توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشاطر صلاح والحلوة فرح

  مصر اليوم -

الشاطر صلاح والحلوة فرح

بقلم : داليا شمس

 حياتنا تشبه الحدوتة فى أحيان كثيرة عندما نسأل الأطفال فى النهاية: حلوة وإلا ملتوتة، فيردون من باب المناكفة: ملتووووتة، حتى لو أعجبتهم، وتنطلق ضحكاتهم ساخرة. حياتنا بها الساحرات والفاجرات والأميرات وأمنا الغولة والشاطر حسن الذى قد يتحول فى الخيال حاليا إلى الشاطر صلاح. يتدخل الأشرار لإفسادها وينجحون فى تحويل مجرى الأحداث لغباء البعض وسوء تصرفه، فتكون النهاية حزينة، أو تنسج خيوطها السعادة فتصبح بألوان قوس قزح، ويرددها الناس حول العالم كدليل على أن الحب والاجتهاد والإخلاص والشغف لابد وأن يكافئوا وينال أصحابها خير جزاء.

نتابع مثلا مسيرة بعض الذين نجحوا خارج المنظومة المصرية فصاروا مبرزين فى مجالهم واقتنصوا مكانة يستحقوها بفضل موهبتهم مثل الدكتور مجدى يعقوب أو لاعب الكرة محمد صلاح أو السوبرانو فاطمة سعيد، على اختلافهم، فنجد أشخاصا تنضح وجوهم بالذكاء والمثابرة والشغف. ونقابل بعدها شابة تحب الغناء، عيناها تبتسمان ترحبان بما هو آت، لها طلة واثقة حين تقف على المسرح لتؤدى عمل لداليدا أو مقطوعة من أوبرا «كارمن« لبيزيه وأخرى من أوبرا «لاكميه» لليو ديليب وثالثة من «شمشون ودليلة» لكامى سان صانس، فنتطلع إلى المستقبل بتفاؤل ونقول على رأى فيروز: إيه فى أمل! أمل أن تصبح هذه الفتاة اليافعة وهى فى نهاية العشرينات نجمة أوبرا لامعة باسم فرح الديبانى، وتعرف هى أيضا قصة نجاح دولية نفخر بها وتعطى لغيرها مزيدا من الثقة.

فى خضم ولعنا بمحمد صلاح، جاءت فرح الديبانى إلى مصر مع أعضاء أكاديمية أوبرا باريس مؤخرا ليقدموا حفلين، على المسرح الكبير بأوبرا القاهرة، وعلى مسرح سيد درويش بالإسكندرية، المدينة التى ولدت وعاشت بها قبل أن تسافر إلى برلين وهى فى الوحد والعشرين من عمرها. تدربت على يد السوبرانو نيفين علوبة، منذ سن الرابعة عشر، بعد أن اكتشف موهبتها مدرس الموسيقى بالمدرسة الألمانى الذى تعلمت على يده الغناء منذ الحادية عشر. إذا لم تقبل فى اختبار، فهى تعمل وتعمل وتحسن من مستواها لتجتازه مرة أخرى وتنجح، وهو ما فعلته بعدما سافرت إلى ألمانيا لاستكمال دراستها بالهندسة المعمارية والموسيقى فى آن واحد.

تنتقل من بلد إلى بلد وتندمج بمنتهى السهولة، فتقنع الناس ويحبوها كغيرها من أبناء المدينة الذى طالما ما كانت مفتوحة على الآخر. هى بنت البحر المتوسط، التى تقبل على كل ما هو جديد، وتنطلق بشعرها الطويل الكستنائى المتهدل كالصفصاف. تعترض طريق مطربة أوبرا مشهورة فتطلب منها أن تصبح تلميذة نجيبة لها، ومن بعدها صديقة. تحكى كيف كادت أن تفقد صوتها، وكيف حرمت من وسيلتها الأساسية فى التعبير عن النفس لمدة ستة أشهر، حتى تخلصت من مشكلة النتوءات على الأحبال الصوتية بعد تمرينات مكثفة، خوفا من إجراء عملية جراحية قد تؤثر على ما منحها الله من موهبة. ينتمى صوتها إلى نوع الميزو سوبرانو أى سوبرانو متوسط، فهو ليس فى حدة التينور للرجال أو السوبرانو للنساء ذو طبقة الأوكتاف الأعلى. تتدرب مع فنانين من جنسيات مختلفة جاءوا مثلها قبل سنتين إلى أكاديمية أوبرا باريس لتعلم واكتساب المزيد من الخبرة، وهى المصرية الأولى والوحيدة بينهم.

تحلم و تحلم و تحلم، مثلما كانت تفعل وهى صغيرة حين تسرح مع البحر، وهى تراه من شباك سيارة أهلها. تجرى بنظرها والخيال، كما لو كانت تؤكد أن الحدوتة لم تتنه بعد، بل مازالت فى بدايتها، فلنتابع الاسم ونرى ما سيحدث لكارمن المصرية، الباحثة عن الحرية والحب والفن. قد تسحرنا حكايتها هى الأخرى، إذا ما اكتملت، وتمهد الطريق لغيرها.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشاطر صلاح والحلوة فرح الشاطر صلاح والحلوة فرح



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon