توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حذاء شامبليون!

  مصر اليوم -

حذاء شامبليون

بقلم - حمدي رزق

تلقيت رسالة حزينة من د. يحيى نورالدين طراف يستوجب إطلاع الرأى العام المصرى عليها، ولكى نسمع تفسيراً من مسؤولينا المعنيين ووزارة خارجيتنا لهذا القبول والتسليم بالتجاوز المهين فى حق ملك مصر وحضارتها، وليت مسؤولاً فرنسياً يهمه أمر الفرنسيين وفرنسا فى نظرنا نحن المصريين يقرأ الرسالة، فيبرر لنا هذه الصفاقة غير المسبوقة بين الشعوب.

صورة عرضت لى مصادفة، هى لتمثال تعرضه فرنسا فى فخر واعتزاز، فى فناء إحدى أعرق جامعاتها، أعتقد جامعة Collège de France التى تأسست عام 1530، وربما جامعة السوربون، من أعمال المثال الفرنسى الشهير «فريدريك بارتولدى» الذى نحت تمثال الحرية الشهير القائم فى مدخل مدينة نيويورك. التمثال الذى تعرضه فرنسا يمثل عالم المصريات الفرنسى الشهير شامبليون، يطأ بحذائه رأس فرعون مصر الملك تحتمس الثالث!!!!.

ولقد فوجئت وفُجعت لهذه المهانة البالغة لملك مصر ولحضارتها، مما لم أكن لأتخيل أو لأتصور وجود مثيل لها. وقيل فى تبرير هذا التصوير للتمثال، إنه تعبير عن قيام شامبليون بقهر أستار وغموض الحضارة المصرية القديمة وحل ألغازها، بعد تمكنه من فك طلاسم حجر رشيد!!. ولاشك أن شامبليون قد فعل ذلك، وفتح الطريق لمعرفة تاريخ وأسرار الفراعنة ومصر القديمة. ولقد عرفت له مصر هذا الفضل واعترفت به، فكرمته بما يليق به، وتلك كانت شيمتنا دائماً.

لكن على صعيد آخر، هل لم يجد الفرنسيون وسيلة أخرى لتكريم وتخليد إنجاز عالمهم إلا بتصويره يطأ رأس الملك تحتمس الثالث فرعون مصر العظيم بحذائه؟ وماذا يعنى تصوير شخص يطأ بقدمه رأس ملك، فى كل ثقافات العالم ولغاته، إلا إهانة هذا الملك وبلده؟

الحقيقة أننى لم أكن أعلم بوجود مثل هذا التمثال معروضاً على وجه البسيطة، فما بالك بفرنسا؟ ولقد تدافعت إلى ذهنى فوراً أنباء مساعى فرنسا الحثيثة التى ما انفكت تبذلها منذ سنين لإعادة تنصيب تمثال «فرديناند ديليسبس» فوق قاعدته فى مدخل قناة السويس ببورسعيد، وكان شعب بورسعيد هو الذى اقتلع التمثال من فوق قاعدته، وليس الحكومة المصرية، فى ١٩٥٦، لأنه وجد فيه رمزاً للاحتلال وللخيانة.

فتعجبت لجرأتهم فى مطلبهم هذا! وتساءلت: بأى وجه وبأى قلب يريد الفرنسيون إعادة وضع تمثالهم فوق قاعدته بمدينة بورسعيد، وهم يعرضون لديهم تمثالاً يطأ صاحبه رأس فرعون مصر بقدمه؟ وكيف بلغ بهم التعالى والاستكبار علينا هذا المبلغ الذى أنساهم أنفسهم، وما هذا الصلف وما هذه العنصرية؟

وليس يغيظنى ويدهشنى أكثر، وقد علمت بأمر تمثال شامبليون، من وجود مصريين من مواطنينا بنى جلدتنا، يؤيدون إعادة تمثال ديليسبس فوق قاعدته، وهم عالمون بأمر تمثال شامبليون فى فرنسا، فضلاً عما يمثله ديليسبس من خيانة وسخرة واحتلال، دفعت الشعب الأبى فى 1956 لإنزاله من على منصة لا يستحقها، فأين كرامة هؤلاء ونخوتهم المصرية؟ وأين مسؤولونا من التمثال الذى تعرضه فرنسا، وكيف سكتنا على حذاء شامبليون يطأ به رأس ملكنا العظيم، وإلى متى يستمر سكوتنا؟

والله كان يجب على مصر أن ترد رداً قوياً من قديم، وتعاملهم بالمثل، فتعيد تمثال ديليسبس فوق قاعدته كما يريدون فى مدخل قناة السويس، لكن مع إضافة تعديل- لن يعيى مثالينا عمله- يمثل مصرياً يطأ رأس ديليسبس بحذائه، فيراه العالم أجمع على هذه الصورة. أو نعيد إليهم تمثالهم ليتصرفوا فيه كما يشاءون، فمصر ليست أرضاً لتكريم الخونة.

نقلا عن المصري اليوم

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حذاء شامبليون حذاء شامبليون



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon