توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«إخوان» ليبيا... تكتيك أم تبدل؟

  مصر اليوم -

«إخوان» ليبيا تكتيك أم تبدل

بقلم - د. جبريل العبيدي

غازل رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان، الذي يعد الواجهة السياسية لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين - فرع ليبيا، في تصريحات له، الجيش الليبي الذي قاد عملية الكرامة التي أطلقها قبل 3 سنوات لمكافحة الإرهاب والجماعات التكفيرية، والتي كانت متحالفة مع جماعة الإخوان، وهذا يعرفه القاصي والداني، بل كانت شريكاً حقيقياً لها من خلال الدعم من عدة وعتاد ومن تمويل مالي متدفق، بل والمجاهرة بالتأييد السياسي لهذه الجماعات تحت مسميات مختلفة تنوعت بين «ثوار» و«مجاهدين» و«مجلس شورى الثوار» و«مجلس شورى ثوار بنغازي»... إلخ، فهل نصبح أمام تبدل في موقف الجماعة، أم أنه فقط مجرد تكتيك أمام العاصفة، خصوصاً بعد انفراط عقد الجماعة والحلفاء السابقين، وفشل الجماعة عسكرياً وشعبياً في الحشد أكثر من مرة، الأمر الذي كانت تتفنن فيه في الماضي عبر طرق خداع مختلفة؟!
صوان قال إنه يحتسب من قدموا أرواحهم مع عملية الكرامة بصدق ونية محاربة الإرهاب «من الشهداء»، مشيراً إلى أن «أجرهم حاصل» إذا كان تقديمهم للدعم والتأييد بهذا الهدف. كما أنه اعترف بوجود الإرهاب قائلاً: إن «الإرهاب كان موجوداً في مناطق عدة من بنغازي، وما كان في بنغازي تحت مسمى مجالس الشورى كان أمراً مختلطاً، وكان هناك بعض المتشددين والإرهابيين»، وقال أيضاً: «عملية الكرامة رفعت شعاراً جميلاً وهدفاً نبيلاً متمثلاً في محاربة الإرهاب»، الأمر الذي أغضب قادة الجماعات الإرهابية الهاربة والفارة من بنغازي والمختبئة عند أنصار جماعة الإخوان في المنطقة الغربية.
تصريحات صوان جاءت أشبه بتوزيع صكوك غفران لتكشف عن «تكتيك» جديد في موقف الجماعة وإعادة ترتيب مواقف، فصوان الذي ما انفك قبل 3 سنوات عن وصف الجيش الليبي بأنه «قوات حفتر الانقلابي، وأسير حرب تشاد، واللواء المتقاعد ومن معه جماعة من المغرر بهم، ولا وجود للإرهاب في بنغازي»، يتبدل اليوم ويقر بوجود الإرهاب في هذه المدينة ويحتسب قتلى الجيش من الشهداء، وهو الذي بالأمس القريب كان يحرّض الجماعات الإرهابية التي هاجمت مناطق المقرون والجليدية والرقطة وسلطان (محيط الهلال النفطي) وتسببت في مقتل المئات من المدنيين، على رص الصفوف وإعادة الهجوم.
السؤال الآن: ماذا حدث وماذا تغير في بنية الجيش الليبي حتى يصبح هؤلاء شهداء في عقيدة وتفكير صوان وجماعة الإخوان؟ وما مصير من قتلة هؤلاء الشهداء، والذين كان يجاهر بدعمهم صوان وجماعتُه؟ ومَن المسؤول عن السنوات الثلاث من الدم والموت والدمار والخراب ودعم الإرهاب والإرهابيين؟
تصريحات رئيس الحزب السياسي لجماعة الإخوان التي غازل فيها شهداء الجيش الليبي وعملية الكرامة خاصة، لا تؤكد بالضرورة فك الارتباط بجماعات إرهابية تم استخدامها في الماضي، والآن أصبحت تشكل عبئاً ثقيلاً على الجماعة، خصوصاً في استمرار الارتباط العلني بها في ظل متغيرات دولية حادة أصبحت تدرك خطر جماعة الإخوان، ومنها الإدارة الأميركية الحالية التي تختلف عن إدارة أوباما وتابِعتُه هيلاري كلينتون، عرّابة توطين جماعة الإخوان في الشرق الأوسط، مما اضطر الجماعة وعبر ذراعها السياسية إلى المجاهرة بهذا الموقف الذي لا يوجد تأكيد لحقيقة النيات من خلفه غير إعادة تكتيك وليس تبدلاً حقيقياً في الموقف، وقناعةً بنبذ الارتباط الحقيقي مع هذه الجماعات الإرهابية، والتي جميعها في الأصل خرجت من تحت عباءة تنظيم الإخوان باعتراف قادتها.

نقلا ع الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«إخوان» ليبيا تكتيك أم تبدل «إخوان» ليبيا تكتيك أم تبدل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon