توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن العاصوف والشحرور

  مصر اليوم -

عن العاصوف والشحرور

بقلم : سوسن الشاعر

  عملان يعرضان في تلفزيونات الخليج؛ الأول مسلسل درامي سعودي «العاصوف»، بطولة ناصر القصبي، يتناول قصة تدور أحداثها في الرياض في بداية السبعينات، ويناقش الظواهر الاجتماعية والمتغيرات التي طرأت عليها، والثاني برنامج حواري يعرضه تلفزيون أبوظبي، يتناول قراءة مغايرة للنص القرآني وللنتاج الفكري البشري التاريخي الذي تناول النص القرآني وما كتب حوله.

العملان لقيا هجوماً واعتراضاً وردات فعل قوية، وطالب البعض بوقف عرضهما، رغم أن «العاصوف»، يعرض على قناة «إم بي سي»، والبرنامج الحواري، يعرض على قناة «أبوظبي»، ما زالا مستمرين؛ وتلك جرأة تحسب للإعلام العربي.

الكثير رأى في هذين العملين تطاولاً على ثوابت راسخة في الوجدان العربي والإسلامي؛ الأول هو الصورة الراسخة في الوجدان السعودي عن مجتمع الرياض، كمجتمع محافظ خالٍ من الظواهر السلبية، لكن العمل الدرامي يظهر جانباً آخر لتلك الصورة الثابتة، فيهزها ويعيد النظر في المتعارف عليه. أما البرنامج الحواري، فيظهر زوايا جديدة للنص القرآني يجهلها المتلقي، ويطرح كثيراً من الأسئلة حول النتاج الفكري الذي ثبت في وجداننا لتفسيرات متفق عليها للنص القرآني. وسنحسن الظن بكل من دق ناقوس «الخطر»، خوفاً على تاريخ الرياض من مسلسل «العاصوف»، أو من هاج وماج محذراً من برنامج لقاء مع محمد الشحرور، إذ لامس كلاهما سقفاً عالياً في الطرح، مع ما وضعناه نحن في إطار الثوابت، وهذا هو بيت القصيد الذي يقوم عليه العملان الإعلاميان: إعادة النظر في معاييرنا لما اعتبرناه ثابتاً وهو قابل للتغير، وفتح باب النقاش حولهما.

لست مع من يهاجم المعترضين على هذه الأعمال التلفزيونية، واتهامهم بأنهم بقايا الصحوة وفلولها، وأنهم يخشون على مكانتهم ومواقعهم التي بنيت كحراس لتلك الثوابت؛ لنحسن الظن في دوافعهم لأننا جميعاً نتمسك بهذا الدين، ونتمسك بالقيم الإنسانية التي بنيت عليها أعرافنا وتقاليدنا، إنما الفرق أن المؤيدين لطرق الأبواب المغلقة لا يخشون على دين كالإسلام، لديه من القوة والمنعة والحصانة ما يكفيه لحماية نفسه من نقاش وحوار، أياً كان سقفه، ولا يرى في نوازعنا الإنسانية التي بنيت عليها أعرافنا ضعفاً وهشاشة، بحيث يهزهما حوار أو عمل درامي.

الأمر الثاني في المختلفين بين مؤيد ومعارض أن من يؤيد هذه الأعمال يرى أننا تجمدنا وتأخرنا وتراجعنا وأصبحنا صفراً على الشمال كمجتمعات، بعد أن اتسعت دوائر «ثوابتنا»، حتى أصبح نتاجنا البشري، وأصبح تاريخنا الإنساني، مقدسات يجب ألا تناقش، أو حتى يثار حولها استفسار. وهذه الأعمال تطرق أبواب ما اتخذناه معياراً للقداسة، لتعيد النظر فيها، تطرح الأسئلة حول مسطرتنا في تحديد الثوابت، والأهم أنها تفتح الحوار بكل تلاوينه حول طرحها، ولا تصادر رأياً مخالفاً، فلا يأتي المؤيدون لتلك الأعمال ويتهمون من عارضها اتهامات قمعية، ليصادروا رأيهم هو الآخر.

إن أجمل ما تخلقه هذه الأعمال، سواء كانت دراما أو برنامجاً حوارياً، أنها تفتح باب الحوار، وتشجع عليه، فمن خالفها فالباب مفتوح له ليدافع عما يراه ثابتاً، ومن رأى أن الثوابت لا تتسع إلى هذا الحد، بل تضيق، وأن أغلب ما يعرض للنقاش قابل للتغير، فليدافع عن وجهة نظره، والمنصات موجودة بلا قيود، وهذا بحد ذاته مكسب، وهدف تسعى له تلك الأعمال، فلا يأتي المزايدون من المؤيدين لينسفوا الهدف الأساسي من طرق تلك الأبواب.

نقلًا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن العاصوف والشحرور عن العاصوف والشحرور



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon