توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل هناك استراتيجية للعودة؟

  مصر اليوم -

هل هناك استراتيجية للعودة

بقلم : جيهان فوزى

 سلمت غزة مفاتيح أسرارها إلى «مسيرة العودة»، لعلها تفتح الأبواب التى أوصدت فى وجهها منذ سنوات ذاقت فيها قسوة الحصار وألم الانقسام ومرارة العزلة، اتفقت الفصائل على دعمها وباركت استمرارها لأنها وحدت الهدف لأول مرة منذ غزا الانقسام بنيتهم السياسية والأيديولوجية وفرقت بينهم السبل فى إيجاد هدف مشترك يلتفون حوله يوحد فرقتهم ويلملم شتات قوتهم التى مزقتها الصراعات والخلافات، فهل تنجح مسيرات العودة فى تغيير الواقع الغزى؟ لقد جاءت المسيرة تنفيساً عن أوجاع القطاع التى تراكمت نتيجة استمرار الانقسام والعقوبات والحصار والكبت والرد على القرارات الأمريكية الأخيرة بشأن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ورغم تحميل حركة حماس المسئولية المطلقة فى تسيير وتنظيم مسيرات العودة غير أنها لم تكن سوى جزء من قرار وتوافق وطنى شامل بعد أن طفح الكيل وازدادت الإشارات تمهيداً لتطبيق «صفقة القرن» التى يجهزها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ليفرضها على الفلسطينيين وتهدف لتصفية القضية الفلسطينية، فيما بدأت حربها التجريبية باتخاذه قرار الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، متحدياً بذلك القرارات الأممية والشرعية الدولية والإرادة الفلسطينية والعربية.

ورغم محاولات إسرائيل إلصاق التحريض والإعداد لهذه المسيرات بحركة حماس، إلا أن الواقع الذى يعيشه قطاع غزة هو من ساعد فى إنجاح تلك الفعاليات التى شارك فيها معظم الفصائل والتيارات الشبابية والمثقفين والأكاديميين بعد الوصول إلى طريق مسدود بفعل الحصار والانقسام والعقوبات الجائرة التى فرضتها سلطة الرئيس محمود عباس لاستعادة غزة من الباب إلى المحراب، على حد قوله. وبتزايد عدد الشهداء وسقوط مئات الجرحى أخذت تلك المسيرات بعداً سياسياً جديداً، وأولى لها العالم اهتماماً واسعاً جعل إسرائيل تشن حرباً شعواء تتهم القائمين عليها بأنهم ينتمون لحركة حماس، ومسلحون يهدفون لاختراق السياج الأمنى الفاصل بينها وبين قطاع غزة لتنفيذ عمليات تخريبية ومحاولات تسلل للداخل الإسرائيلى، مهددة بنشوب حرب واسعة على القطاع، فقد أزعجت تلك المسيرات دولة الاحتلال كونها تشغل وتستنزف جميع أجهزتها الأمنية والاستخباراتية وتعرى وجهها الحقيقى أمام المجتمع الدولى وتخلق أمراً واقعاً قد يعطل تنفيذ مخططاتها المتعلقة بتنفيذ صفقة القرن، فضلاً عن خشيتها من امتداد تأثيرها إلى الضفة الغربية ومخيمات اللجوء فى الدول العربية خاصة مع اقتراب ذكرى النكبة الفلسطينية.

أحرجت مسيرات العودة بعض الدول العربية التى تربطها علاقات وطيدة بالولايات المتحدة وإسرائيل، وأعادت إلى الصدارة وهج التفاعل مع الأزمات المتتالية لقطاع غزة بعد تجاهل طويل والانشغال بتوطيد العلاقة مع إسرائيل والدفاع عن التطبيع معها بدلاً من البحث عن حلول ممكنة لخروج القطاع من كبوته التى استمرت لأكثر من عقد وكادت تفتك به فى الوقت الذى أشارت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى جهود عربية مكثفة لوقف المسيرات واحتواء التوتر الحاصل درءاً للتصعيد المحتمل، أما محاولات إسرائيل الإيحاء بعدم سلمية المسيرات وتشويهها أمام العالم فقد ارتدت عليها بعد أن دحض الجيش الإسرائيلى ادعاءات وزيره أفيجدور ليبرمان حول تسيير الشهيد المصور الصحفى ياسر مرتجى طائرة تصوير كانت تحوم فوق الجنود فى الجمعة الثانية للمسيرات وقتله بدم بارد، إذ اعترفت قيادة الجيش بأنه بعد الفحص والتحقيق لم يعثر الجيش على دليل يثبت مزاعم «ليبرمان» بأن الصحفى كان قد طيَّر حوامة صغيرة لتصوير الجنود، الأمر الذى يؤكد استهداف الصحفيين منعاً لنقل الصورة والحقيقة!. ورغم ذلك فإن التطورات الميدانية التى شهدتها مسيرة العودة الكبرى منذ انطلاقها تظل فى مرمى نيران جيش الاحتلال وقيادته السياسية مع تزايد الاحتمال بشن عملية واسعة على القطاع، فالمشكلة الأساسية بالنسبة للحكومة الإسرائيلية ما زالت مستمرة لأنها لا تملك استراتيجية واضحة بالنسبة لغزة وحكم حماس فى القطاع، لكن يبقى السؤال الأهم وهو: هل هناك استراتيجية تمتلكها السلطة الفلسطينية وحماس للتعامل مع الواقع الجديد فى غزة خلافاً لما نعرفه ونتوقعه من كلتيهما؟!

نقلاً عن الوطن اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك استراتيجية للعودة هل هناك استراتيجية للعودة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon