توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لقطات: بل هى ثورة مستمرة .. وفى انتظار العدالة الاجتماعية

  مصر اليوم -

لقطات بل هى ثورة مستمرة  وفى انتظار العدالة الاجتماعية

بقلم - جودة عبد الخالق

سبع سنوات مضت منذ اندلاع شرارة الثورة فى كل من تونس و مصر. ثورتا الياسمين و اللوتس، كما شاعت تسميتهما. فما الذى تحقق؟ وتقتضى الإجابة عن هذا السؤال التوصيف العلمى لهذين الحدثين المُزَلْزِلَين. علميا، ما حدث هو انطلاق ثورة و ليس اندلاع فوضى أو نكبة أو هوجة كما تروج بعض الأوساط. فـ “الثورة” فى نطاق تطور الأمم هى عملية تغيير جذرى فى أوضاع المجتمع- تغيير واسع و عميق. و للثورات قانون عام يحكم حركتها. منطوقه: الثورة تستغرق وقتا طويلا. و تمر بعدة مراحل من المد و الجذر و الفوضى. و تتبادل خلالها قوى الثورة و القوى المضادة المواقع بين الانتصار و الانكسار. و لها دائما ضحاياها؛ بل إنه كثيرا ما أكلت الثورة أبناءها! على سبيل المثال، الثورة الإنجليزية استمرت أكثر من ثمانين عاما (1603- 1688)، و مرت بأربع مراحل. و الثورة الفرنسية استغرقت أكثر من ربع قرن (1789-1815)، و مرت بست مراحل عادت فى إحداها أسرة البوربون إلى السلطة.

والملاحظ أن الدوائر الغربية تُرَوِّجُ لمقولة أن تونس نجحت فى إنجاز تحول ديمقراطى و أن مصر فشلت فى ذلك. و الصحيح هو أن تونس ربما قطعت خطوات أكبر من مصر على طريق التحول الديمقراطى. لكن هذا لا يعنى أن تونس نجحت و مصر فشلت. فالمقارنة بين الحالتين لا بد أن تأخذ بعين الاعتبار ما يسمى الشروط الأولية. ففى حالة تونس، كان للإجراءات الاجتماعية التى طبقها بورقيبة مثل نشر التعليم و تمكين المرأة فضل كبير فى تقوية المجتمع المدنى. كما أن النقابات العمالية فى تونس ظلت مستقلة عن السلطة إلى حد كبير. أما فى مصر، فقد نتج عن التأميمات واسعة النطاق فى عهد عبدالناصر إخضاع التنظيمات العمالية لنفوذ الدولة. و بينما بقى الجيش فى تونس بعيدا عن حلبة السياسة، لعبت القوات المسلحة فى مصر دورا مهما فى الحياة العامة.
وبعد انتصار أَوَّلِى لقوى الثورة فى كلا البلدين، فإن القوى المضادة استعادت الزمام فى المرحلة الحالية. يجسد ذلك فى تونس سيطرة حركة نداء تونس بالشراكة مع حزب النهضة، و فى مصر هيمنة إئتلاف دعم مصر. و هى قوى يمينية مضادة للثورة. و لذلك هناك إحساس بالإحباط الشعبى فى البلدين لأن شعار العدالة الاجتماعية الذى رُفِعَ عاليا فى المرحلة الأولى لم يتحقق. وبينما وجدت حالة الإحباط فى تونس تعبيرا لها فى المظاهرات التى اندلعت مؤخرا، حالت القبضة الأمنية الشديدة فى مصر مؤقتا دون اندلاع مظاهرات كمتنفس لحالة الإحباط. من هنا تبدو أهمية رصد طبيعة المسار العام فى البلدين منذ اندلاع الشرارة الأولى، و فهم حقيقة ما يجرى. و بناء عليه، فإن من السابق لأوانه القول بأن الثورة قد فشلت لمجرد أن قوى الثورة المضادة قد استعادت السيطرة. فكما يحدثنا تاريخ الثورات، هذه مجرد مرحلة ستعقبها مراحل أخرى، و ليست نهاية المطاف.

منذ سبع سنوات، هتفت الجماهير فى كل من مصر و تونس “الشعب يريد إسقاط النظام” و “عيش.. حرية.. عدالة إجتماعية”. وقد نجحت قوى الثورة فى إسقاط رأس النظام فقط، و لم تتغير السياسات الاقتصادية والاجتماعية التى ثار الناس ضدها. و تمت سرقة الثورة مرتين حتى الآن. فى الأولى كان السارق هو قوى الإسلام السياسى اليمينية (بقيادة حزب النهضة فى تونس و جماعة الإخوان فى مصر). و فى الثانية كان السارق هو عناصر النظام القديم بعد استعادتها مواقع السلطة و اتخاذ القرار. لذلك بقى استحقاق العدالة الاجتماعية فى البلدين حتى الآن ينتظر الإنجاز. وسيكون هذا دافعا لفوران اجتماعى فى صورة موجات ثورية متكررة. فالبندول لن يظل طويلا فى خانة الظلم والطغيان. الخلاصة أن ثورتى مصر وتونس ما زالتا فى مراحلهما الأولى. ومن الخطأ إصدار حكم عليهما بعد مرور سبع سنوات فقط. و سنظل نتلقى العزاء فى الثوار، لكن لن نتلقى العزاء فى الثورة. فالثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها.
حكمة اليوم:
(من قصيدة “نَكْبَةُ دمشق” لأمير الشعراء)
وللأوطانِ فى دَمِ كُلِّ حُرٍّ
يدٌ سَلَفَت و دَيْنٌ مُسْتَحَقُّ
ولا يَبْنِى المَمَالِكَ كالضحايا
و لا يُدْنِى الحُقوقَ و لا يُحِقُّ
وللحريةِ الحمراءِ بابٌ
بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ

 

 

نقلا عن الاهالي القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لقطات بل هى ثورة مستمرة  وفى انتظار العدالة الاجتماعية لقطات بل هى ثورة مستمرة  وفى انتظار العدالة الاجتماعية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon