توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

احذروا من انسحاب الشباب نهائيًا

  مصر اليوم -

احذروا من انسحاب الشباب نهائيًا

بقلم - عماد الدين حسين

فى اليوم التالى لإبعاد سامى عنان عن الترشح لانتخابات الرئاسة والتحفظ عليه، ذهب بعض الشباب الذين حرروا توكيلات للمحامى الحقوقى خالد على إلى مقر حملته، وطلبوا استعادة توكيلاتهم.

بعض القائمين على الحملة سألوهم عن السر وراء هذا الطلب الغريب. الشباب أجابوا بأن أسرهم أصيبت بالقلق والهلع والرعب من التطورات الأخيرة، وخافوا كثيرا على أولادهم، وطالبوهم بسرعة التوجه إلى مقر الحملة وإلغاء توكيلاتهم، حتى لا تتعرض حياتهم لأى مكروه.

هذه الرواية سمعتها من أحد كبار الداعمين لحملة خالد على مساء يوم الأربعاء الماضى، حينما قابلته صدفة فى استوديو قناة فضائية قبل يوم من إعلان خالد على انسحابه رسميا من السباق الانتخابى. وفى تقديرى أن هذه الحكاية هى أخطر التداعيات التى صاحبت التطورات الأخيرة.

هؤلاء الشباب الذين ذهبوا لاسترداد توكيلاتهم كانت أعمارهم فوق العاشرة بقليل حينما قامت ثورة ٢٥ يناير، وحينما يذهبون إلى مكاتب الشهر العقارى لعمل توكيلات لأى مرشح، فالمعنى الحقيقى أنه لايزال هناك بعض الأمل، فى عدم هجران الشباب ــ أو حتى بعضهم ــ للمشاركة السياسية. وحينما يذهب هؤلاء ويشاركون ثم يصابون بهذه الصدمة، ويقررون استرداد توكيلاتهم فذلك ثمن فادح، سوف يدفعه المجتمع بأكمله إن آجلا أو عاجلا للأسف الشديد.

هذا الشباب استجاب لما يطلبه منهم المسئولون طوال الوقت، بالمشاركة فى العملية السياسية الرسمية والطبيعية. لم يتظاهروا فى الشوارع ــ حتى ولو سلما ــ ولم ينضموا لتنظيمات متطرفة، ولم يحملوا السلاح، ويتحولوا إلى إرهابيين كما فعل غيرهم. وأغلب الظن أن غالبية هؤلاء الشباب أولاد الطبقة المتوسطة القريبة من يسار الوسط الديمقراطى ويعادون فطريا التنظيمات الظلامية المتطرفة. هم يريدون حياة سياسية طبيعية، بها تعددية وتنوع واختلاف، فى إطار القانون والدستور والدولة المدنية.

إقدام هؤلاء على الانسحاب ومحاولة استرداد توكيلاتهم لهما تداعيات خطيرة للغاية. هناك احتمالات كثيرة لهم، إما أن ينضموا إلى حزب الكنبة، «ويشتروا دماغهم أو يكبروها»، وهناك احتمال أن يكفروا بالعملية السياسية برمتها، واحتمال أسوأ أن يتطرفوا بعد أن سلكوا الطريق المشروع والقانونى وانصدموا صدمة كبيرة.

مرة أخرى لا أتحدث عن القانون والدستور، بل عن المواءمة والإدارة الرشيدة، وكيفية جذب الجميع أو الغالبية للعملية السياسية بكل الطرق المشروعة.

سيقول قائل: وهل منعت الحكومة أنصار خالد على من عمل التوكيلات؟!.

الإجابة هى: لا طبعا، وقد يقولون أيضا إن خالد على «تلكك» وانسحب بعد أن أدرك أنه لن يكون قادرا على جمع الـ٢٥ ألف توكيل. وقد يرد خالد على وأنصاره، ويقولون إنهم تعرضوا لمضايقات وعراقيل ومعوقات كثيرة، وقد يكون كل ما سبق صحيحا أو خاطئا. لكن أنا لا يشغلنى اليوم هذا السجال بين خالد على وأنصار الحكومة، بل ما يشغلنى هو الرسالة السلبية التى وصلت إلى قطاعات كثيرة من المجتمع خصوصا الشباب.

والمحزن أن كثيرين لا يلتفتون لهذا الأمر، وخسائره المستقبلية الفادحة. هؤلاء لا يقدرون الآثار السلبية جدا للكوميديا السوداء التى انطلقت عقب التحفظ على عنان أو انسحاب خالد على وقبله محمد أنور السادات.

مرة أخرى لا أدافع عن هؤلاء بل ربما بعضهم ارتكب أخطاء قاتلة، وبعضهم لم يكن مستعدا عمليا للانتخابات بالمعنى الحقيقى، لكن ما أقصده هو «التريقة والقلش والتنكيت» التى انطلقت على وسائل التواصل الاجتماعى حتى بين بعض من يقول علنا إنه مع الحكومة!!.
من أسوأ الآثار أن يبدأ كثيرون فى التعامل مع انتخابات أهم منصب فى مصر، بهذا الشكل من الخفة واللامبالاة.

 

 

نقلا عن الشروق القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احذروا من انسحاب الشباب نهائيًا احذروا من انسحاب الشباب نهائيًا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon