توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خيارات سيلفا كير الصعبة

  مصر اليوم -

خيارات سيلفا كير الصعبة

بقلم - عطيــة عيســوى

 بعد مصرع نحو 50 ألف إنسان وتشريد ربع الشعب فى الداخل وهروب مليون إلى دول الجوار ونقص حاد فى الغذاء وصل إلى حد اضطرار الجوعى لأكل أوراق الشجر وعمليات اغتصاب وقتل وحرق متبادلة بين أبناء العرقيات والقبائل بهدف الانتقام وتعريض ربع مليون طفل لخطر الموت إذا لم يتلقوا إغاثة عاجلة وحرمان 70% من الأطفال من الذهاب إلى المدارس خلال أربع سنوات من الحرب الأهلية،من المنتظر أن تنعقد غداً جولة مفاوضات جديدة بين ممثلى حكومة جنوب السودان وفصائل المعارضة المسلحة لوضع خارطة طريق تتضمن وقفاً شاملاً ودائماً لإطلاق النار وجدولاً زمنياً معدلاً لتنفيذ اتفاق سلام 2015 الذى قسم السلطة بينها خلال فترة انتقالية كان من المفروض أن تنتهى بإجراء انتخابات عامة ورئاسية هذا العام.

  قبل نحو شهر ونصف وقَّع المتحاربون اتفاقاً لوقف القتال كمرحلة أولى لاتفاق مباحثات الغد المنتظر ينص على أن يوقف المتحاربون إطلاق النار ويبقوا فى مواقعهم وأن يتم إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والنساء والأطفال المختطفين لتهيئة الأجواء لاتفاق أشمل وأكثر قابلية للتنفيذ بعد أن رأى مراقبون أن تحديد اتفاق 2015 أغسطس المقبل موعداً لإجراء الانتخابات  أمراً غير واقعي،لكنه لم يصمد سوى ساعات وانتهكه كل من الطرفين بذريعة أن الآخر هو البادئ بانتهاكه أوبحجة الدفاع عن النفس.فالثقة المتبادلة منعدمة ويحتاج إعادة بنائها إلى سنوات من العمل وحُسن التدبير وإخلاص النية والتسليم بحقوق الآخرين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية وليس محاولات فرض الهيمنة على القبائل الأخرى حتى ولو من الدينكا أكبر القبائل التى ينتمى إليها الرئيس وغالبية قيادات الجيش.

  ورغم إبداء الحكومة استعدادها لتقديم تنازلات للفصائل المعارضة خلال المباحثات وتوقُّع مسئول كبير بمنظمة (إيقاد) الراعية للمباحثات وصول رياك مشار قائد أكبر تلك الفصائل إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للتوقيع على الاتفاق ثم العودة إلى العاصمة جوبا لتنفيذه إلاَّ أنه من غير المستبعد أن يختلف المتصارعون وينهار اتفاق وقف القتال الهش.فسيلفا كير اشترط للتفاوض مع مشار ألاَّ يشارك بنفسه فى الترتيبات المستقبلية وأن يدين العنف صراحةً مع الاكتفاء بمشاركة فصيله فيها،وقال مصدر مطلع إن الحكومة لم تتخلَّ عن مطلبها إبعاد مشار عن العملية السياسية رغم أنه يمثل قبيلة النوير ثانى اكبر القبائل،وهو أمر قد لا يقبله.وربما هذا هو ما جعل المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة تصف الحكومة بأنها شريك غير صالح لقيادة جهود السلام وتقول إن بلادها فقدت الثقة فيها وإنه حان الوقت لقبول الواقع القاسى وهو أن قادة جنوب السودان لا يفعلون سوى خيانة شعبهم وتخييب أمله،كما قال الوسيط الدولى فيستوس موجاى أمام مجلس الأمن إنه لا يمكننا أن نقف مكتوفى الأيدى وقادة جنوب السودان يوقِّعون اتفاقاً فى يوم ويسمحون بانتهاكه فى اليوم التالى بلا عقاب.أما الترويكا الغربية المكونة من الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج فأعلنت بكل وضوح أن سبب الأزمة هو القادة السياسيون وصراعهم على السلطة وطالبت الحكومة بالكف عن محاولاتها لتحقيق نصر عسكرى وبأن تفى بوعودها إنهاء العراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية وكذلك المعارضة المسلحة بإنهاء جميع أنشطتها العسكرية ورفع القيود التى تحول دون وصول المساعدات لمتضررى الحرب وأن يتفاوض الجميع بنية حسنة لتعديل اتفاقية 2015 خاصةً ما يتعلق بتقاسم السلطة والترتيبات الأمنية.

  هذا الوضع المعقد دفع سيريل رامافوزا نائب رئيس جنوب إفريقيا التى زارها سيلفا كير مؤخراً ويقيم فيها رياك مشار شبه محتجز منذ 2016 إلى إبلاغه-وفقاً لمصادر مطلعة- بأن رؤية المجتمع الدولى لحل الأزمة تقوم على خيارين:إحياء مبادرة السلام بإشراكه ومشار فى الحكم أواستبعادهما معاً وتسليم إدارة الدولة إلى حكومة غير حزبية تحت إشراف دولى مع منح الرئيس حق اختيار دولة يعيش فيها وعروضاً مالية مجزية مثلما حدث مع روبرت موجابى رئيس زيمبابوى الذى تنحى عن السلطة مجبَراً فى نوفمبر الماضي.لكن المصادر لم تكشف عن رد فعل كير المعروف عنه العناد والتصلب فى مواقفه مما يجعل تفاؤلى بالمباحثات أكثر حذراً،وإن كان ما تردد عن أن مجلس أعيان قبائل الدينكا رشح قيادياً بارزاً لخلافته وعرض عليه التنحى مع التعهد بإبعاد مشار عن المشهد السياسى يصب فى الاتجاه الذى خيَّره بين إشراك مشار فى السلطة أو استبعادهما معاً.ويهدف موقف مجلس الدينكا - إذا صح - إلى حماية قبائلهم من هجمات انتقامية من المعارضة المسلحة من أبناء القبائل الأخري،بل ومن داخل الدينكا نفسها حيث حشد رئيس الأركان المقال بول مالونق أتباعه فى ولاية بحر الغزال استعداداً لحرب مع القوات الحكومية إذا لم يُلَبِ الرئيس المطلوب منه.

  يبقى ما كشفت عنه مصادر إفريقية من أن سيلفا كير طلب دعم بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل لمساعدته على البقاء فى الحكم خلال حضورهما حفل تنصيب أوهورو كينياتا رئيس كينيا لفترة ثانية الأمر الذى قد يعقِّد الأزمة أكثر ويشجع كير على عدم المرونة فتطول معاناة المدنيين.

نقلا عن الاهرام القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيارات سيلفا كير الصعبة خيارات سيلفا كير الصعبة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon