توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرامية السعادة

  مصر اليوم -

حرامية السعادة

بقلم - داليا شمس

الحياة بالقرب منهم أشبه بكمائن العنكبوت. يستدرجونك دوما إلى شباكهم الدقيقة كأنها عمل فنى وهندسى حقيقى. وكلما سعيت للفكاك تطاردك خيوطهم التى غزلوها بحنكة وخبرة وتمرس، مثلما أفضل مصانع النسيج. خيوط متشابكة تلتف من حولك، فلا تلبث تعرف الفارق بين السارق والمسروق، الجلاد والضحية.

سحرة قيد التدريب يلتهمون سعادتك التهاما، ثم يصيحون هل من مزيد؟ هؤلاء سواء كانوا أصدقاء أو معارف أو أقارب أو زملاء أو أحباب يسممون حياتك بآثارهم وتجاربهم وطاقاتهم السلبية، ويقومون إراديا أو غير إراديا بالتشويش على راداراتك الداخلية، فلا تنعم بالراحة فى وجودهم، وبالتالى البعد عنهم غنيمة. لأننا عندما تأخذنا بهم الشفقة ونحاول مساعدتهم، نتورط أكثر وأكثر فى ألاعيبهم، ولا نستطيع النجاة. يطاردونا كما تطارد العناكب فريستها وتنصب لها الأفخاخ.

***

تقول لنفسك: «لا يحق لها أن تسأل لمن الورد الأصفر؟«، لكن فعليا أنت تسمح لها بالولوج إلى عالمك السرى دون استئذان وتعطى لها الحق فى أن تحصل منك على إجابات، حتى لوكنت مقتنعا بالعكس، فهى تملك ذلك التأثير عليك، وتبتزك يوما بعد يوم باسم الصداقة التاريخية، ولا تدع لك مجالا بأن تسأل نفسك: هل كل علاقة قديمة، مرت عليها سنوات وسنوات، هى بالضرورة صحية أو سوية؟ أليست هناك علاقات كانت وليدة ظروف وانتهت؟

تصدق الأكاذيب كالأهبل، وتصدق الأقنعة، مرددا: «الأقنعة لا تعرف الكذب، هى الوجوه الحقيقية، وبما أننا فى أفريقيا السوداء، فلنؤمن بالأساطير مثل أهل القارة، ونقول إنها تشى بالشخوص المتعددين فى كل شخص«.

***

عندما تجلس إلى جوار أحدهم وهو يتمطى ويتثاءب، ثم ينسحب من السهرة ويتركك وأنت لا تعرف بالضبط ما الذى أصابك؟ ولماذا ركبك الهم وسوء الطالع؟ اهرب... اهرب ولا تعد إلى حيثما كنت، فمن الأفضل أن تتعلم الانسحاب من حياة هذا الشخص تدريجيا، فهو من فئة مصاصى الدماء أو حرامية السعادة المحترفين.

شكاء بكاء، لا يقبل بأى حلول سوف تطرحها، لأنه ببساطة لا يرغب فى حل، بل يهوى دور الضحية، ويجعلنا جميعا مسئولين معه عن وحدته أو فشله أو عقده، إلى ما غير ذلك. لا يريد التخلص من أثقاله، بل يريدنا أن نحملها معه على أكتافنا، ونظل نتجرع السم على سبيل المشاركة.
نرثى لحاله ونتفاعل مع ما كتبه على الفيسبوك سعيا وراء المزيد من الاهتمام، ونهرع لمهاتفته بعد أن نظن أنه قارب على الانتحار، ونقع فى الفخ مجددا، فخ العلاقات المريضة والسامة، مع كائنات طفيلية، تتطفل على حياتنا ومشاعرنا وأفكارنا، وتود لو نعيش فى جلبابها وتحت سحرها.

***

اهرب موضحا لهذه الكائنات أنها غير مرغوب فيها. وابحث عن نقطة الضوء بداخلك، عن مصادر جديدة ومتنوعة للطاقة، بعيدا عن الرغبة فى السيطرة والأطماع والراحة على حساب الآخرين والنزعة الاستهلاكية والزيف والتملق والغرور. لا تتوقع للسعادة أن تأتى من أطراف خارجية، بل هى كامنة، نحملها بين ضلوعنا، تنتظر أن تخرج إلى النور وأن نترك لها بابا للخروج، وذلك بعد أن نزيل كل العوائق الذهنية وكل الأشخاص المؤذية، لكى ننعم بالسكينة والراحة من النفس.


نقلا عن الشروق القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرامية السعادة حرامية السعادة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon