توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران التي لا يعرفها الأوروبيون

  مصر اليوم -

إيران التي لا يعرفها الأوروبيون

بقلم : سوسن الشاعر

 وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خطر خامنئي كخطر هتلر العصر، الذي لم يدركه الأوروبيون إلا بعد فوات الأوان.. صورة تقريبية يفهمها الأوروبيون جيداً خاصة الفرنسيين.

نعم، نحن بحاجة لتعرية إيران أمام الرأي العام الأوروبي وتحديداً ألمانيا وفرنسا، وهناك أداة لم نحسن توظيفها بعد في مخاطبتهم وهي عرب شمال أفريقيا، فهم الأكثر قدرة على مخاطبة برلماناتهم ومنظماتهم وإعلامهم باللغة التي يفهمونها، هم الأقرب لهم جغرافياً وتاريخياً والأكثر التصاقاً بثقافاتهم.

في مواقع نائية عن المركز العربي في الجزيرة العربية، وفي أطرافه الشمالية، كالجزائر، دخلت إيران وتمركزت وخلقت مشكلة لم يعرفها الشمال الأفريقي كله طوال التاريخ الأفريقي الإسلامي، أي منذ دخول الإسلام لهذه المجتمعات.

فهم لم يشهدوا صراعاً طائفياً سنياً شيعياً، إنما إيران هي من أقحمت تلك الصراعات عليهم، وتسعى الآن لانتزاع الشمال الأفريقي من عمقه العربي قدر استطاعتها.

ولي العهد السعودي أطلق هذا التصريح قبل زيارته إلى فرنسا: «إن العدو الأكبر في المنطقة هو النظام الإيراني وليس الطائفة الشيعية»، لافتاً إلى أن الإسلام مختلف تماماً عن كل ما يحاول المتطرفون الترويج له، وهذه حقيقة نعرفها بشكل واضح وصريح أن العالم العربي بأغلبيته السنية لم تكن لديه أي مشكلة مع الأقليات الشيعية قبل ثورة الخميني، تعايش معها بسلام وترك لها حرية ممارسة معتقداتها في جميع الدول العربية، ولم نسمع عن مسألة شيعي سني خاصة في الشمال الأفريقي حتى جاء الخميني. المشكلة ليست طائفية إذن ولكنها أصبحت كذلك بعد دخول إيران.

يقول سيد أحمد غزالي رئيس وزراء الجزائر الأسبق رئيس لجنة التضامن العربي الإسلامي مع المقاومة الإيرانية:

«بصفتي مواطناً جزائرياً لست خادماً لأي تيار سياسي أو حركة سياسية. والقضية التي أؤمن بها وألتزم بها هي قضية الشعوب التي اختطفت رهينة بيد أخطر نظام في العالم. هذه المسيرة التي أسلكها ليست مسيرة نظرية وفكرية؛ بل هي نابعة من قناعتي وتجربتي الشخصية. تجربتي في الجزائر مع إيران؛ سواء في عهد الشاه، أو حتى النظام الجديد المزعوم أنه «إسلامي»، إلى مرحلة قطع علاقاتنا معه.

تعرّفت على الإيرانيين منذ عهد الشاه. كانت علاقاتنا مع إيران الشاه علاقات باردة... تعرفت عليهم في إطار «أوبك».

وبعد الثورة كانت الجزائر ضد الحرب على إيران، وبقيت على الحياد في الحرب العراقية - الإيرانية. كما لعبت الجزائر دور الوسيط الصادق في حل قضية الرهائن الأميركيين بين إيران والولايات المتحدة.

لكن رغم كل ذلك، فإننا علمنا بعدها بأن الإيرانيين يعملون من خلال شبكاتهم داخل الجزائر، ومن خلال ترويج لزواج المتعة بدأوا باستقطاب وتجنيد الشباب الجزائريين. وأكثر من ذلك، قال لي بصلافة علي أكبر ولايتي، وزير خارجية إيران آنذاك: «إنكم سمحتم للسلفيين من السعودية بالعمل لترويج الوهابية في بلدكم، فاسمحوا لنا أيضاً بأن نقوم بالترويج للشيعة!».

بعد ذلك علمنا أنهم كانوا يدعمون الإرهابيين بالمال والتدريب ويؤيدونهم سياسياً... فقطعنا العلاقات. الرئيس بوضياف قرّر قطع العلاقات باقتراح من حكومتي، والتنفيذ جاء بعد اغتيال الرئيس بوضياف.
ثم يضيف: وليس لديّ أدنى شك بأنه يعمل ويعيش عن طريق زعزعة البلدان الأخرى ودفع سائر الدول إلى عدم الاستقرار، ويريد أن يستغل الإسلام والشيعة ليس حباً للشيعة؛ بل من أجل السيطرة على جميع البلدان الإسلامية.

إيران الملالي تدّعي الإسلام، لكنها قتلت أكبر عدد من المسلمين من أي بلد آخر في العصر الحديث. ولا شك في أنه ليس هناك أي حل للبلدان العربية والإسلامية إلا باستئصال هذا الورم السرطاني الذي يعرّف نفسه بنظام ولاية الفقيه.

النظام الحاكم في إيران يرى نفسه وصياً على البلدان العربية والإسلامية، ويعمل من أجل التدخل السافر في هذه البلدان وتصدير الإرهاب والحروب الطائفية إليها بكل ما لديه من قوة وإمكانات. ومع الأسف الشديد سياسة الغرب أيضاً تؤيده في هذا المجال.

والسؤال الذي ينتابني دائماً هو: كيف أن البلدان التي كانت مركز الحضارات كالعراق وسوريا وإيران واليمن؛ البلدان التي أعدها لؤلؤة الحضارة الإنسانية، أصبحت فريسة هذا النظام وممارساته الهدّامة؟ وحين ننظر إلى هذه البلدان نرى في كل واحد منها النظام الإيراني وراء كل المحن والحروب والدمار، كما كان في الجزائر في نهاية الثمانينات والتسعينات.

نعم يجب على نخبنا التساؤل: كيف تحوّلت بلدان مثل إيران والعراق وسوريا واليمن التي تعد أهم مراكز الحضارة الإنسانية، إلى مسرح للقتل والإرهاب والحروب والمآسي التي تقف خلفها إيران الملالي؟». انتهى. مثل هذا الخطاب يعرف كيف يكون مقنعاً ويصل للأذن الأوروبية أفضل من خطابنا، فلا بد من توحيد جهودنا معهم وترتيب لقاءات مع المغاربة الذين يعرفون إيران مثلما نعرفها لإيصال صوتهم لأوروبا.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران التي لا يعرفها الأوروبيون إيران التي لا يعرفها الأوروبيون



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon