توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«تكفى يا نيكولاس»!

  مصر اليوم -

«تكفى يا نيكولاس»

بقلم - فيصل العساف

تجرى هذه الأيام محاكمة «الداعشي» الذي هزت جريمته المجتمع السعودي. أحكم وثاق ابن عمه بعد أن استدرجه إلى الصحراء، ثم وثق خيانته بمقطع فيديو مقزز، كانت فيه كلمات الرجاء، التي أطلقها المغدور، أيقــــونة تدل على مدى بشاعة النفس البشرية عندما تحتكم إلـــــى ذاتها، وتقرر نيابة عن المعاني السامية للإنسانية، أن تقطع طريق حياة أحدهم بدم بارد، كأنها بلا قلب، أو أن لها قلباً لكن الرحمة لم تعرف إليه مسلكاً في يوم من الأيام!

«تكفى يا سعد»، كانت كفيلة بردع سعد، الذي صوب سلاحه مع سبق الإصرار والمكر، لكنه بخبثه لم يكن ليفتح عقله لنداء المنطق والرحم، إنه وشقيقه الذي صور بشاعة الحادثة، مرضى، قتلة، مجرمون بالفطرة، علاقتهم بالإسلام علاقة وراثة فقط. أما «الله أكبر»، التي تعالت من أفواههم بعد تنفيذ قباحتهم، فإن صداها سيظل يتردد في ذلك الغار الذي تركوا فيه جثة قريبهم هامدة، تشهد بأنهم «سفهاء أحلام» مارقين، يتشدقون في «خير قول البرية».

في ضفة أخرى من هذا العالم الغريب العجيب، الذي يمكنك الشعور بعدم الانتماء إليه، أو عدم انتمائه هو إليك، لا فرق ما دمت بشراً سوياً، فإنه قد نمى إلى علمك، ولا بد، نبأ نيكولاس كروز، منفذ العملية الرقم 18، التي سُجّلت منذ مطلع العام الحالي، الذي لم يكمل بعد شهره الثاني، من سلسلة إطلاق النار على مستوى المدارس الأميركية!

ولسائل أن يسأل: هل كان للكنيسة، أو لتعاليم الإنجيل الذي قد تحض بعض آياته على «قتل المخالف»، دور في مجزرة مدرسة مارجوري الثانوية، التي ذهب ضحيتها 17 طالباً وطالبة؟ أم تُراها الموسيقى، تعلق بها فؤاده، بعد أن اعتاد سماعها في بيته وفي مدرسته، وفي شوارع ولاية فلوريدا الأميركية الصاخبة، حتى خامرت عقله، وشلت قدرته على التمييز، ليتمكن أخيراً، من إزهاق أرواح كل أولئك الأبرياء؟

ساذجة هي هذه الاحتمالات، مثل سذاجة تلك الادعاءات التي تقابلها، زاعمة العلاقة بين تعاليم الإسلام، وبين «الدواعش»، أو «القاعديين»، الذين أثخن الإجرام عقولهم، مورثاً إياهم حب القتل ومناظر الأشلاء التي تتناثر على جدران عطشهم إلى الدماء. ربما يطرح قائل مسؤولية الأيديولوجيا، أو العقيدة، التي تنطلق منها الجماعات المسلحة ذات الصبغة الدينية الإسلامية، على أنها أسهمت في تغذية النزعة الإجرامية عند أولئك، لكن ذلك تبسيط في الحقيقة، يرتقي إلى مستوى تهميش الوقائع، التي أدت إلى انسياق هؤلاء القتلة خلف الشعارات «البراقة» التي تتستر على ميولهم، فأسامة بن لادن لم يكن- بالإسلام- ليحشد خلفه كثيرين، ولذلك استدعى شماعة القدس التي علق على مشجبها ذنب الـ11 من أيلول (سبتمبر) ليجر على العالم الإسلامي النكبات. وفي العراق وسورية لم تكن «داعش» لتطرأ لولا احتلال أميركا وطائفية إيران وفظاعات بشار الأسد.

الإسلام ليس السبب على الإطلاق، فخيوط الزينة والأنوار، التي يعلقها أهل العروس على منازلهم قديماً، تتم إزالتها فور انتهاء الحفلة، وكذلك الإسلام، يطوى في جبهات الجشع، ثم يقذف به في مستودعات الفضيلة المزعومة، أو يعار إلى منابر التحريض الدعيّة، ليتم التصويب على هدف آخر يحتاج إلى سلالم من جماجم.

نيكولاس، هو النسخة الأميركية من سعد. وجهان لعملة واحدة، تصرف في سوق الدمار والهدم الذي هو في حاجة إلى الاستعداد النفسي لارتكاب الفظائع. أصحاب الدكاكين فيه محترفو إجرام، بضاعتهم الدم، تحركهم رغباتهم، يشبهون غيرهم في الشكل فقط، لكن حقيقتهم مختلفة جداً، لا تهزها اعتبارات التوسل ولا المناصحة، وعلاجهم الوحيد النفي من الأرض، وصلب معتقداتهم على جذوع ضلالاتهم.

 

 

نقلا عن الحياه اللندنيه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تكفى يا نيكولاس» «تكفى يا نيكولاس»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon