توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عند «زبيدة» الخبر اليقين

  مصر اليوم -

عند «زبيدة» الخبر اليقين

بقلم - خالد سيد أحمد

الغضب العارم الذى تملك مؤسسات الدولة والشخصيات الإعلامية، تجاه الفيلم الوثائقى الذى عرضته هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، بشأن مزاعم الاختفاء القسرى فى مصر، له بالتأكيد ما يبرره، خصوصا وأنه عمد عن قصد أو غير قصد إلى تشويه صورة البلاد فى الخارج.

ففى هذا الفيلم الوثائقى، ادعت سيدة مصرية ان ابنتها الشابة وتدعى «زبيدة» اختفت منذ 10 أشهر، بعد احتجازها من قبل الشرطة، وانها تعرضت لانتهاكات جسدية بالغة، لكن «زبيدة» نفسها جاءت بالخبر اليقين، ونفت فى تصريحات خاصة للإعلامى عمرو أديب، ما قيل عن اختفائها قسريا، وقالت إنها متزوجة وانجبت مولودا منذ 15 يوما.

حكاية «زبيدة» تشبه كثيرا حكاية عمر نجل إبراهيم الديب، القيادى الإخوانى الموجود فى تركيا، والذى ظلت وسائل الإعلام الإخوانية التى تبث من الخارج فى الإدعاء بأنه كان مختفيا قسريا، بعد إعلان وزارة الداخلية عن تمكنها من رصد وتحديد والقضاء على 10 عناصر ــ بينهم عمر ــ تابعين لخلية إرهابية وجدت داخل شقتين فى منطقة أرض اللواء بالجيزة، ثم ثبت بعد ذلك وبالدليل القاطع أن عمر انضم إلى تنظيم داعش الإرهابى، وظهر فى الإصدار المصور الأخير لمجلة «حماة الشريعة» التابعة للتنظيم.

سقطة الـ«بى بى سى» صاحبة التاريخ العريق والمهنية العالية والقواعد الإعلامية الرفيعة، عندما عرضت هذا الفيلم متضمنا تلك الادعاءات من دون التحقق منها، وتبنيها وجهة نظر واحدة، وتجاهلها الحديث مع الجهات الرسمية المصرية لسماع رأيها فى القضية، دفع الهيئة العامة للاستعلامات إلى مطالبتها بتقديم اعتذار عما ارتكبته من خطأ مهنى لا يمكن أن ترتكبه مؤسسة فى حجم هيئة الإذاعة البريطانية، كما دعت هيئة الاستعلامات المسئولين المصريين وقطاعات النخبة المصرية إلى مقاطعتها والامتناع عن إجراء مقابلات أو لقاءات مع مراسليها ومحرريها، حتى تعتذر رسميا وتنشر ردها على ما ورد فى تقريرها غير الصحيح.

الغضب لم يقتصر على الهيئة العامة للاستعلامات، بل وصل إلى المستشار نبيل صادق، النائب العام، الذى أصدر قرارًا بمتابعة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى وضبط ما يبث عنها ويصدر عنها عمدًا من أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام أو إلقاء الرعب فى نفوس أفراد المجتمع أو يترتب عليها إلحاق الضرر بالمصلحة العامة للدولة المصرية، واتخاذ ما يلزم حيالها من إجراءات جنائية.

هيئة الإذاعة البريطانية، اتجهت فى البداية إلى المماطلة بعد ثبوت عدم صحة ما عرضته، ثم تجاهلت هذا الغضب المصرى وكأنه غير موجود، وأخيرا رفضت تقديم اعتذار عما جاء فى تقريرها غير الصحيح، بل وأصدرت بيانا أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه «بيان تحدٍ»، شددت فيه على أنها «تساند مصداقية العمل الصحفى لفرقها».
واضافت انها «ستناقش الشكوى بشأن الفيلم الوثائقى مع السلطات المصرية فى الأيام المقبلة».

المؤسف فى هذه القضية، هو ان البعض فى مصر، وفى ظل حالة الاستقطاب السياسى الحاد، الذى يتسم به المشهد منذ سنوات، لا يجد حرجا فى التشكيك بنفى «زبيدة» نفسها لمسألة اختفائها قسريا، بل ويرى ان حديثها التليفزيونى تم تحت إكراه وضغوط، وانه يجب علينا تصديق رواية الـ «بى بى سى»، بينما واذا استخدمنا هذا المبدأ فى التعامل، فإنه يمكننا ايضا نطالب هيئة الإذاعة البريطانية، بأن تثبت صحة ما عرضته من ادعاءات ومزاعم وردت على لسان والدة زبيدة!.

على اية حال، نعلم ان هناك غضبا كبيرا فى مصر تجاه الـ«بى بى سى»، لكننا نحتاج إلى «ترشيد» هذا الغضب، حتى لا يتحول إلى عاصفة هوجاء تضر أكثر مما تنفع، خصوصا فى مسألة المقاطعة الإعلامية.. فهذه المقاطعة لن تخدم موقفنا، وستخلى الساحة لمن يريد الإضرار بصورتنا فى الخارج، ويجعل من هذه المؤسسة العريقة القوية إعلاميا عدوا للدولة المصرية مثل قناة الجزيرة القطرية، والأفضل هو إقامة حوار جاد معها للوصول إلى آلية فى التعامل بعيدا عن فرض الشروط المسبقة، حتى لا يغيب صوت مصر الرسمى عن نافذة لها تأثيرها على المستوى الدولى.

نقلا عن الشروق القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عند «زبيدة» الخبر اليقين عند «زبيدة» الخبر اليقين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon