توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صفعـة القـرن

  مصر اليوم -

صفعـة القـرن

بقلم - عبدالناصر سلامة

أعجبنى التعبير الذى أطلقه الرئيس الفلسطينى محمود عباس (صفعة القرن) حول ما تسمى (صفقة القرن) المتداولة حالياً للتسوية مع إسرائيل، من خلال إملاءات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ومن إخراج صهره جاريد كوشنر، وإعداد إسرائيلى واضح، ومباركة وترويج عدد من العواصم العربية، التى بدأ بعضها فى التمهيد لذلك، بالتشكيك فى المقدسات الإسلامية بالقدس، وفى مقدمتها المسجد الأقصى، بينما بدأ البعض الآخر فى الضغط على السلطة الفلسطينية، وذلك بالتلويح بورقة المساعدات، بينما التزم آخرون الصمت، على اعتبار أن الأمر لا يعنيهم!!.

وسواء كانت الصفقة تتحدث، كما كشف أبومازن، عن دولة فلسطينية عاصمتها «أبوديس» القريبة من القدس، أو كما روجت مصادر أخرى عن مدينة «رام الله» بالضفة الغربية، فإن أهم ما يجب أن نفطن إليه هو أن قرار الرئيس الأمريكى حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل كان سبباً رئيسياً فى كشف أبعاد هذه الصفقة من جهة، ودفع القيادة الفلسطينية إلى الاعتراض عليها من جهة أخرى، بل تلك الصحوة الشعبية الفلسطينية من جديد، ممثلةً فى العودة إلى مقاومة الاحتلال، بعد أن اكتشفوا للمرة المليون أنه لا أمل فى العرب، فما بالنا فى مثل هذه المرحلة المهترئة عربياً على كل الأصعدة؟!.

تعبير الرئيس الفلسطينى جاء خلال اجتماع المجلس المركزى لمنظمة التحرير الفلسطينية لبحث الرد على قرار ترامب، وقال عباس: «قلنا لا لترامب، ولن نقبل مشروعه»، فيما يشير إلى أن الموقف الفلسطينى العام حول قضية الأرض لا يقبل المساومة، حتى وإن بدت النزاعات الداخلية متفاقمة، ذلك أن حركتى حماس والجهاد رفضتا منذ اللحظة الأولى أى تفريط فى القدس، بل أى مبادلة للأراضى مع أى من دول الجوار، وهو ما تتضمنه الصفقة أيضاً، بالتالى أصبحت العواصم العربية محل الاتهام، مطالَبة بإعلان موقفها علناً من ذلك الذى جرى ويجرى على الساحة، أو بمعنى أدق غسل يدها من مثل هذه المؤامرة الأمريكية- الإسرائيلية.

يجب أن نعترف بأن النضال الفلسطينى فى مواجهة الاحتلال هو الأطول من نوعه فى التاريخ، يجب أن نعترف بأن هذه القضية ظلت حيّة على مدى ٧٠ عاماً بفضل تضحيات الشعب الفلسطينى، لا أكثر من ذلك ولا أقل، ذلك أنه من الصعب الإشارة إلى بيت أو أُسرة أو عائلة هناك بلا شهيد أو معتقل، أو بمعنى أصح بلا مجموعة من الشهداء ومجموعة من المعتقلين، يجب أن نعترف بأن الضغوط الدولية وأيضاً العربية للأسف، على الشعب الفلسطينى للقبول بتنازلات مخزية، استمرت طوال تلك السنوات، من خلال سياسة العصا والجزرة، إلا أن إيمان هذا الشعب بقضيته العادلة، هو الذى جعله يصمد فى وجه كل هذه الضغوط، كل هذه السنوات.

فى الوقت نفسه، يجب أن نقر بأن تغيراً سلبياً طرأ على الساحة العربية تجاه القضية الفلسطينية، على المستوى الشعبى أيضاً، وليس الرسمى فقط، بفعل وسائل الإعلام الموجهة سياسياً، والتى دأبت طوال الوقت على التشكيك بالنضال الفلسطينى تارة، والموقف السياسى هناك تارة أخرى، وهو ما أفرز أجيالاً لا تأبه لقضايا الأمن القومى ولا للمعتقدات الدينية، وهو ما سعت إسرائيل إليه دوماً من خلال بعض النخب السياسية والثقافية فى عدد من البلدان، هيمنت إلى حد كبير على مساحات واسعة فى الصحف والقنوات التليفزيونية، ومنتديات مشبوهة، استقطبت من خلالها مجموعات من المشوهين أخلاقياً واجتماعياً، فى مقابل فتات التمويل الأجنبى، الذى أصبح عنواناً صريحاً للعديد من المنظمات الأهلية، التى لم تعد بمرور الوقت تخجل من الاعتراف به.

أعتقد أن الموقف الرسمى الفلسطينى، الذى أعلنه الرئيس محمود عباس، فى مواجهة الهيمنة الأمريكية والضغوط العربية، يجب البناء عليه بمزيد من المواقف التى تصب باتجاه المقاومة وفقط، ذلك أن دولة الاحتلال قد أغلقت كل الطرق المؤدية إلى التسوية السلمية، فلا حل الدولة الواحدة يصبح مقبولاً لديهم، نتيجة ارتفاع أعداد الفلسطينيين مقارنة بالإسرائيليين، خاصةً إذا وضعنا فى الاعتبار عودة اللاجئين كحق مشروع نصت عليه قرارات الأمم المتحدة، ولا حل الدولتين أصبح متاحاً بفعل الأمر الواقع، نتيجة قرارات الضم الإسرائيلية للقدس ولأراضى المستعمرات فى الضفة الغربية، وهو ما يجعل من أى مباحثات فى المستقبل تحصيل حاصل، على غرار كل المباحثات السابقة.

على أى حال، يمكن القول إن الموقف الفلسطينى فيما يتعلق بما تسمى صفقة القرن، هو بمثابة تعبير عن الشعوب العربية الحُرّة، ذلك أنه أعفاها من احتجاجات كانت متوقعة، وصدامات كانت مؤكدة، فى ضوء ذلك التعتيم الذى تزامن مع إطلاق ذلك العنوان، الذى كان أشبه بالنكسة أو النكبة، مع كل سر كان يتكشف من أسراره بمحض الصدفة، أو حتى عن عمد، ذلك أن أصحاب القضية أدرى بشعابها، وليس ممكنا التفويض أو التنازل فيما يتعلق بالأرض، فما بالنا إذا كنا أمام الأرض المقدسة؟

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفعـة القـرن صفعـة القـرن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon