توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل مقاطعة الانتخابات الرئاسية خيانة للوطن؟

  مصر اليوم -

هل مقاطعة الانتخابات الرئاسية خيانة للوطن

بقلم - مي عزام

(1) خرج علينا الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بفتوى أدلى بها فى مداخلة هاتفية مع أحد البرامج التليفزيونية، قال فيها: «إن المشاركة فى الانتخابات أمانة، والله أمرنا بأداء الأمانة، والبخل بأدائها خيانة لهذا الوطن، والله لا يحب الخائنين»، ببساطة وصف من يقاطع الانتخابات بالخائن لوطنه والمغضوب عليه من الله، بمعنى أن مثل هذا الشخص خاسر فى الدنيا والآخرة. العجيب أن الدولة المصرية تدعو فى العلن لعدم خلط السياسة بالدين لكنها تسمح به فى الخفاء على ما يبدو، فأمين الفتوى موظف فى الدولة يتقاضى مرتبه من دافع الضرائب، سُمح له بالإدلاء بهذه الفتوى المثيرة للسخرية والفتنة.

(2)

هل أنا وأمثالى خائنون للوطن، وننتظر عقاب السماء؟

فأنا وغيرى سيقاطعون الانتخابات، وصف خائن تهمة لو يعلمون عظيمة، أمثالنا من الذين عقدوا العزم على مقاطعة الانتخابات الرئاسية لديهم سبب منطقى وبسيط: ليس هناك مرشح رئاسى يمثلنا لا السيسى ولا موسى، وللأسف النظام أصر على وجود مرشح «محلل»، ليبعد عن الانتخابات شبهة الاستفتاء، فزاد الطين بلة، جمع بين الرئيس الحالى وموسى، وكأنهما يتساويان أو يتقاربان فى الأوزان.

فى انتخابات 2012، لم أذهب إلى جولة الإعادة بين مرسى وشفيق، لأننى وجدت أنهما لا يمثلانى، رغم الاختلاف الكبير بين الانتخابات الرئاسية فى 2012 وانتخابات 2018، الأولى كان هناك 23 مرشحا تم قبول 13 منهم استوفوا شروط الترشح، وفى 2018 عندنا مرشحان: أحدهما مرشح الضرورة والثانى مرشح الصدفة.

(3)

نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية محسومة قبل بدايتها، الرئيس السيسى سيفوز بفترة ثانية، ولو كان الفريقان شفيق وعنان والمحامى خالد على ترشحوا جميعا، كان السيسى غالبا سيفوز، لأسباب كثيرة منها: أن فرصة فوز رئيس فى الحكم بفترة ثانية غالبا تكون أكبر من منافسيه حتى فى الدول العريقة فى ممارسة الديمقراطية، أما فى الحالة المصرية، فإن مؤسسات الدولة كلها تساند الرئيس الحالى وتدعمه وتؤثر على قرار الناخبين من خلال الإعلام. ولقد طالبت الرئيس السيسى بألا يترشح لفترة ثانية فى مقال: «افعلها ياريس ولا تترشح لفترة ثانية» بتاريخ 26 إبريل 2017.

قلت فيه: «المشكلة الحقيقية فى ترشح السيسى أن شخصيات كثيرة محترمة لن تغامر بخوض الانتخابات أمامه، لأنها تدرك أنه لا أمل لها فى منافسته وكل مؤسسات الدولة تسانده والإعلام أيضا، إنها فرصة السيسى الذهبية فى أن يكون الرئيس المصرى الأول الذى يرفض ولاية ثانية، رغم توافر عوامل نجاحه، هل يمكن أن يختار السيسى بكامل إرادته أن يخرج من دائرة الضوء؟ ليبقى فى ذاكرة الوطن قدوة لملايين اعتبروه فى لحظة تاريخية المخلص والبطل».

(4)

ما حدث نعرفه جميعا، لم تتجرأ عشرات الشخصيات المحترمة على الترشح أمام السيسى، ومن ترشح تم التشهير به وممارسة الضغوط عليه بصور مختلفة، وما زال الإعلام يردد الحجة القديمة: لا يوجد بديل للرئيس ومصر مستهدفة من مؤامرات خارجية وتواجه وقتا عصيبا، حجة يروجون لها منذ عهد عبدالناصر. أنا من المؤمنات بالتغيير، لأنه سنة الكون، الركود يؤدى إلى التحلل والموت البطىء، أى نظام سياسى مغلق يستبعد الرأى الآخر ولا يشارك المعارضة فى الحراك السياسى وصنع القرار يحكم على نفسه بالموت البطىء والتعفن، لماذا النظام العالمى الذى هندسته أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية صالح حتى الآن؟، لأنه نظام مرن ومفتوح استطاع أن يحتوى الأعداء والأصدقاء، مشروع مارشال مد يد العون لألمانيا المهزومة كما فعل مع بريطانيا المنتصرة، قدمت أمريكا مساعدة إلى اليابان التى ضربتها بالقنبلة الذرية، وأصر روزفلت على ضم الصين إلى الدول الخمس صاحبة الفيتو فى مجلس الأمن رغم معارضة تشرشل، هذا النظام قام على الاحتواء والدمج وليس النبذ والاستبعاد، دمج الحلفاء المنتصرين مع محور الهزيمة فى نظام واحد استطاع أن يصمد حتى الآن فى حين أنهار نظام الاتحاد السوفيتى المغلق القائم على الاستبعاد وليس الاندماج.

(5)

إذا أراد السيسى (الرئيس القادم) لنظامه الحياة، عليه أن يبدأ فى إحداث تغيير حقيقى فى نظامه الأحادى وأن يبذل جهدا لدمج الجميع (المؤيد والمعارض) ويقوم بمصالحة وطنية. أكتب وأنصح لأن هذا واجبى، أما التوفيق فمن عند الله

نقلا عن المصري اليوم

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل مقاطعة الانتخابات الرئاسية خيانة للوطن هل مقاطعة الانتخابات الرئاسية خيانة للوطن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon