توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى انتظار سامى عنان

  مصر اليوم -

فى انتظار سامى عنان

بقلم - محمد عصمت

قد لا يكون الفريق سامى عنان هو الرئيس المثالى للجمهورية، فنحن ــ حتى الآن ــ لا نعرف شيئا محددا وواضحا عن أفكاره وتوجهاته السياسية، ولكنه بالتأكيد سيكون المنافس المثالى المتاح للرئيس عبدالفتاح السيسى، فى ظل ثلاثة اعتبارات أساسية وهى الانسحاب المفاجئ للفريق أحمد شفيق، والمستقبل الانتخابى المجهول الذى يواجهه المرشح اليسارى خالد على إذا خسر قضيته، وثالثا عجز الأحزاب والقوى السياسية الكبيرة عن تقديم أى مرشح على الإطلاق، وكأن موعد الانتخابات قد فاجأها على حين غرة فلم تستعد لها بالشكل المناسب!

مع عنان، بخلفيته العسكرية، يمكن أن تتوافر فرص لإجراء مناظرات انتخابية بينه وبين بقية المرشحين وعلى رأسهم بالطبع الرئيس السيسى، لكشف العديد من الأسرار التى تحيط بتوجهاتنا إزاء صفقة القرن مثلا، والتى أعلن الرئيس السيسى دعمه لها خلال لقائه بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى إبريل الماضى، وتبين فيما بعد أنها قد تتضمن تبادل أرض بين سيناء وإجبار الفلسطينيين على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، واعتبار بلدة أبوديس عاصمة للدويلة الفلسطينية المقترحة وهو ما كشفه أبومازن وهنية منذ يومين، مؤكدين على رفضهما المطلق لهذه الاقتراحات الأمريكية، وهو ما رفضته مصر على لسان الرئيس السيسى أيضا دون أن نفهم بالضبط هل أجرت واشنطن تعديلات على هذه الصفقة التى سبق أن وافق السيسى عليها؟.

كما يمكن أيضا عن طريق انتخابات تنافسية حقيقية أن نفهم استراتيجيات مصر المستقبلية تجاه سد النهضة، ولماذا وقع الرئيس اتفاقية إعلان المبادئ مع إثيوبيا والسودان فى مارس 2015 دون أن تتضمن بندا يحيل أى خلافات مع إثيوبيا للتحكيم الدولى كما نادى بذلك العديد من الخبراء المصريين، وهو ما جعل إثيوبيا تتلاعب بنا كيفما تشاء حتى الآن، وتهددنا بالعطش والجوع مع النقص المتوقع فى إيرادات نهر النيل، واضطرارنا للبحث عن بدائل مكلفة لتحلية مياه البحر، أو إعادة تدوير مياه المجارى لاستخدامها فى الرى أو حتى الشرب؟

نستطيع كذلك أن نفهم مصير الوعود الحكومية بتحسين مستوى المعيشة لملايين المصريين بعد تطبيقها سياسة الإصلاح الاقتصادى ولم نر منها إلا زيادة معدلات الفقر والتضخم وارتفاع الأسعار والاقتراض من الخارج بنسب فلكية، مع وعود حكومية باستمرار طاحونة الغلاء لأجل غير مسمى، مع الاندفاع المبالغ فيه نحو مشروعات ضخمة لا أحد يدرى بالضبط جدواها الاقتصادية.

كما نستطيع أيضا أن نناقش أسباب تقاعس السلطة فى مصر عن إجراء أى إصلاحات سياسية لترسيخ الممارسات الديمقراطية، وأن نعرف أسرار سعيها المحموم لتكبيل حركة الشباب والأحزاب والنقابات والاتحادات العمالية والمهنية بقيود قانونية وأمنية تتعارض مع الدستور على طول الخط، بل وانتهاكها مواده فى حقوق التظاهر والإضراب وحرية الرأى والتعبير والصحافة والإعلام.

مع سعى البعض لبناء دولة الرجل الواحد فى مصر، واستدعاء أسوأ ما فى نظمنا السياسية السابقة فى الحكم وعلى رأسها الإعلام المقيد والسياسة شبه المؤممة فى عهد عبدالناصر، والانفتاح الاقتصادى طبقا لروشتة صندوق النقد كما فى عهدى السادات ومبارك، والسجون والمعتقلات كما كان الحال فى كل العصور، تأتى الانتخابات الرئاسية المقبلة لتوفر لنا ــ نظريا على الأقل – فرصة حقيقة لمناقشة هذه التصورات التى لم تعد تصلح للاستهلاك الآدمى فى بلد أشعل شعبها ثورة تنادى بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية، ثم فوجئ بسياسات مغايرة من سلطات متتالية مفترض أنها جاءت لتطبق هذه الشعارات!!

قد لا يكون ترشح عنان هو الوصفة السحرية لعلاج أزماتنا الديمقراطية، ولكنه بالقطع لن ينقذ الانتخابات فقط من السقوط فى بئر الاستفتاء، ولكنه سيعطى أيضا فرصا حقيقية للمرشحين الآخرين وعلى رأسهم خالد على للحركة وسط الناخبين بشكل قد لا يتوافر لهم، إذا غاب عنها عنان!

نقلا عن الشروق القاهريه

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى انتظار سامى عنان فى انتظار سامى عنان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon