توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليلة بنغازي الدامية

  مصر اليوم -

ليلة بنغازي الدامية

بقلم : د. جبريل العبيدي

  تفجيرات بنغازي والليلة الدامية وبصمة الإرهاب، التي ظهرت واضحة في تفجيرات مسجد بيعة الرضوان، حدث الانفجار الأول بينما كان المصلون يغادرون المسجد عقب صلاة العشاء، تلاه الانفجار الثاني بعد تجمع المصلين والمسعفين حول جثث الضحايا لتنفجر السيارة الثانية بينهم وتوقِع عشرات الضحايا والجرحى بينهم أطفال دون العاشرة، جاءوا للصلاة في المسجد صحبة ذويهم، دون أدنى حرمة للمساجد التي جعلها الله آمنة لمصليها، ولم يسلم منها حتى الباعة في الشارع، حيث سقط بائع الخضار والخبز.

بالنظر إلى المكان والزمان والهدف والمستهدف، فإن بصمة التنظيمات الإرهابية واضحة، وهي تسعى لإحداث أكبر ضرر، إذ عمد الإرهابيون في التفجير الثاني إلى ضرب المسعفين والناس الذين جاءوا يستطلعون مكان التفجير، وهذا يؤكد منهج الجماعات الإرهابية الضالة وأنصارهم في تكفير عموم المسلمين، وجعلهم مرتدين «مباحة» دماؤهم حتى ولو كانوا أطفالاً، فالتفجير المزدوج سبق أن قامت به هذه الجماعات الضالة في مدينة القبة شرق ليبيا بالأسلوب نفسه، فالهدف والرسالة واضحة، فبعد خسارة التنظيمات الإرهابية المعركة في بنغازي لجأت إلى إيقاظ الذئاب النائمة، وإحداث أكبر ضرر ممكن بتفجير جبان يمكن أن يحدث في أي مكان من ليبيا، وليس هناك مكان آمن إذا توفر لها المناخ المناسب.

هذا البلد الآمن الذي كان أهله لا يعرفون هذه التفجيرات الجبانة، جاءت إليه ذئاب الإسلام السياسي فأفسدته، وحوّلته إلى ساحة حرب، خدمةً لأجندة شيطانية عالقة في رؤوسهم الفاسدة التي تنادي بالخلافة الخرافة.

وأدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا في مدينة بنغازي، واللذين أسفرا عن سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين، وذكرت البعثة أن الاعتداءات المباشرة أو العشوائية ضد المدنيين محرّمة بموجب القانون الإنساني الدولي، وأن مثل هذه الاعتداءات تعد بمثابة جرائم حرب في ليبيا.

التفجيرات الجبانة وسط المدنيين هي صناعة تفتخر بها الجماعات الإرهابية الضالة، التي تؤمن بالعنف سبيلاً للحكم والسلطة، وليس «داعش» وحده، بل أخواته وأنصاره من حوله من جماعات الإسلام السياسي التي تجد في المال القطري خزينة مفتوحة، وبيت مال لا يتوقف عن ضخ الأموال لإحياء هذه الذئاب المتعطشة للدماء، مما يجعل الحوار مع الجماعات الإرهابية نوعاً من العبث والحرث في البحر، وإضاعة للوقت، فقد أثبت الحوار فشله، ولم يؤتِ أُكُلَه مطلقاً، بل كان مجرد منح هدنة مجانية لهذه الجماعات الضالة لالتقاط أنفاسها، فهي لا تؤمن إلا بالقتل والغدر والخسة، وليس لدى أعضائها أي قدر من الشجاعة للمواجهة، فهم من جبنهم يختبئون وراء اللثم وإخفاء وجوههم ولا يجرؤون على المواجهة المكشوفة، خشية افتضاح أمرهم، وأعمال الخسة والنذالة والغدر يقومون بها تحت جنح الظلام مع الخفافيش وذئاب الليل.

في ظل استمرار التشظي والانقسام السياسي كما هو حاصل في ليبيا اليوم، ستكون هناك ليالٍ دامية، ليست في بنغازي وحسب، بل في أغلب مدن ليبيا، ما لم نسارع جميعاً إلى البحث عن مخارج للنجاة من الفوضى والانقسام، وإيجاد وسيلة فعالة لإيقاف المال التركي والقطري من التدفق عبر قاعدة معيتيقة وميناءي طرابلس ومصراتة، ولعل الانتخابات أحد هذه المخارج، وبالتالي فليعضّ الجميع على الجراح والمسارعة في لملمة شتات الوطن، لأنه لن يكون هناك أحد آمن حتى في بيته من هذه التنظيمات الإرهابية، التي ترى الجميع مرتدّين مباحة دماؤهم، بمن فيهم الداعمون لها سياسياً أو حتى عسكرياً بسفن المتفجرات كالسفينة أندرميدا.

ولهذا يصبح الاستمرار في حوار هذه الجماعات الضالة مضيعة للوقت مع مَن لا يؤمن بالدولة الوطنية المدنية، ولا يؤمن بالتعايش السلمي ولا الأمن المجتمعي.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليلة بنغازي الدامية ليلة بنغازي الدامية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon