليكود، الواحد تلو الآخر، بكيل المديح لنتنياهو وتهديد الإيرانيين.

هناك شعور فى القيادة الإسرائيلية بالزهو والإجماع فى الرأى، ويتفق الجيش والسياسيون على أنه إذا كانت المواجهة مع إيران حتمية، فليس هناك وقت أفضل من الآن لإسرائيل لضربها، فإيران تعانى من أزمة اقتصادية خطيرة، وحليفها «حزب الله» مشغول فى السياسة الداخلية، وفيلق القدس لم يرسخ بعد سيطرته العسكرية فى سوريا.

يمكن أن نفهم الرضا العربى من الخطوات التى اتخذتها إسرائيل فى إطار الصراع التاريخى مع إيران، فبعد أن كان يبدو انتصار المحور الإيرانى فى سوريا كحقيقة مؤكدة، وهو الأمر الذى يؤرق دول الخليج، جاءت إسرائيل وزعزعت هذه الحقيقة. الإسرائيليون راضون بدعم السعودية، ولكن لن تستمر إسرائيل فى منح العطايا بلا مقابل، تماماً مثلما فعل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى قبض الإتاوة مقدماً من السعودية نظير الدفاع عنها بالوكالة، وقد بدأ المقابل يلوح فى الأفق بالفعل بعد أن اعترف ولىّ العهد السعودى محمد بن سلمان بحق إسرائيل فى الوجود وحق الشعب اليهودى فى دولته الخاصة! فالسعودية وإسرائيل لديهما قواسم مشتركة، ويكمن التشابه فى سياسات البلدين فى رفض تصرفات إيران فى الشرق الأوسط مع وصول الرئيس الأمريكى ترامب إلى السلطة، وأصبح تقارب القوتين الإقليميتين أكثر وضوحاً، ما يعنى تحولاً ملحوظاً فى الموقف السعودى من إسرائيل التى لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع السعودية حتى الآن! هناك غمز مستتر بأن التوجه نحو إسرائيل هو مسألة وقت ليس إلا. لذا لم نرَ على الأرض أى رد فعل عربى حازم عما تتناوله وسائل الإعلام الإسرائيلية حول التحضيرات الميدانية لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس فى ذكرى النكبة؟! وكأن النكبة أصبحت من الماضى ولم يعد هناك محتل اغتصب الأرض ولا احتلال دام لسبعين عاماً ولا يزال، ولا غرابة فى أن يركز الإعلام الإسرائيلى على فخامة احتفال السفارة الإسرائيلية فى مصر وتركيا بعيد «الاستقلال» ويُبرز بشكل مستفز مقاطع من الاحتفال والمشاركين فيه من مدعوين ذوى صفة اعتبارية واجتماعية! فى الوقت الذى تحتفل فيه السلطة الفلسطينية بنكبتها منذ سبعين عاماً بالتهيؤ لإعلان قطاع غزة إقليماً متمرداً.. وعاشت الوحدة الوطنية!

نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النكبة والاستقلال والفرح العربى النكبة والاستقلال والفرح العربى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon