توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوهام الإسلام السياسي في ليبيا

  مصر اليوم -

أوهام الإسلام السياسي في ليبيا

بقلم - د. جبريل العبيدي

شيء غريب ومرعب ما نشاهده في المشهد السياسي الليبي الذي تتحكم فيه الميليشيات الإرهابية المسلحة، وعلى رأسها عصابات الإسلام السياسي ممثلة في جماعة إخوان البنا.
الكل يعلم أنه لا دولة في ليبيا، وأن الأمور آلت إلى فوضى عارمة اختلط فيها كل شيء. لكن أن يظن بعض «السياسيين» أن في ليبيا دولة، ويخدعون أنفسهم بذلك فهذا أمر عجيب. هؤلاء استطاعوا التنفذ في السلطة عبر ميليشيات دموية إرهابية، وكيانات كرتونية تفتقر إلى قاعدة شعبية، واهمين بأن الأمر قد استقر لهم، وأن الشعب قد رضي بهم.
حالة الصراع الدائرة بين الأحزاب الكرتونية، حديثة الولادة والعهد بالسياسة وحتى الوطن وأهله، والمفتقرة إلى قاعدة شعبية حقيقية وصحيحة، داعمة لها في ليبيا، تشكل خطراً على حياة المواطنين لكونها تسببت في نزاعات مسلحة، بسبب أن بعض هذه الأحزاب تحتمي بميليشيات مسلحة تستخدمها في تحقيق نفوذها السياسي، وهذا قد يترجم ضمن مفهوم الصراع، فحيث يوجد فرد يسود السلام، وعند وجود اثنين ينشأ الصراع، وعند وجود أكثر تبدأ التحالفات، والأحزاب.
الحضور الحزبي في ليبيا أغلبه لا يزال يفتقر إلى المشروع الوطني الناضج الحقيقي والرؤية الواضحة والاستقلالية التامة عن مصادر التمويل، خصوصاً الخارجي، ما جعل أغلب هذه الأحزاب مجرد كيانات تمثل صراعات إقليمية بالوكالة في ليبيا، وليست وطنية خالصة، خصوصاً تلك التي تروج لنفسها بأنها واجهة لمشروع «الخلافة».. نعم الخلافة التي لا تؤمن بجغرافيا وطنية وتتجاهل الأوطان، ولهذا السبب قد يثق المواطن بشيخ القبيلة، أو حتى مختار المحلة، ولا يثق بزعيم حزبي يمارس الدجل.
ظهور الأحزاب على الساحة السياسية الليبية، قبل كتابة الدستور وإقراره، ظاهرة خطيرة تضر بالوطن، بل ترهن الوطن لحسابات خارجية، لعدم وجود قانون منظم لها، وجهاز رقابي نافذ تابع للسلطة وقادر على التتبع والمراقبة، خصوصاً لمصادر التمويل، والدليل تجربة «المؤتمر الوطني» السابقة، التي استطاع تنظيم القاعدة الإرهابي أن يكون له ممثلون في السلطة من خلاله في سابقة تاريخية نادرة، حيث كانت التجربة المريرة عبارة عن خليط من أحزاب وما يسمى «مستقلين»، سرعان ما ارتمى بعضهم في حضن حزبه بمجرد فوزه بعباءة «مستقل» التي اختفى تحتها، وأحزاب سياسية تريد كل منها عزل الآخر من خلال استغلال قميص عثمان «العزل السياسي»، فالكيانات الحزبية في أغلبها استبدادية الفكر، ناتجة عن فرض سطوتها على الدولة من خلال الاستحواذ على السلطة، بمفاصلها المختلفة.
للخروج من هذا النفق المظلم، هناك اشتراطات وطنية، لتحقيق مصلحة الوطن أولاً، على رأسها التخلص من العباءة الحزبية أو الفئوية، في التعاطي مع الاستحقاقات الوطنية العامة، وإنهاء حالة الصراع، وكتابة الدستور أولاً، وتضمينه حق المواطنة، وحصر التنافس في إطار الشأن السياسي المتعارف عليه، بعيداً عن أي خصومة في الاستحقاقات الوطنية، فالمواطنون يعيشون في الوطن مواطنين بكامل حقوق المواطنة، لا خصوماً سياسيين.
التهميش لم يكن مقتصراً وحكراً على أقلية محددة، أو أكثرية بعينها، فمعظم شعب ليبيا عانى منه، فنحن شركاء وطن ونضال، ولهذا في اعتقادي أن أسلم نهج للتعايش في ظل الوطن، هو التحرر من أي تعصب، والابتعاد عن منهج التصادم والتضاد. وعلى جماعات الإسلام السياسي أن تعي أن شعب ليبيا لا يريدها مهما وظفت من أموال وإغراءات، ومهما استقوت بالخارج، فالشعب الليبي يرفض رفضاً قاطعاً إقحام الدين في السياسة، وتوظيف الدين لغايات ومآرب شيطانية أخرى. فقد عاش هذا الشعب في وئام وسلام بنهجه الوسطي الذي لا يعرف التشدد أبداً.
لذا، ينبغي أن يعلم الجميع أن أي استقواء بالخارج مهما كان هذا الخارج، ستكون نتائجه عكسية تماماً، حتى في ظل ضعف الدولة هذا.


نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوهام الإسلام السياسي في ليبيا أوهام الإسلام السياسي في ليبيا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon