توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن المسألة الفلسطينية

  مصر اليوم -

عن المسألة الفلسطينية

بقلم - عبد المنعم سعيد

هناك أخبار جيدة تخص القضية الفلسطينية: أولها أن هناك ٦ ملايين فلسطينى باقون على أرض فلسطين، الواقعة ما بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، أى ما يماثل ٦ ملايين يهودى يسكنون الرقعة الجغرافية ذاتها. معنى ذلك أنه أيا كانت الأخبار المزعجة، بما فيها اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، فإن البشر باقون على أرضهم، ولا يمكن نزع جنسية البقاء الفلسطينية عنهم. وثانيها أن هناك مليونا وستمائة ألف فلسطينى داخل إسرائيل نفسها يشكلون أغلبية فى الجليل، وأقليات فى حيفا ويافا، والنقب والقدس حيث يعيش ٣٥٠ ألف فلسطينى يشكلون ٤٠٪ من المدينة، وفى مجموعهم يشكلون ٢١٪ من الإسرائيليين، فى مقابل ٥٠٠ ألف يهودى يعيشون فى مستوطنات داخل الضفة الغربية. وثالثها أنه أيا كان موقع الفلسطينيين، فى الضفة الغربية أو غزة أو الجليل أو فى المنافى البعيدة لكوكب الأرض، فإن الفلسطينيين لم يفقدوا هويتهم الفلسطينية.

الحقائق الديمغرافية على أرض فلسطين تنطق بقصة أخرى غير تلك التى تنطق بها الجغرافيا، الأولى يوجد فيها الحياة فلم يعد هناك مكان آخر يمكن للفلسطينيين اللجوء إليه، والثانية يوجد فيها الاحتلال والمقاومة والتمييز العنصرى والصمود. القصتان معا تحكيان أنه لا مفر من اتساق الجغرافيا والديمغرافيا، الأرض والإنسان، العرب واليهود. إسرائيل لا تستطيع التخلص من هذه المعادلات حتى ولو منحتها الولايات المتحدة ومعها ٣٣ دولة القدس عاصمة، ولا كذلك الفلسطينيون حتى ولو حدثت المعجزة الكبرى واتحدوا وحصلوا على التأييد الدبلوماسى من ثلاثة أرباع الدنيا فى كافة المنظمات الدولية.

الواقع يشهد شهادة أخرى غير تلك المخضبة بالدم والحرائق، والتى تكررت عبر سنوات فى حروب وانتفاضات وثورات، وفى النهاية يتعايش الطرفان معا، يذهب الفلسطينيون للعمل فى إسرائيل، ويذهب الإسرائيليون إلى مدن الضفة الغربية لإصلاح السيارات والكشف على الأسنان، وفى كل الحالات فإن العملة واحدة، والأهم السوق الاقتصادية بما فيها من عمل ومال وطاقة واحدة أيضا. وإذا كان هناك حل للقضية الفلسطينية فإنه سوف يكون ضمن هذه المعادلة، حيث بقى الفلسطينيون يمسكون بالأرض داخل وخارج دولة إسرائيل، ولا يوجد إمكانية لأن يعود الإسرائيليون بعد سبعين عاما من الدولة إلى حيث أتوا من قبل. كلاهما، أو أغلبيتهم على الأقل، رغم كل هذا العنف الذى يأتى ويذهب، يريدون الحياة أكثر من الموت. فلسطينيو إسرائيل ربما يشكلون نواة للمستقبل، حيث النضال ليس حول الاحتلال بقدر ما هو حول المساواة وحقوق الإنسان، وفى الكنيسيت فإن للعرب ١٣ عضوا، ويوم يتحدون سوف يكون لهم ٢٤ مقعدا تجعلهم ثانى أكبر كتلة سياسية فى البرلمان. فى كل الأحوال فإنه ما لم يتحد الفلسطينيون فإنه لن تكون هناك لا دولة ولا مساواة.

ماذا يفعل العرب مع هذه الإشكالية الكبرى؟، ما جرى خلال الأيام القليلة الماضية كان فصلا من الكتاب المعروف للقضية الفلسطينية منذ بدأت المواجهات وحتى انتهت، والذى لا توجد فيه فصول عن أولويات الدول العربية، وتبعات الإصلاح فيها، ونتائج الحروب الأهلية فى خمس دول عربية، ولا حتى الصرخات المعروفة «أين أنتم يا عرب؟!»، وكأن فلسطين هى الهم الوحيد، ولا شىء عن فصل «الربيع العربى» المزعوم وتبعاته. من يريد للفلسطينيين شأنا عليه أن يتدبر ما نراه على أرض الواقع، من يقدس القدس فإن عليه الذهاب إليها وخلق الحقيقة الكبرى أن فلسطين جزء من بحر عربى، ومن يريد للفلسطينيين تمسكا بالأرض فإن عليه الاستثمار فى فلسطين من الجليل إلى القدس. ببساطة فإن المطلوب فتح كتاب جديد للقضية الفلسطينية، ومعها القضية الإسرائيلية أيضا، بحيث لا يكون كلاهما مصدرا للتهديد وإنما أساسا للأمل. الاجتهاد مطلوب، ومن لديه شك فى ضرورة الاجتهاد فربما عليه أن يتأمل ويسأل عن هؤلاء الذين ذهبوا إلى القدس لتدشين سفارة؟ ذلك موضوع آخر!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن المسألة الفلسطينية عن المسألة الفلسطينية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon