توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الواقع غير المعيش

  مصر اليوم -

الواقع غير المعيش

بقلم - أمينة خيري

أطالع الأخبار الرصينة الموثقة المؤكدة الواردة على موقع «المصرى اليوم». أقرأ وأستوعب وينتبانى شعور بأن «كله تمام» باستثناء حادث هنا أو عطل فنى هناك أو تصريح غير موفق هنا وهناك. إنها طبيعة الأخبار الرصينة، مهما ارتفع عدد قتلى الحادث، أو تعمَّقت آثار العطل الفنى، أو توحشت تبعات التصريحات المارقة.

تحرك «الفأرة» لتطالع ما يلى قسم الأخبار الرصينة. وليتك ما فعلت! فإنك ترى حياتك بجوانبها اللعينة، وتفاصيلها المخيفة، ومكوناتها المقرفة، ونعوتها التى تسببت فى إصابتك بالضغط والسكرى وما خفى كان أعظم. «مواطن كاد يفقد حياته على مطلع الدائرى». ألا تتعرض لذلك كلما اضطررت لاجتياز هذا الطريق اللعين؟ ألا تعرف على الأقل شخصين أو ثلاثة فقدوا حياتهم على هذا الطريق؟ ألست على يقين بأن مسؤولى تأمينه ومراقبته الذين يغطون فى نوم عميق يحظون بأكبر كم من الحسبنة من المظلومين والمظلومات؟

تقرأ عن مياه الصرف الصحى التى تحاصر عقارات فى المنصورة. تتذكر فوراً آخر مرة طفحت فيها ماسورة المجارى على مقربة من بيتك. تكاد الرائحة الكرهية تزكمك. تتضامن وتتعاطف فوراً من أقرانك المحاصرين بمياه الصرف فى المنصورة.

تطالع صوراً مصحوبة بقصة خبرية عن المعاناة التى يتكبدها أهل الدقى بسبب تراكم جبال القمامة حول بيوتهم ومدارس أطفالهم. تتذكر فوراً تل القمامة القابع عند أول شارعك، وكيف أنك تنزل أحياناً فى الليل البهيم لتهش القطط بعيداً عن التل آملاً فى غد لا يأتى يحمل معه حلاً لمشكلة «كيس الزبالة» التى حلها العالم كله إلا قليلاً.

تشاهد فيديو صوَّره مواطن مصرى مقيم فى إيطاليا أثناء زيارة لمصر ركب فيها القطار الإسبانى من الإسكندرية إلى الأقصر حيث عايش رحلة قبح على مدار 12 ساعة. هباب على الجدران، حمام قذر ناقل للأمراض، ركاب يتعاملون مع القطار باعتباره عدواً يجب إلحاق أكبر قدر من الأذى به. تتذكر فوراً رحلتك الأخيرة على متن قطار الإسكندرية، وكيف أنك ظننت أن حجزك فى الدرجة الأولى يضمن لك نظافة ورحلة هادئة، فإذ بانعدام قيم النظافة يحاصرك، وتبخر قواعد اللياقة والتهذيب يكاد يقتلك.

تستوقفك صور من «أرض اللواء» تحمل أنين سكان يعانون الأمرّين من مملكة الباعة الجائلين الذين احتلوا الأرصفة وتوغلوا إلى حرم الشوارع تحت مرأى ومسمع من مسؤولى إنفاذ القانون.

فى الجزء الخاص بـ«صحافة من وإلى المواطن» تشعر أنك فى بيتك بين أهلك وناسك. إنها تفاصيل لحياتك اليومية. بينما تقرؤها لا تشعر بالحاجة إلى أن ترتدى بدلة وكرافت وحذاءً ضيقاً ببوز كما تفعل وأنت تطالع تصريح الفريق سامى عنان وهو يقول إنه مرشح مدنى وإن علاقته بالسيسى طيبة، أو إن غالبية نواب البرلمان وقَّعوا استمارات تزكية لترشح الرئيس السيسى لفترة رئاسية ثانية، أو إن حملة المرشح المحتمل خالد على تقدمت بشكاوى ضد عدد من مكاتب الشهر العقارى، أو استكمال محاكمات الإخوان، أو اعتماد دورة الأمن القومى للأئمة المتميزين، أو حتى متابعة تصريحات ترامب عن دول «الحثالة»، أو الآفاق المستقبلية لميركل، أو التوسعات الاستيطانية لنتنياهو.

كل ما سبق أخبار مهمة. لكن المواطن هرم منها وكلَّ وملَّ. هى مطلوبة وأساسية لإعلام المواطنين وإخبارهم وإشراكهم فى الحياة العامة. لكنها حين تزيد على الحد تنقلب إلى الضد. لن نأكل أخبار ترشحات، أو نرتدى خناقات توكيلات، أو نُعالج بمحاكمات الإخوان والوزراء السابقين، أو نرتقى من البالوعة الثقافية والفكرية بأخبار دورات الأمن القومى للأئمة. حتى عنصر الترفيه والترويح عن النفس لا يتوفر فى الأخبار الرصينة. صحافة المواطن بقلمه وكاميرته وهاتفه المحمول تنقل واقعاً معيشاً هنا ينافس الواقع المعيش هناك، والله أعلم!

 

 

نقلا عن المصري اليوم

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواقع غير المعيش الواقع غير المعيش



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon