توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكاية تاء «مش» مربوطة

  مصر اليوم -

حكاية تاء «مش» مربوطة

بقلم : ســناء صليحــة

 على أنات عود وزغاريد دف تداخلت مع أصوات نساء لا يختلفن فى ملامحهن ولا فى ملبسهن عنها اللهم إلا فى أنهن اخترن اللون الأبيض بينما تسربلت هى بالسواد كعادة الفلاحات ونساء هن ملح الأرض عندما ينتقلن من بند البنات لصفوف المتزوجات والأرامل و العوانس،استنامت لأغنية شعبية رددتها مجموعة النساء اللاتى لم يفصلها عنهن سوى بضع خطوات قطعتها لتنضم إليهن لتروى حكاياتها وتغنى أغانى البنات التى ترددت فى فضاء قرية هجرتها يوم قرر أبو العيال أن يشد الرحال بحثا عن لقمة عيش تصور أنها أوفر وأسهل فى عاصمة المحروسة ..

حكاية أم سيد وبنت سنية وأى بنت وأى ست سطرتها فى السطور السابقة ليست من نسج خيالى فهى واقعة حقيقية تتابعت أحداثها فى قاعة الفنون فى المجلس الأعلى للثقافة فى يوم المرأة المصرية..ففى تلك الأمسية قررت مجموعة من النساء اللاتى لا تلاحقهن الأضواء ولا يسعين إليها أن يروين فى النور والعلانية تجارب النساء الحياتية المسكوت عنها بعيدا عن القوالب التقليدية من خلال الحكي و التفاعل الحى بين  الراوية والمشاهد  ليصبح كلاهما طرفا فى الحكاية ومبدعا لها أو طبقا لعنوان  اخترنه لأنفسهن وللجمهور «أنا الحكاية»..

والحقيقة أن التجربة التى تبنتها مجموعة من النساء عددهن لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة والتى تعيد للذاكرة تجربة «قالت الراوية» التى تبنتها مؤسسة المرأة والذاكرة فى تسعينات القرن الماضي، تتجاوز إشكالية الصفحات المفقودة من تاريخ إبداع المرأة والتقسيمات التى فرضتها رؤى نقدية حول مفاهيم الإبداع النسوى أو النسائى أو إبداع نصرة المرأة ، والتناقض الذى فرضه هجوم البعض على إبداعها ووصمه بأنه يسعى للتمييز أو اكتساب أرضية لا تجور على حق الرجل أو القبول المتحفظ واعتراف يتم التفضل به وكأنه صك من صكوك غفران العصور الوسطي!!..

 ورغم أن صفحات التاريخ المنقوصة تروي  شذرات متناثرة عن ظرف مجتمعى اعتبر إبداع المرأة وممارستها للفنون علانية فعلا يقلل من مكانتها ويستوجب العقاب أو الاعتذار مما اضطر المبدعات فى بدايات القرن الماضى للتخفى فى البداية وراء أسماء مستعارة مثل باحثة البادية أو بنت الشاطئ أو بنت النيل، وأصل الإحساس بالدونية لدى البعض الآخر لتضطر فاطمة سرى أن تتنازل طواعية عن ابنتها لتتربى فى كنف هدى شعراوى وأن تودع أخريات حلم تكوين أسرة وأمومة أو يعتزلن الإبداع باعتباره عملا لا يليق بربات الخدور، إلا أنها أيضا تسجل علامات طريق طويل كان على المبدعة المصرية أن تتحمله بصبر وجلد لتستعيد حقها الأصيل فى التعبير عن ذاتها وعن رؤيتها للعالم من حولها دون وسيط أو متحدث باسمها . فعلى الطريق الذى سارت عليه المبدعات تطالعنا أسماء لكاتبات مصريات بزغ نجمهن فى العصر الحديث، بدءا من عائشة التيمورية و ملك حفنى ناصف و سهير القلماوى ود. عائشة عبدالرحمن وأمينة السعيد و صوفى عبدالله وغيرهن من الأسماء التى تركت بصمتها فى سماء الفن ، وصولا لمبدعات الظل فى القرن الحادى و العشرين اللاتى استطعن من خلال تجربة الحكى تجسيد واقع مركب مثقل بالتناقضات والهموم يعبر عن واقع البيئات الشعبية والطبقة المتوسطة من خلال نصوص بسيطة تتعدد فيها الأصوات وتستفيد من البعد الأسطورى والحكى الشعبى لتكشف دون حذلقة علاقة المرأة بذاتها وبالعالم الخارجى وأمالها وإحباطاتها..

توالت الحكايات عن وأد حلم التعليم والعمل لستر البنات وصور مقاييس للجمال لا تتعدى المظهر الخارجى وانتهاك الروح والجسد وقتل الحلم  و..و..  

يقول استاذنا د. احمد مرسى أحد اهم رواد دراسات الفلكلور مستشهدا بموروث طويل من الحكي  إن المرأة أعظم راوية فى التاريخ .. وادعى ان المبدعة المصرية فى القرن الحادى والعشرين وأن كانت فى الظل جدلت من واقعها والتراث الشعبى والحكى نسيجا مخمليا يعبر عن حلم تاء مش مربوطة لكل صاحبة حكاية.

نقلاً عن الآهرام القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية تاء «مش» مربوطة حكاية تاء «مش» مربوطة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon