توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحرب على إيران على نار هادئة

  مصر اليوم -

الحرب على إيران على نار هادئة

بقلم : سوسن الشاعر

 لا يحتاج الأمر إلى مواجهة عسكرية مع إيران كي نتخلص من مشروعها التوسعي الخطير والمهدد لأمننا وسيادتنا، فالمواجهة العسكرية أصبحت شكلاً من أشكال الحروب التقليدية البائدة والمكلفة. الحروب كما نرى لها أشكال غير تقليدية، وهي أكثر تأثيراً، وتنخر النظام الحاكم من الداخل، وترغمه على التهاوي.

كما لا يحتاج الأمر انتظار قرار الإدارة الأميركية بالتخلي عن الاتفاق النووي الإيراني، أو انتظار اقتناع أوروبا بخطورة هذا النظام على الأمن الدولي كله، كي نعرف إن كانوا جادين في مواجهة المشروع الإيراني أم لا، فقد وصلت لهم الصورة واضحة، ويبقى القرار نابعاً من مصالحهم الخاصة لا من مصالحنا.

الاستراتيجية التي تتبعها المملكة العربية السعودية الآن هي الأنجع والأكثر فعالية والأقل تكلفة. أهم ما في الموضوع ألا تكون السعودية في عجلة، دعوها على نار هادئة! وتتركز في جعل تكلفة وجود إيران خارج حدودها تكلفة عالية الثمن، بعد أن كانت تتحرك بأريحية في الساحة العربية دون اعتراض أو تدخل من دول الخليج، على مدى العقود الثلاثة الماضية، احتراماً للعهود والمواثيق الدولية، ولشؤون الشعوب العربية الخاصة.

بفضل التحول في السياسة السعودية الذي ركز على استهداف الوجود الإيراني، أصبح الاحتفاظ بقواعد النظام الإيراني في سوريا مكلفاً مادياً وبشرياً، وذلك بالتعاون والتنسيق الدولي بين المملكة والولايات المتحدة، دون انتظار لموافقة روسية أو موافقة بطبيعة الحال من نظام متهاوٍ فيها. واستنزافها مالياً وبشرياً أصبح أمراً واقعاً. دعوها تغرق في مستنقعها، وتنشغل بالتصدي للهجمات المتصاعدة على قواعدها، وهذا ما يحدث الآن دونما حاجة لأي تصادم مباشر.

وكذلك في اليمن، عميلها الخائن منهك ومستنزف، ويحتاج دوماً إلى مزيد من الصواريخ الباليستية والخبراء، لمساعدتهم للبقاء صامدين أمام غارات التحالف. وها هم يُحصدون واحداً تلو الآخر.

على الشعب الإيراني أن يعرف أن نظامه سيدفع ويبذل كثيراً من المال والرجال للاحتفاظ (بمكاسبه) في الدول العربية، إذ ستتضاعف حاجته لابتعاث مزيد من (الخبراء) لدعم ميليشياتهم المسلحة العميلة، الذين سيعودون لهم في توابيت، كما يحدث الآن في سوريا واليمن.

وعلى الشعب الإيراني كذلك أن يعرف أنه سيحتاج لكثير من المال، لشراء ذمم العرب من عملائه لتوظيفهم لخدمته.

حين كانت الساحة السياسية خالية صافية لهم ليعبثوا فيها، امتنعت السعودية عن التدخل في لبنان أو العراق أو دول عربية أخرى، على أساس أن تلك الدول لها سيادتها؛ ولكن جاءنا الشر الإيراني من العراق ومن لبنان، وأصبح التدخل مشروعاً ما دامت الدولة لم تكبح جماح الأحزاب الموالية لإيران. وها هي السعودية تشجع حلفاءها حلفاءها من أحزاب تلك الدول من أجل التخلص من النفوذ الإيراني، رغم أن فوهة المسدس الإيراني موجهة إلى رأس الشعبين العراقي واللبناني في انتخاباتهم الحالية.

الجديد في هذه الدول أن إدراك الخطر الإيراني بدأ يتصاعد حتى عند التيارات الموالية لها؛ سواء بسبب حجم النهم والطمع الإيراني لاستنزاف موارد تلك الدول، أو بسبب حملات التوعية واستنهاض الروح العربية لدى تلك الشعوب التي تقودها السعودية، وأيا كانت الأسباب، فإن مقاومة في المناطق الشيعية تحديداً لتلك الزعامات الموالية لإيران بدأت تتسع.

صحيح أن فرصة التغلب على الأحزاب العميلة لإيران ضئيلة حالياً في العراق ولبنان، بعد أن تغلغل النفوذ الإيراني وسط الأحزاب الموالية له، بالابتزاز وبالتهديد وبشراء الذمم وبتغيير القوانين وتجييرها لصالحها، كما حدث في لبنان لعقود طويلة، إلا أن الصوت المناهض لإيران وعملائها بدأ يتجرأ على الارتفاع في العلن، وذلك أمر لم يكن له وجود قبل سنتين فقط ويحتاج إلى دعم.

يساعدنا في توعية الشعوب العربية بالخطر الإيراني طمع هذا النظام ونهمه، فإيران مدت يدها حتى وصلت للجزائر والمغرب أيضاً، مما يسهل علينا عملية إقناع تلك الدول بخطورة النظام الإيراني، وضمهم لحلفنا في محاربة نفوذه، خاصة أن إيران لا يهمها طبيعة الميليشيات المتمردة التي تسلحها، فهي إلى جانب تسليحها للميليشيات الشيعية كـ«حزب الله»، و«الحشد الشعبي»، والحوثيين، تسلح إيران «القاعدة»، وأخيراً تقدم السلاح لما يعرف بجبهة البوليساريو! فالهدف الأساسي من دعم التنظيمات المتقاتلة هو تفريغ الدولة العربية من سلطتها المركزية، بالتمرد، ومن ثم سقوط النظام الموجود، فيحدث الفراغ الذي تريد إيران تعبئته.

فإن نجحنا في التصدي لعملائها في الخارج بهذه السياسة الذكية الهادئة، إلى جانب دعم الحركات الانفصالية والمعارضة الإيرانية في داخلها، وإن نجحنا في حث المجتمع الدولي على فرض العقوبات الاقتصادية عليها، فإننا لن نحتاج مواجهة عسكرية معها. دعوها تنضج على نار هادئة.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب على إيران على نار هادئة الحرب على إيران على نار هادئة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon