توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«غزة» العبء العصى على الحل

  مصر اليوم -

«غزة» العبء العصى على الحل

بقلم - جيهان فوزى

«بصفتى رئيساً للشعب الفلسطينى، قررت اتخاذ الإجراءات الوطنية والقانونية والمالية كافة من أجل المحافظة على المشروع الوطنى»، هكذا بدأ الرئيس الفلسطينى محمود عباس خطابه الغاضب فى اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قبل يومين متهماً حركة حماس صراحة بالتورط فى تفجير موكب رئيس الوزراء رامى الحمدالله، ورئيس المخابرات العامة اللواء ماجد فرج أثناء زيارتهما إلى غزة لافتتاح أحد المشاريع دون انتظار نتائج التحقيقات فى الحادث أو مشاركة أجهزة الأمن فى غزة أية معلومات حول الحادث!. من حق الرئيس عباس أن يغضب، فعملية التفجير كانت ستؤدى إلى كارثة يدفع ثمنها الجميع فيما لو نجحت، لكن ليس من حقه أن يعاقب قطاع غزة بأكمله تحت ذريعة محاصرة حماس وتأديبها، وهى الذريعة التى يأخذ تحت عنوانها عشرات القرارات التعسفية الجائرة بحق أهالى القطاع المحاصر والمنكوب، غزة أصبحت الجحيم الذى يتنصل منه الجميع ويتمسح به الجميع!؟ فهل راقت لهم المقولة الشهيرة لرئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين «أتمنى أن أستيقظ لأجد غزة قد ابتلعها البحر»! هل باتت غزة ذلك اللغم المدفون فى أرض الصراع والخلافات ويوشك على الانفجار فى وجه الجميع؟

لقد بدأت خطابك يا سيادة الرئيس بصفتك رئيساً للشعب الفلسطينى، فهل هذا سلوك الرئيس الذى يحتوى شعبه؟ يفرق بين شمال وجنوب (الضفة الغربية وقطاع غزة) وهى غصة زرعها الاحتلال واستمرت وتكرست لسنوات رغم المحاولات المضنية لطمسها من قاموس شعب يقبع تحت نير الاحتلال وسياساته القائمة على مبدأ «فرق تسد»، الرئيس «أبومازن» هدم المعبد على مَن فيه وأحرق جسور التواصل واعتبر المصالحة عبثاً، أغلق بابها، بل إن خطابه يكرس لانفصال الضفة الغربية عن قطاع غزة للأبد وتقسيم الحركات الوطنية بحسب الانتماء. الرئيس أبومازن فتح أبواب غضب كامن من كافة الفصائل الفلسطينية التى لم يعجبها لغة الخطاب ولا التهديد المتضمن فيه واعتبروا أنه أعلن الحرب على الجميع. ربما تكون حماس قد نجحت باختراق العالم الخارجى وفتحت قنوات اتصال خارجية بعيدة عن سيطرته واستطاعت إقناعه وهذا ذكاء منها لا تتمتع به سلطة الرئيس أبومازن الذى ما زال يتباكى على التنسيق الأمنى مع إسرائيل ويمد أجهزتها الأمنية بالمعلومات التى تضر بأبناء شعبه المؤتمن عليه بحجة الحفاظ على الأمن والسلم، والأهم من كل ذلك ما ذنب غزة وأهلها بفرض تلك العقوبات وتحميلهم ما لا ناقة لهم به بسبب حركة حماس؟ فهل يتصور الرئيس عباس أن أهالى القطاع قادرون على مجابهة حماس فى ظل ظروف الخوار والإنهاك والضعف الذى يعيشونه؟!

الشواهد تؤكد أن الرئيس أبومازن ماضٍ فى إجراءاته التى تؤدى إلى التنصل من عبء غزة والطلاق البائن بينها وبين الضفة، فقراراته الأخيرة تعزز للانفصال عن الضفة الغربية والإجراءات القانونية والمالية ضد غزة واتهام حماس بالتورط فى محاولة الاغتيال قبل انتهاء التحقيقات هى أسرع وصفة لانهيار المصالحة ومحاولة لتمرير صفقة القرن بقرار منه. يكفى ما تعانيه غزة من الحصار والاحتلال وفرض المزيد من الإجراءات العقابية يعنى انهيار القطاع والغرق فى وحل الفوضى الخلاقة لصالح المشروع الصهيونى وتذليل العقبات أمام مصالح إسرائيل وأمنها، لقد أصبح لدى سكان القطاع يقين بأن الرئيس محمود عباس رغم إظهاره العداء لأمريكا وإسرائيل، إلا أن الحقيقة التى سيثبتها التاريخ أنه شريك، بل أداة طيعة استخدمت لتمرير صفقة القرن التى ستقضى على القضية الفلسطينية وتنهى ما تبقى من حلم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية إلى الأبد.

نقلا عن الوطن القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«غزة» العبء العصى على الحل «غزة» العبء العصى على الحل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon