توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا عقلاء مصر.. انقذوا مستشفى المجانين!

  مصر اليوم -

يا عقلاء مصر انقذوا مستشفى المجانين

بقلم - عاصم حنفي

زمان زمان.. وفى عهد الباشوات والإقطاع والملك والاحتلال.. قامت المؤسسات الأهلية ببناء قصر العينى وجامعة القاهرة ومستشفى الأمراض العقلية وحدائق الحيوان والأندلس والأسماك والأورمان وغيرها.. كما قامت الجمعيات الخيرية ببناء العشرات من المدارس المحترمة وخصصت لها القصور الأثرية فى أجمل المواقع فى مصر المحروسة.

الآن.. وفى عصرنا الراهن والسعيد.. يفكر البهوات من الأغنياء الجدد فى تكرار ما فعله الأجداد بأسلوب عكسى تماما.. هم لا يكلفون خواطرهم ببناء حدائق أو مدارس أو مستشفيات عامة.. هم يكتفون بوضع اليد على ما هو قائم بالفعل.. والحجج كثيرة وقد حاولوا قبل سنوات الاستيلاء على حديقة الحيوانات بحجة تبدو معقولة.. وهى أن الحيوانات تختنق بفعل الغازات وتعانى حصار المبانى حولها.. ومن الأوفق والأفضل لها الانتقال إلى ساحات مفتوحة خارج المدينة.. والحجة كانت مقبولة لدى البعض.. لو أن البهوات قرروا إخلاء الحديقة من سكانها مع استمرارها كحديقة ومتنفس لأهل القاهرة.. لكن البهوات سارعوا فى الإعلان عن نيتهم بتحويل مساحة الحديقة البالغة خمسين فدانا.. تحويلها إلى ناطحات سحاب تباع بالشيء الفلانى.. وهو ما تصدى له المجتمع.. الذى رفض الفكرة ثم سارع وزير الثقافة وقتها.. فاروق حسنى.. بالإعلان عن أن الحديقة من القلاع الأثرية وقد بنيت فى 1865 وبالتالى لا يجوز المساس بها.

والآن يتكرر نفس السلوك العدائى تجاه مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية.. وهناك من يختلق المشاكل للمرضى هناك.. ويصور لنا أن نزلاء المستشفى يعانون الإهمال الناتج عن التكدس والازدحام.. وأن العاملين بالمستشفى وتحت ضغط التكدس يتعاملون بإهمال تام مع النزلاء.. وأن الأصول تقتضى نقل المستشفى من موقعه الحالى.. لتستولى عليه هيئة الاستثمار التى تحتاج إلى مساحات إضافية تضاف إلى مبناها الأنيق المجاور لمستشفى الأمراض العقلية.

مستشفى الأمراض العقلية ليس  مجرد مبان وعنابر.. وهناك الحدائق والمتنزهات والميادين والطرق الكثيرة.. وهو يقع كله على مساحة 83 فدانا.. وهو ثروة وهبرة كبيرة.. ويتصور السادة أنها ملكية عامة، ولن يدافع عنها المجتمع المشغول بالبحث عن لقمة العيش.. ومن حسن الحظ أن هناك من تدخل للدفاع عن المستشفى.. وهو الوزير الفنان فاروق حسنى.. وقد تدخل عام 2010 حين حاول البهوات الاستيلاء على المستشفى ونقل النزلاء إلى مدينة بدر فى قلب الصحراء.. لكن تدخل وزارة الثقافة حسم المسألة تماما.. على اعتبار أن المبنى الذى أقيم عام 1883 هو مبنى أثرى يخضع لإشراف هيئة الآثار.. وبالتالى لا يجوز هدمه أو الاستيلاء عليه.
ما حدث عام 2010 تكرر عام 2015 ويتكرر الآن.. ويحاولون اقتطاع مساحة ضخمة من حدائق المستشفى لتحويلها إلى جراج خصوصى لهيئة الاستثمار.. بحجة أن الحدائق غير مستغلة وقد سبق أن اقتطعت الدولة منها مساحات ضخمة أقامت عليها هيئة المعارض التى نعرفها الآن.
العلاج مجانى بمستشفى الأمراض العقلية.. والكشف بجنيه واحد شامل الأدوية.. وهو ما يفسر تعرضه لإهمال بالغ من الدولة التى تخلصت من فكرة مجانية العلاج.. ويضم المستشفى 46 قسما للعلاج النفسى.. وأقساما لا أعرف عددها لعلاج الإدمان وهناك أقسام خاصة بالأطفال.. أقسام للمراهقين.

وفى العالم وفى المتوسط هناك 50 سريرا لكل مائة ألف مواطن.. وعندنا فى مصر المحروسة أقل من عشرة أَسِّرة لكل مائة ألف مواطن.

وبدلا من نقل المستشفى وتشريد المرضى.. لماذا لا يخضع مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية.. أو السرايا الصفرا.. نسبة إلى لونه  الأصفر فى بداية إنشائه.. لماذا لا نخضع لحماية الدولة أو المنظمات والجمعيات الأهلية.. أسوة بما كان يحدث زمان زمان؟

نقلا عن مجله روزاليوسف القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا عقلاء مصر انقذوا مستشفى المجانين يا عقلاء مصر انقذوا مستشفى المجانين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon