توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القضية الكردية مجدداَ

  مصر اليوم -

القضية الكردية مجدداَ

د. نيفين مسعد

 ما كادت صفحة انفصال كردستان العراق تُطوَى -مؤقتا- عقب تطورات استفتاء سبتمبر 2017، حتى فُتِحَت صفحة انفصالية جديدة فى كردستان سوريا للدقة فإن سطور صفحة الانفصال الكردية السورية تُكتَب بهمة منذ فترة طويلة وبشكل خاص منذ مشاركة الأكراد فى الحرب على داعش وتحريرهم أراضى واسعة سيطر عليها هذا التنظيم الإجرامي. وفى هذا السياق سمعنا عن دولة زروچ آفاس أو دولة كردستان الغربية فى سوريا على أساس أن الجناح الشرقى لهذه الدولة مكانه إيران والشمالى مكانه تركيا والجنوبى مكانه العراق، ثم تابعنا الخريطة الانتخابية ثلاثية المراحل لتكوين أُطر وهياكل هذه الدولة بدءا بانتخابات مجالس الأحياء فى سبتمبر الماضى (أى فى شهر استفتاء أكراد العراق نفسه)، مرورا بانتخابات الإدارات المحلية فى ديسمبر،  وها نحن فى انتظار انتخابات مؤتمر الشعوب الديمقراطى (أى البرلمان) التى كان قد تحدد موعدها فى شهر يناير الجاري. لكن التطور الجديد فى القضية الكردية السورية هو إعلان الولايات المتحدة عزمها تكوين قوة كردية من ثلاثين ألف فرد تكون مهمتها حماية حدود منطقة كردستان، هذا التطور واجهته تركيا بالإعلان عن عملية عسكرية مرتقبة على عفرين وهى قاعدة الإقليم الثالث من أقاليم المنطقة الخاضعة لنفوذ الأكراد، ومن جانبه وجه الاتحاد الديمقراطى الكردى فى سوريا نداء للمجتمع الدولى من أجل إعلان كردستان منطقة آمنة.

الملاحظة الأولى على هذا التطور أنه يكشف مدى تخبط السياسة الخارجية الأمريكية حيال سوريا وكذلك حيال الكثير من الملفات الأخرى ، فلقد سبق أن وعدت الإدارة الأمريكية تركيا بأنها ستجمع أسلحة قوات سوريا الديمقراطية بعد القضاء على داعش، ومع أنه قد يقال إن الحرب على داعش لم تنته بعد مما يبرر استمرار الدعم العسكرى الأمريكى لقسد، إلا أن الإعلان عن تشكيل قوة جديدة قوامها ثلاثين ألف فرد والالتزام بدعمها لمدة عامين قادمين أمر يحتاج لتفسير. ولقد حاولت آن برنارد فى مقالها المنشور فى النيويورك تايمز يوم 16 يناير الجارى أن تبحث عن هذا التفسير لدى بعض أبرز المحللين الأمريكيين المعنيين بالشأن السورى فلم تتوصل لإجابة واحدة, فمنهم من قال إن هدف القوة منع ظهور داعش مجددا، ومنهم من قال إن هدفها هو إقامة دولة كردية شمال نهر الفرات حيث الطاقة الكهربائية واحتياطات النفط والغاز، ومنهم من قال إن الهدف هو الوقوف بالمرصاد لإيران فى سوريا، وكان طريفا أن هناك من تشكك فى أن تلتزم الإدارة الأمريكية بدعم القوة الناشئة لمدة عامين أصلا أو تساءل وماذا بعد العامين؟. رأيى أن إيران هى عقدة الإدارة الأمريكية وهى حتى الآن تجرب كل الطرق من أجل حل هذه العقدة: الضغط لتعديل الاتفاق النووي، والعقوبات الاقتصادية المتوالية، والتنسيق مع أوروبا للتفاوض مع إيران حول برنامجها الصاروخى وأيضا حول تمددها فى المنطقة، وصولا إلى تفكيك مناطق النفوذ الإيرانى فى سوريا كما فى العراق، هنا لا ننسى أن معارضة الإدارة الأمريكية استفتاء كردستان العراق ارتبطت بتوقيت الاستفتاء لا أكثر ولا أقل لكن مشروع تفكيك العراق جاهز كما هو مشروع تفكيك سوريا فى إطار شرق أوسط جديد.

الملاحظة الثانية ترتبط بالتكلفة السياسية للوحدة الكردية المنتظرة، مبدئيا هناك الصدام الأمريكى -التركى الوشيك تفهاهو وزير خارجية تركيا يعلن قبل يومين فى صلف لا مثيل له إن بلاده سترد على التهديدات الإرهابية التى تستهدف القوات التركية فى إدلب ودرع الفرات كما تستهدف الجيش السورى الحر وأيضا تستهدف تركيا، وكما نلاحظ فإن القسم الأعظم من المعارك التى يعد الوزير التركى بخوضها يدور على الأرض السورية, ورغم ذلك فإن مولود جاويش أوغلو لا يتردد فى رفض «معارضة أى جهة لما ستقوم به تركيا فى هذاالشأن»! من جهة أخرى فإن القوة الكردية المرتقبة تدفع بتركيا وإيران لمزيد من التنسيق فى مواجهة الخطر المشترك وهذا ما لا ترجوه الإدارة الأمريكية بالتأكيد، وليس مؤكدا كيف سترد روسيا. هذا كله فضلا عن إرباك المشهد الداخلى شديد الارتباك أصلا فى سوريا، فهناك قوى كردية ليست على وفاق مع حزب الاتحاد الديمقراطى - الذى تتبعه قسد - ومن شأن الخطوة الأمريكية المفاجئة أن تعمق الشرخ بين الجانبين لأن الاتحاد متهم بأنه لا يتشاور مع أحد، وهناك العديد من فصائل المعارضة السياسية والعسكرية السورية التى ترفض إنشاء القوة الكردية لأنها تكرس التقسيم وهو رفض قد يؤثر على خريطة تحالفاتها الدولية. وهكذا فإنه بشيء من التنويع يذكرنا هذا الوضع بما كان عليه الحال عشية الاستفتاء فى شمال العراق عندما حذّر الجميع من المضى قدما فيه لكن أصّر عليه الحزب الديمقراطى الكردستاني، ثم كان ما كان.

الملاحظة الأخيرة أن هناك عرضا قدمه وليد المعلم وزير الخارجية السورى قبل شهور للتفاوض مع الأكراد على الحكم الذاتى يستحق الاهتمام، صحيح أنه لا ثقة متبادلة بين الجانبين لكن تطورات الواقع على الأرض تضغط فى اتجاه منع التقسيم وتلك ورقة مهمة بيد الأكراد، ونحن نعلم أن القرار الصائب إنما يستمد صوابه من عناصر كثيرة منها اتخاذه فى الوقت المناسب، ليتخذ أكراد سوريا قرارهم فى الوقت المناسب ويعوا جيدا دروس التاريخ البعيد والقريب، وأهم درس أن أمريكا كثيرا ما خذلت حلفاءها.

 

نقلا عن الاهرام القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القضية الكردية مجدداَ القضية الكردية مجدداَ



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon