توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دبلوماسية المنتجعات لم تمس «غصن الزيتون» من وراء النافذة

  مصر اليوم -

دبلوماسية المنتجعات لم تمس «غصن الزيتون»       من وراء النافذة

بقلم : هالة العيسوي

 من أساسيات نجاح اي عملية تفاوض تهيئة الجو المناسب لجلوس المتفاوضين سواء كانوا أضدادا او أشباها، ومن انجح الوسائل الدبلوماسية التي تنتهجها كبريات الدول ما أسميه مجازاً »دبلوماسية المنتجعات »‬ وتتلخص في اختيار أماكن ذات طبيعة مريحة ودافئة نفسيا تشيع مناخا من الهدوء يساعد علي إدارة أصعب المفاوضات والوصول لأفضل الاتفاقات الممكنة. غالبا تقع هذه المنتجعات الدبلوماسية علي ضفاف بحيرات أو أنهار أوشواطئ البحار أو في منطقة غابات. هي نوع من التخدير النفسي للمتفاوضين وتفكيك العقد وربما الأعصاب وتذويب الخلافات السياسية والاقتصادية، أو حتي التخطيط للمؤامرات.

من أشهر تلك المنتجعات في عصرنا الحديث شرم الشيخ، الذي شهد مؤتمرات للسلام وكامب ديفيد الذي اشتهر باستضافة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر فيه لمحادثات السلام المصرية الإسرائيلية في عام 1978 وأسفرت تلك المحادثات عن توقيع معاهدة كامب ديفيد، التي كانت أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية. وأثناء الحرب العالمية الثانية اجتمع في المكان ذاته كل من الرئيس فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل للتخطيط لعملية غزو قوات الحلفاء لأوروبا . كذلك دافوس وهي مدينة صغيرة تقع علي نهر لاندوسيرو بسويسرا التي تستضيف سنويا نخبة من رجال الاقتصاد العالميين في المنتدي الشهير، وأخيرا وهنا بيت القصيد منتجع سوتشي الروسي الفاخر الذي استضاف عدة اجتماعات تخص الشأن السوري.
من المفترض أن تسفر اللقاءات الجارية في إطار »‬دبلوماسية المنتجعات»‬ - تلك الدبلوماسية المخدرة - عن رضاء كافة أطراف التفاوض وخروج كل طرف شاعرا بالفوز وتحقيق أهدافه. لكن ما يلفت النظر إلي نتائج لقاء سوتشي الأخير الذي انعقد تحت عنوان »‬مؤتمر الحوار السوري» وجري فيه وضع أسس وضع الدستور السوري الجديد بضمانة كل من روسيا وإيران وتركيا هو أن الطرف الوحيد الذي خرج راضياً من المؤتمر كان تركيا التي تشن حملة احتلال عسكري مقيت للأراضي السورية تحت عنوان رومانسي مضلل هو »‬ غصن الزيتون» في عفرين، بينما بدت سوريا - المعني الأول بهذا المؤتمر- غير مرتاحة لنتائجه ذلك ان التفاوض الفعلي كان يجري في غرف وممرات جانبية بغياب السوريين، في حين اتفقت الدول الضامنة الثلاث مع الأمم المتحدة علي صيغة البيان الختامي، بحيث تقوم كل دولة بترشيح 50 عضواً إلي اللجنة الدستورية علي أن يباركها زيادة أو نقصاناً »‬دي ميستورا» (المبعوث الدولي لسوريا) لتعمل وفق معايير وآليات تحددها الأمم المتحدة!
ارتياح انقرة لنتائج المؤتمر مفهوم، ففي سوتشي لم يواجه الضامنون الدوليون حملة »‬غصن الزيتون» التي تشنها تحت ذريعة مخاطر »‬الارهاب الكردي في عفرين» علي الأمن القومي التركي، ولم يناقشوا تطلعاتها للسيطرة علي مناطق سورية بعمق 30 كلم علي طول الحدود مع سوريا وصولاً إلي الحدود العراقية القريبة من الأردن وإيران.
هنا يبدو أن دبلوماسية المنتجعات نجحت فقط في تخدير الطرف السوري، وهي تجهز لتنفيذ المخطط الدولي لنزع الأهلية عن نظام دمشق،وهو أمر غير مقبول، بينما استفادت أنقرة من الأجواء المخملية في الخروج من مؤتمر سوتشي كالشعرة من العجين.
وفي الوقت الذي قطع الجيش السوري الطريق أمام دور أنقرة التي ظلّت تأمل في ضم محافظة إدلب إلي نفوذها ومصالحها في مقايضات الحل السياسي، بوصول الجيش إلي إدلب واستعادته مطار أبو الضهور، أتاحت لها الثغرة التي فتحها تحالف واشنطن مزيدا من الاطمئنان حين أصدر وثيقة الدول الخمس إثر اجتماعات نيويورك وباريس بما يتلاءم مع طموحاتها في سوريا بشأن الأقلمَة وتفتيت صلاحيات الرئاسة ومؤسسات الدولة.
ولأن اردوغان ينظر إلي ما هو ابعد من ذلك ويدرك أن واشنطن تتمسك بأحلام السيطرة علي مناطق سوريا الحيوية في النفط والغاز والمياه والغذاء وحيث توجد خطوط الترابط الاستراتيجي مع العراق وإيران تجده يهاجم الإدارة الأمريكية في الخطابات والتصريحات، في حين يسعي لاستعادة رعاية الناتو لبلاده في تحالف استراتيجي تستبدل فيه واشنطن أنقرة كحليف استراتيجي بالقوي السياسية الكردية التي تتبناها تكتيكياً لعدم توافر غيرها في الميدان. لكل ذلك دخلت تركيا »‬سوتشي» وخرجت منه وفي يدها »‬غصن الزيتون» لم يمسسه بشر

نقلا عن الاخبار القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دبلوماسية المنتجعات لم تمس «غصن الزيتون»       من وراء النافذة دبلوماسية المنتجعات لم تمس «غصن الزيتون»       من وراء النافذة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon