توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيناء بين التحرير والتعمير

  مصر اليوم -

سيناء بين التحرير والتعمير

بقلم - عـــلاء ثابت

 حتي أيام قليلة مضت كنّا نفهم ونتعامل مع العملية «سيناء 2018»، التي تنفذها القوات المسلحة ومعها قوات الشرطة، علي أنها عملية شاملة بالمعني العسكري والأمني، تستهدف ملاحقة الإرهابيين، وتضييق الخناق عليهم لاجتثاث الإرهاب من كامل التراب المصري، انطلاقا من تطهير سيناء من ذلك الوباء، في غضون المهلة الزمنية التي كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد حددها للقوات المسلحة لإنهاء تلك المهمة، التي أعتقد أنها تمثل التحرير الثاني لسيناء الغالية، بعد نجاح واكتمال عملية تحريرها الأول من الاحتلال الإسرائيلي، قبل ما يزيد علي ربع قرن. وكما أن مصر لم تكن لترضي في عملية التحرير الأولي ببقاء شبر واحد من أرض سيناء محتلا، فإنها في عملية التحرير الثانية لا تقبل كذلك بوجود الإرهاب علي شبر واحد منها أو مروع لمواطن واحد من مواطنيها، مهما تكن التحديات والتضحيات، ومن ثم استلزم الأمر أن تكون العملية »سيناء 2018« شاملة.

الجديد الذي فاجأ الرئيس السيسي المصريين به في بداية الأسبوع بشأن سيناء، هو إطلاق عملية شاملة أخري، ولكن في مجال التعمير والتنمية انطلاقا من المبدأ، أو الرؤية التي التزم بها الرئيس منذ اليوم الأول لتوليه المسئولية، والتي عنوانها العريض أن مواجهة الإرهاب لم ولن تثني الدولة عن السير في طريق البناء والتنمية. والواقع أن فكرة تنمية وتعمير سيناء ليست بالفكرة الجديدة، إذ إن تعمير سيناء ظل بندا أساسيا علي أجندة تصريحات الحكومات المصرية منذ تحريرها، ولكن ما تحقق علي أرض الواقع كان متواضعا للغاية، ومقتصرا علي مناطق محددة، واتخذ كثيرون من ذلك دليلا علي عدم رغبة الدولة أو عدم جديتها في تنمية سيناء.

وفِي ظل ذلك الوضع من التقاعس والإهمال تفاقمت مشكلات المواطنين في سيناء رغم الإمكانات الكثيرة المتوافرة في تلك المنطقة. وخلال السنوات التي أعقبت ثورة يناير 2011 حتي نهاية سنة حكم جماعة الإخوان الإرهابية زادت معاناة سيناء نتيجة الاضطرابات الأمنية، ومحاولة العناصر الإرهابية استخدام سيناء واستهدافها، في الوقت الذي سعت فيه تلك العناصر إلي استخدام سيناء ملاذا آمنا، واستهدافها بترويع المواطنين نتيجة العمليات الإرهابية التي وصلت إلي قمة دمويتها في مجزرة «مسجد الروضة» ببئر العبد بشمال سيناء، وهي المجزرة التي لاشك أنها كانت أحد أهم الأسباب التي دفعت باتجاه تبني إستراتيجية مختلفة في التعامل مع الإرهاب.

وقد حاول الإرهاب، باستخدامه سيناء واستهدافها استنزاف القوات المسلحة وإرباك الدولة، وهز ثقة المواطنين في قدرتها علي حماية سيناء ثم الادعاء لاحقا بأن تراجع تلك القدرة راجع إلي انغماس القوات في الشئون الداخلية وتخليها عن مهمتها المقدسة في حماية الوطن. كان ذلك هو العنوان العريض لمخطط الجماعات الإرهابية وداعميها، إلا أن بسالة القوات المسلحة وجاهزيتها أفشلت ذلك المخطط، كما أفشلت مخططات كثيرة غيرها. والحقيقة فإن إصرار الرئيس علي طرح مشروع تعمير سيناء، بينما العملية العسكرية الشاملة ضد الإرهاب لم تنته بعد، يؤكد أن تحقيق أهداف العملية »سيناء 2018« بات أمرا محسوما، وأن عملية اجتثاث الإرهاب نهائيا لا يمكن لها أن تكتمل علي النحو الأمثل دون حدوث تنمية حقيقية تكون بمنزلة شهادة وفاة للإرهاب في سيناء، ويقطع الطريق علي كل الادعاءات والشائعات حول إمكان التنازل عن جزء من سيناء في إطار ما يسمي صفقة القرن. وهنا قال الرئيس: «حتي لا يفكر أحد أن مصر ممكن تفرط في سيناء.. إحنا بنتكلم عن 275 مليار جنيه يعني إحنا هندفعها علشان نديها لحد تاني ولا أيه!!».

وحتي لا يكون مصير مشروع تنمية سيناء الحالي المقدر أن يتكلف 275 مليار جنيه، كالمشروعات التي شهدتها العقود السابقة، فإن الرئيس السيسي طرحه باعتباره مشروعا قوميا حدد لإنجازه أربع سنوات، لابد أن تحتشد له كل طاقات الحكومة والمجتمع. ومن ثم دعا الرئيس، أو بالأحرى، أطلق نداء قوميا للمصريين للإسهام في تمويل المشروع، علي اعتبار أن مسئولية تنمية سيناء تقع علي الجميع، ولابد أن يكونوا شركاء في التنمية، كما أنهم شركاء في مواجهة الإرهاب. ومن ثم أطلق صندوق «تحيا مصر» قبل يومين مبادرة تنموية جديدة باسم «سيناء غالية علينا» وفتح حسابا لتلقي التبرعات والإسهامات من كل المواطنين لدعم المشروع، وفِي مقدمتهم بطبيعة الحال رجال الأعمال. كما استطاعت الدولة توفير جزء كبير من  التمويل من بعض الصناديق السيادية بكل من السعودية والكويت والإمارات، بقروض تم تقديمها لمصلحة تعمير سيناء. باختصار فإن سيناء الْيَوْمَ علي أعتاب التحرير الثاني والتعمير الحقيقي الأول، بكل ما يمثله هذا وذاك من أهمية للأمن القومي المصري بمفهومه الشامل.

نقلا عن الاهرام القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيناء بين التحرير والتعمير سيناء بين التحرير والتعمير



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon