توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحمة المواقع

  مصر اليوم -

رحمة المواقع

بقلم - سمير عطا الله

شاهد مراسل أميركي الألمان يشيّدون مبنى ضخماً للإذاعة عام 1936 فكتب إلى صحيفته يقول: صدقوني، ألمانيا لا تستعد لبث موسيقى بيتهوفن وقصائد غوته. إنها تهيئ للحرب! منذ اختراع الراديو في العشرينات أدركت قوى العالم أنه أصبح في متناولها سلاح جديد لا حدود له. لم تكن الكلمة في حاجة إلا إلى إذاعة، وها هي تحمل جميع الكلمات واللغات، الحرب والسلام، الوئام والعداء، الدعاية والكذب.

وفي البداية ضبطت الدول الإذاعات، واحتكرت البث، وضبطت الأمواج عبر الأثير، لكن مثل كل شيء آخر، ما لبثت أن صارت لعبة من ألعاب هذا العالم، ثم تحولت إلى دمية في أيدي الناس، وأصبح في إمكان أي فلاح في الهند أن يحمل معه راديو صغيراً إلى الحقل ليستمع إلى ما لا يستطيع قراءته.

ثم عمم الاستهلاك والرخص التلفزيون، فتراجع الراديو، ومن ثم ظهر السلاح الأكثر مضاء: ففي الإنترنت، أنت لست مجرد مستمع أو مشاهد، وإنما «متفاعل» أو «متواصل». تسمع وترى وترد وتعلق وتعطي رأيك. يقولون ما يشاؤون، فتقول ما تشاء. يفحشون ويغرون النفوس الضعيفة بأن تفحش هي أيضا.

عالم التواصل الاجتماعي فضاء مفتوح، أمام الأخيار والأشرار معاً. أكثر من استفاد من الراديو منتصف القرن الماضي كانت الأنظمة الديكتاتورية وإعلانات الصابون. لا فرق. والآن يجلس وراء الكومبيوتر تاجر الكليبات، وتاجر المشاعر، وتاجر البغاء، ورجال العقل والفكر والنيات الطيبة والخلق الحسن.

لا رقيب بين هذين العالمين، ولا رادع يحدّ من هذا الفلتان وما يتركه من آثار مدمرة. في بيروت حدث الأسبوع الماضي دمار في الاتجاهين، أو أكثر من اتجاهين، في الفضاء الإلكتروني: تتم «فبركة» أخطر تهمة لفنان بارز في حياة المدينة بأنه عميل إسرائيلي. سلامتك. تهمة لن تأخذه فقط إلى السجن المحدد، بل إلى العار المؤبد. هو وعائلته ورفاقه، وعندما يخرج فلن يرى من يرد عليه التحية.

يا لسوء الحظ! لكن حسنه يقفز فجأة في صورة قاضٍ ذكي وقدير وشجاع يكتشف التزوير، مع أن التهمة آتية من جهاز رسمي، مع أن «المتّهم» أقره وينقلب البلد. وجميع الذين أحرقوا زياد عيتاني وتحلّوا برماده دون رحمة، عادوا، ليس ليعتذروا أو يعتبروا، وإنما ليضرموا النار في ثياب الضابطة التي زُعِمَ أنها فبركت له الفخ.
في الحالتين لم يكن قد صدر حكم نهائي بعد، لا على الضابطة الحسناء التي تشبه ممثلات السينما، ولا في براءة الممثل الحزين. لكن لا يهمّ. امتلأت مواقع التواصل بأقسى التعابير والتهم والأحكام. واحدة من أحزن القضايا الإنسانية وأدنى المؤامرات، جردتها المواقع من أعماقها، ولم يعد أحد ينتبه إلى ما فعلته مؤامرة فظّة في حياة إنسان.

عن الشرق الاوسط اللندنيه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحمة المواقع رحمة المواقع



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon