توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحن في الطباطب

  مصر اليوم -

نحن في الطباطب

بقلم - داليا شمس

منذ التاسع من يناير ونحن في شهر طوبة "أبو البرد والعنوبة أي الآلام"، "اللي يخلي الصبية كركوبة"، كما يقول المثل الشعبي للدلالة على شدة برودة هذا الشهر حسب التقويم القبطي، الذي يعد امتدادا للتقويم المصري القديم المرتبط بالزراعة. ويقسم الفلاح الشهر إلى ثلاثة أجزاء: طوبة وهي العشرة أيام الأولى التي يشتد فيها البرد، ثم طبطب أي الفترة التي يجعل فيها البرد الإنسان "يطبطب" أو يرتعش، والعشرة أيام الأخيرة حتى السابع من فبراير التي تشهد تقلب الجو من صحو إلى ممطر ويقال لها "طباطب"... أي نحن حاليا في فترة الطباطب، وسندخل بعدها على "زعابيب أمشير" حتى 10 مارس، ليشتد التقلب وخداع الجو وهبوب الرياح، فكل يوم بحال، ودوام الحال من المحال.

***

برد وسياسة وعزلة... في مكان ما ذكرتني ظروف الطقس وما نمر به من أيام بالمدرسة الرومانسية في الأدب وكتاب القرن التاسع عشر حين استخدموا الطبيعة وتغيراتها للتعبير عن مشاعر الإنسان وحكاياته، فكان الشتاء يرمز إلى الموت، والصيف إلى منتصف الحياة، إلى ما غير ذلك. وعلى هذا النحو تتسرب البرودة إلى القلب، وتنعكس على الحالة النفسية، فيخيم الغيام على الرؤوس، وتهطل التهديدات بغزارة كالمطر، ويشعر القمر بالوحدة إلى حد فظيع. القمر الذي شهدنا خسوفه قبل أيام، في 31 يناير الماضي، وتحدث المهتمون عن تأثيراته الفلكية التي لم يتم رصدها إلا قبل أكثر من 150 سنة مضت، ولن يتكرر خسوف البدر مجددا قبل 2028، فالظرف الكوني عموما فريد من نوعه.

وبذكر الخسوفات والكسوفات تذكرت أيضا أجلاونيكيه، أول امرأة فلكية، عاشت في اليونان في القرن الخامس قبل الميلاد، والتي اتهمت بالسحر والشعوذة لأنها قادرة على تحديد موعد الكسوفات، إذ كانت الشكوك تحوم حولها بإنها هي من تقوم بإخفاء القمر، فدائما يوجد المشبوهون المتهمون بالتفكير الذين يختفون في غياهب ضباب الرعب. يحدث مثل هذا عادة، وتهطل التهديدات بغزارة كالمطر، فنحن في شهر طوبة كما قلنا، ومعناها باللغة القديمة التطهير، نسبة إلى إله المطر الأعلى "طوبيا" الذي يغسل كل شيء بمياهه ونواته الثلاث التي تغرق الأرض بما عليها.

***

وخلال هذه الفترات التي تسوء فيها حالة الطقس، يكون الفقراء هم أول المتضررين، كما الأضعف عادة. يكشف البرد هشاشة كل شيء، الأسقف والبنية التحتية والنفوس والتركيبة كلها. يكشف البرد عوار المجتمعات، ويعاني أكثر ما يعاني أصحاب القلوب الضعيفة الذين لا يتحملون قسوة البرد، فقلوبهم تدق أسرع لمجابهة الصقيع، ما يجهدها ويصيبها بالوجع... تزداد الحاجة للأكسيجين وتتقلص الأوردة وتتقلص معها أشياء أخرى كثيرة على الصعيد المعنوي أيضا. ثم يأتي "أمشير أبو الزعابير الكتير اللي يأخذ العجوزة ويطير"، ويترحم الناس على أيام البرودة لأنه يضيف إلى المعاناة من البرودة اشتداد الرياح والأتربة، فتغلق الموانئ وتسوء المزروعات وتشتل الحركة وتزداد الحساسيات. ينعكس الجو على المناخ السياسي والحالة النفسية، وفجأة يأتي أمر بنشر الهدوء مهما كلف الأمر.


نقلا عن الشروق القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن في الطباطب نحن في الطباطب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon