توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ستيفن هوكينغ الفلسطيني

  مصر اليوم -

ستيفن هوكينغ الفلسطيني

بقلم : مصطفى زين

 كان ستيفن هوكينغ في الواحدة والعشرين عندما أصيب بمرض تلف الأعصاب. قدر الأطباء أن موته محتم بعد سنتين على الأكثر. خيب كل توقع. عاش مقعداً حتى السادسة والسبعين. أصبح أهم عالم فيزياء بعد أينشتاين، وقد تجاوزه باكتشافاته. حرص على تبسيط هذه الاكتشافات المعقدة لتقريبها إلى الناس العاديين فوضع كتابه «موجز تاريخ الزمن» عام 1988، مناقضاً التفسير الغيبي السائد لنشوء الكون وتطوره بأسلوب مبسط.

العالم الأشهر كان مشغولاً أيضاً بالسياسة، بمعناها الإنساني. رفض لقب سير الذي تمنحه الملكة للمتفوقين في العلوم والرياضة والموسيقى... احتجاجاً على النقص الكبير في تمويل الأبحاث العلمية في بريطانيا. وكان يطالب دائماً بتمويل القطاع الصحي المجاني وعدم تخصيصه. ويقول: «لولا العناية الطبية المجانية التي تلقيتها لمت من زمن طويل».

رفض دعوة لإلقاء خطاب خلال ندوة برعاية شمعون بيريس احتفالاً بعيد ميلاده التسعين، ورفض جائزة علمية إسرائيلية. وانطلاقاً من حسه الإنساني أيضاً انحاز إلى الفقراء وإلى القضايا العادلة ومنها القضية الفلسطينية. وشكل انضمامه إلى الحملة الأكاديمية لمقاطعة إسرائيل (B.D.S)، دعماً كبيراً لهذا التحرك الذي يقلق الدولة العبرية أكثر من التهديدات العنترية التي تتلقاها ليلاً ونهاراً. ويطرح انضمامه إلى الحركة سؤالاً كبيراً على المثقفين العرب الذين تقاطروا إلى إسرائيل للقاء بيريس، خلال هجمة السلام الديبلوماسية العربية في تسعينات القرن الماضي، وعادوا ليكرزوا بمحاسن اللقاء وبالديموقراطية الصهيونية. كما يطرح سؤالاً كبيراً على هذا الشاعر أو ذاك الروائي أو السينمائي أو الصحافي العربي الذي ينشر أخباره التطبيعية مفتخراً بخرق التابوات، واصماً كل من يدعو إلى المقاطعة بالتحجر الفكري، متجاهلاً أن كبار المثقفين الأوروبيين والأكاديميين ينضمون إلى حملة المقاطعة غير عابئين بتهمة اللاسامية التي تلصق بهم. فالموقف الإنساني لديهم يعلو على كل خوف أو سياسة أو انحياز ديني أو عقائدي. ويعري بروباغندا نشر الحرية والديموقراطية والعدالة والمحافظة على حقوق الإنسان، وقتله باسم هذه القيم التي تدعي إسرائيل تمثيلها في الشرق الأوسط، تماماً مثلما يفعل تنظيم «داعش» باسم القيم الإسلامية.

في موقف مليء بالادعاء والعنصرية تأخذ إسرائيل على هوكينغ موقفه الإنساني، ويقول أحد منتقديه أنه نسي فضلها عليه، فبواسطة التكنولوجيا التي ابتدعتها استطاع التواصل مع العالم بالتحدث عبر الكومبيوتر. والحقيقة أن مبتدع هذه التكنولوجيا هو الأميركي روجر مور، وبفضل سام بلاكبورن استطاع العالِم التحدث، وتنسبها إسرائيل إلى علمائها مثلما تنسب المأكولات الفلسطينية إلى تراثها. ولنفرض جدلاً أن علماءها ابتدعوها فهل يبرر ذلك طرد الفلسطينيين وقتلهم وتشريدهم؟ وهل يبرر اختراع أميركا القنبلة النووية استخدامها لإبادة الجنس البشري؟ أو هل كان على هوكينغ الوقوف إلى جانب العنصرية لأنه عبقري واكتشافاته عظيمة؟

وصفت إسرائيل هوكينغ بـ «الدُرة الأشد بريقاً والأغلى ثمناً الذي نجحت حركة المقاطعة في تجنيده». بريق هذه «الدرة» لن يخبو علمياً وإنسانياً.

 نقلا عن الحياه اللندنية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ستيفن هوكينغ الفلسطيني ستيفن هوكينغ الفلسطيني



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon